[مختار أحمد سعيدي]

خاطرة ..للبيضاء وحدها

حجب الشمس مغربها و اختفت
لما أشرقت على الكون البيضاء
فتحولت كل ليالي العشق الحالمة
في حضن البيضاء بسهادها بيضاء
خجولا أطل القمر كعادته
فما وجد في السماء لمعة
و لا في الأرض شبرا
و لا في النفوس مكمنا
لم تطلع عليه بسمة بيضاء
حار الطير و خانه الليل بعد كل وده
لما بسط النهار سلطانه بنورها
و أي عين تنام و البيضاء بجانبها
سافرة يراقص مفاتنها الهديان
شامخة الصدر و الغنج شيمتها
سواء متكئة أو كانت على البساط تختال
على السفح سر تماوجها
و بين تفاصيل كل الاثارات إغراء
يرعاها النرجس الساهد و تسترها أنامل المرجان
لا تضل يد تبتغي الرغبة فيها
أينما حطت يثور تحتها بركان
من الليل سرقت سدوله
يصارع بزئبقيته الأنفاس
و يا له من حاجب وهن
أمام أي شغف دائما ينهال
تطبق شفاه الورد على المصفى من كل طيب
و تفتح الإشتهاءات لما يلامسها الهيام
إذا الريح أظهر شيئا من مفتنها
ترتبك في تسابقها كل الفرسان
و إذا كشفت عن بياض ساقها
يكشف البرق عن طوية كل الرجال
اذا نظرت سحرت ..فأدهشت
و إذا رمشت قتلت... و يا لها من سكرات
على النقرات تروي مفاتنها
سحر الأنوثة و سر الفاتنات
فتبا لمجلس يغشاه العشق
لا تتوج سلطانه بيضاء
مختار سعيدي