عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 03-08-2013, 10:31 PM
الصورة الرمزية محمد الفاضل
محمد الفاضل محمد الفاضل غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: السويد
المشاركات: 222

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
لم يستطع نضال أن يغمض له جفن / لأن فكره مشغول ، ونفسيته غير مرتاحة ، فهو يحمل هماً كبيراً لما آلت إليه أحوالهم الأسرية ،عز عليه أن يفارق قريته ، ويرحل عنها دون رجعة ، فبدا كل شيء فيها هو عزيز عليه ، وقد عرف السارد كيف يدفع بالبطل أن يستحضر المشاهد والصور عن طريق الوصف الدقيق لكل الجزئيات .. والواقع إنه استحضار لا يختلف عن عمل كاميرا خفية تنتقل في كل الأماكن وتخرق كل الحواجز ،وتطل على كل الشعاب والوهاد .. فاستطاع أن يشرك القارئ ويجعله مطلعاً على ما تزخر به من جمال مؤثر .. ليعطينا فكرة أن ليس من السهل أن ينسى الإنسان موطنه الأصلي .. ..
فالبطل نضال يستند في استرجاعه على إرهاصات قبلية ، جعلت نفسيته وذاته وكيانه ووجوده في حالة استنفار . ففكره لا يخلو من الفراق والابتعاد ، من الرحيل والوداع .. ولم لا يكون من الفرار والهروب ..
اعتمد السارد على التدرج في تنمية الحدث وتطويره ، فانتقل بالقارئ من حالة الإعجاب والشوق والحنين مع الإحساس بالمرارة على فراق قريته .. إلى تحفيز القارئ لجعله في عمق الحدث .. فمن خلال تساؤلات سلام لأخيها نضال عن كيفية الهروب ، بل عن كيفية النجاة .. لجأ السارد إلى إعادة بناء النص من جديد على تيمة يمكن اعتبارها بؤرة النص : الهروب والفرار / البحث عن النجاة / ويمكن أن ندمجهما في / الخلاص الممكن / ..الذي جاء على يد الأب بعدما رتبه بطرق غير مشروعة ، وقد نتخيل أن الأمور تسير في الاتجاه السليم ، إلا أن القارئ سيصدم لما يجد في نهاية النص مأساة درامية شديدة الوقع على النفس والذات وعلى كل ضمير حي ..
اعتمد السارد على ثلاثة أبعاد كدعامات لتشكيل نسيج سردي محكم للنص : البعد النفسي والوجداني الذي جسده البطل/ نضال/ ، البعد الاجتماعي والإنساني والذي يتجلى في القهر والظلم والتشريد ،وتغريب السكان عن أوطانهم .. والبعد المأساوي التي تعرضت له أسر عديدة في ظل التبجح بالديمقراطية الحديثة وحقوق الإنسان ..
وعليه يمكن رصد عدة بنيات صغرى في النص من خلال تغيير في الحالات والوضعيات وهي: / الشوق والحنين/ ترتيب الهروب / الجو النفسي للركاب / الظروف السيئة لوسيلة الهرب / .... هي بنيات صغرى ساهمت في بناء بنية كبرى للنص ، قد تتجلى في الهروب من الموت / القصف والدمار/ إلى الموت / الغرق في قاع البحر ..
نص جميل ، تميز بقدرته على إنتاج بنية دقيقة وخطاطة سردية متماسكة عن طريق بنيات تتسم بالانسجام والاتساق والتماسك ..
جميل ما كتبت أخي محمد الفاضل رغم درامية الحدث ..
تقدري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
الأستاذ القدير والأخ العزيز الفرحان بو عزة
يالجمال حضورك الرائع وتحليلك الذي اتسم بالحرفية .. سلمت روحك وسلم يراعك
تقبل أمنياتي القلبية وكل عام وأنت بألف خير
لقلبك أجمل باقات ورد
__________________


روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
رد مع اقتباس