[الفرحان بوعزة]

الأخت المبدعة أم أفنان .. تحية طيبة ..
بطلة تتأرجح بين الحلم واليقظة ، حلم بني أساساً على الرؤية البصرية ، رؤية طبعتها صور متعددة لفضاء مركب ومتعدد .. فضاء كون عالماً واقعياً ، رغم أنه يندس تحت حلم عابر .. عالم يساعد الذات على الأمن والاستقرار .. إلا أن الساردة كسرت مسار السرد لما برزت تلك الفتاة التي تطلب منها العون والسند .. مما أعطى للبطلة أن تخرج من جمودها إلى حركة مولدة من الحدث وهو الجري بدون هدف لما اختفى الطفل من يديها .. كأنها أحست بذنب وأنها ليست في مستوى المسؤولية ..
إنها صورة مؤثرة حركت الوجدان والعواطف ، بل الإنسناية كلها .. فترسخت تلك الصورة في تجاويف الذاكرة .. ولما أفاقت وجدتها حية في ذهنها ..كأنها تلك الصورة تمددت وانبثقت من الحلم العابر ، فتهيأ لها أن حلمها قد تحقق دون فارق زمني كبير ..
والواقع أن تلك الصورة بقيت تحت غطاء التمني والترجي ..وانتقالها من غير الممكن إلى الممكن ، وجاء تأكيد تحقق الفعل لما رأت الرضيع بين أحضان والده ..
اعتمدت الساردة على تحقيق مرادها ورغبتها لما توسلت بالصدفة ، فأدخلت القارئ فيما هو غيبي بل فيما هو عجائبي وغرائبي ..
سرد جميل ، ولغة شيقة متساوقة مع الحدث والفعل .. ولكن الساردة غلبت الواقع على الحلم ،ومن الممكن أن يتحول الحلم إلى واقع لكن في أحلام اليقظة ..
جميل ما كتبت وأبدعت أخت الفاضلة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..