[فاطــ (محمد) ــمة عبدالله]

أنقضى النهار ....بين اروقة ...الملفات ...ولفائف الأوراق المكدسة تنتظر من يحملها للمراجعه ...

....والسواد الذي اصبح تحت عيناي واضح للعيان بات يحرجني كل ما سألني عنه زملائي..

فما اتى إلا - لأني انهكت نفسي قليلا ُ في العمل ...كلمات اعزي بها نفسي ...!!

ومازلت اراقب الساعه ....كم هو بغيض هذا الوقت ...مع الوحدة ...في غربة عتمة كالليل الحالك بالسواد...صمت غريب يضج
بهذه المدينه ...رغم ان الحياة فيها دابة ..بوقع اثار المارة وضجيج شوارعها المزدحمة ...بالسيارات ...

والجموع الشبابيه -المحتشدة على اطراف الطرق ...شيء ما غريب يسري في داخلي ...أود لو- اني في كون فارغ لا غيرى فيه ..اشتهي
ان اصرخ بحرية كالاطفال ...فلا- احد يفهم سر صرخاتي ...غير أمي الراقدة تحت التراب ...فتهجد ذاتي ...بعدها ربما احسست بالنعاس ...قليلاً واريح هذا البدن
المنهك ..من تواصل السهر ...رباه ...ما اتعسني حتى كوب الشاي هذا اصبح بارد بلا طعم ولا لون ...وصوت رنين الهاتف المتواصل...بات يزعجني...لم اعد استسيغ
طعم - الاشياء ...هنآ-إلا-الذكريات هي وحدها من تجعلني اشعربجوارحي ...فأستشعر بها الوجع ...من جذوره ......كم هائل من مخزون الذكرى يلم بغربتي...اليتيمـــه...

مللت النظرإلى الجدران والاسقف وقطع الاثاث ....تستفزني الروائح المنبعثه..من نوافذ بيت الجيران ...كل ليله..في هذا اليوم من الاسبوع ..واصوات قرقعة الأطباق
وخرير الماء ....وصوت ..(ع /العزيز) ابن العشرين ...الذي ...لا-يتعب ولا يمل من الصراخ وهو يقود دراجتة بجنون المراهقة ...ألا- مباليه بمن حوله ...يزعجني حارس المبنى
بتطفلة كالعادة ...أسئلة ساذجة لا تعنيه قط ...ودخان السجائر...المنبعث من ممر ....المبنى ....يشعرني بالغثيان ..حقآ.....هنآ كل شيء!!

اكمم افواه ...التعب واضع نعلي تحت راسي ...وأحاول ان اغفود قليلاً على ارضية المستودع فهو ابعد مكان عن ذاك الضجيج عبث ...اعود ادراجي للمكتب ...

واحدق في ساعة الحائط ..يآآه قد اوشك الفجر ان يطرق نافذتي وانا ما عرفت للنوم ثانيه ...!!

وأبداء رحلتي من جديد ...بلا طعم ولا- لون ...........


...28/5/2010