الموضوع: رقصة النار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-08-2011, 09:49 PM
صدى النسيان*وهج صدى النسيان*وهج غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: في بلاد الجمال والإبداع
المشاركات: 425

اوسمتي

افتراضي رقصة النار

السلام عليكم

ها أنا هنا لأسجل حضوري في هذا الباب المميز

ها أنا أنسج من الخيال والواقع قصة لعلها تجد في قلب هذا المنتدى مكانا ترسو فيه ..




على قرع طبول أفريقية وأمام لهيب النار رأيت شبحها يتهاوى ويتأوه كطائر مذبوح

خيل لي بأنني في سبات عميق أو أشبة بسراب يترأى أمامي ... كانت واقفة بشموخ ترسم حركات هندسية متناسقة

تهز جسدها بتناسق تام وكأنها تتماوج مع النسيم .. وبعد لحظات تهاوى جسدها الغض قرب النار لتخبو للأبد ..

ولم يكن الشاهد على رقصتها النارية غير النار التي بقت مشتعلة بعدها بمدة ليست بالطويلة لتصبح عند طلوع الفجر رمادا ..

وفي الصباح يجد الناس جسدها مسجى على الرمال بقرب الرماد .. ولا يعلم أحد عن سرها شيء ..

مثلها مثل باقي الأشياء في دنيانا .. التي لا تبدو لنا أكثر من أشياء لا نعلم من حقيقتها شيء غير

الغموض .. والجسد فقط ..

ولكن ليست هذه قصتي وليست هي برقصة النار ولكن هنالك رقصة من نوع مختلف ..

في مكان ما من كوننا الفسيح تنام إمرأة ليست كباقي نساء الأرض .. ماتت في أواخر الثلاثينات من عمرها

ماتت ولكن بقيت محفورة في القلوب التي عاشت من أجلها .. إنها كالشمس تشرق كل صباح ولكنها تختلف عن الشمس حيث لا غروب لها

ذاقت مر الحياة من قسوة زوج وحياة بائسة مع مجموعة من الأطفال حيث كانت الحضن الدافيء لهم

وملاذهم الوحيد من تجبر الوالد وتسلط زوجة الأب التي دخلت حياتهم كأفعى ملعونة تسمم حياتهم

سرق هذا الوالد وزوجتة البسمة والسعادة من قلب هذه الأم وأطفالها .. عاشت معة معاناتها الكبرى

جوع .. ذل .. قهر ... حرمان .. والأدهي الإهانات حيث لم يكن يتوانى عن ضربها أمام أطفالها .. وزوجتة

وحتى عامة الناس ... إنتقلت الزوجة في إحدى ليالي شهر أغسطس الدافئة لتجد العدالة الكبرى عن بارئها

هكذا صعدت روحها إلى خالقها فجأة .. وأشرقت شمس ذاك الصباح ليلتحف ذاك المنزل بالسواد .. والحزن
الأبدي .. وليخيم الشتات على ذاك المنزل للأبد حيث أصبح الأن مهجورا لا يذكر أحد من الناس قصة هذه المرأة

ولكنها ما زالت مسطرة على جدران ذاك المنزل وستبقى لتحكي للأجيال قصة عظمتها وصبرها .. ووفاتها

ستحكي تلك الجدران عذابات الأم ودموع أطفال يتامى .. وقصص نجاحهم وفرحهم الناقص دائما

ستحكي وتحكي ولكن لن يسمعها أحد ..

زاد جبروت الوالد وزوجتة .. حيث طرد أولادة الشباب من المنزل وهم في سن المراهقة ... وزوج البنات

وحرمهم حتى من دخول المنزل .. مرت السنون سريعا وكأنها عجلة تدور بسرعة فائقة .. كبر خلالها الأولاد

وتزوجوا وأصبح لكل منهم حياتة الخاصة ...


أما الأب فقد هجرتة زوجتة وأولادها الذين هم أولادة ايضا .. أصبح وحيدا أكلتة وحشة البيت والوحدة

وحصل له حادث أبقاه طريح الفراش لا يقوى على الحركة

جاء أولادة من زوجتة الأولى لزيارتة ولم يكن يقوى على الحديث أو الحركة وكانت دموع عينية هما الشاهد الوحيد

لا أدري أكان ندما حزنا أم ماذا


ولكن لم يعد يملك غير دمعة تجري من عينية كلما رأى أحدا منهم .. وأكيد لو رآة أحدا من الناس لن يعلموا سر هذه الدمعة

التي تحمل قصة وفاة إمرأة ومعاناة أطفال صغار ... وشتات أسرة .. وأب طريح الفراش ..


للقصة بقية ..
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة صدى النسيان*وهج ; 21-08-2011 الساعة 09:54 PM
رد مع اقتباس