عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16-10-2012, 12:13 AM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...في تقديري-أختي الكريمة دانة-أن مشاعرَ الإنسان السوي المتوازن إنما تتحركُ في كيانِه من خلال طبيعةِ العِلاقاتِ التي تكتنفه وتحيط به في محيطه الضيق الواسع،فتظهَرُ في النهاية بصورةٍ بديعةٍ منسجمةٍ،تتناغمُ-في حِسِّهِ-مع نداءاتِ الفِطرةِ الرقيقة السامية التي تسري في أعماق جـِبـِلـَّتِهِ كإنسانٍ مُكَرَّمٍ...

في محيطنا الواسِع اتجاهاتٌ ومَساراتٌ وروافِدُ عديدة لتلكَ العِلاقات،قد تختلفُ الإحساساتُ فيها من عِلاقةٍ لعِلاقةٍ،بَيْدَ أن الينبوعَ الذي يُوَحِّدُ منشأها واحدٌ..

فالإحساسُ بعلاقةِ الحُبِّ تجاهَ الأبُوَّةِ أو الأمومةِ أو البنوةِ أو الأخوة يختلفُ-في قرارة النفس-عن الإحساس بعِلاقةِ الحب تجاه الصديق والخليل والصاحب،وهذه بدورها تختلف عن الإحساس بعلاقةِ الحب تجاهَ الحبيبة-سَواءٌ كانتْ حبيبة ًكزوجةٍ حاضرةٍ أو مستقبليةٍ-وهذه أيضاً تختلفُ في الإحساس بها عن أحاسيس العِلاقةِ الأخويةِ في الله أو في الأخويةِ في الإنسانية الجامعة...

إنها كلها أحاسيسُ بعِلاقةٍ مَّا،تنبثقُ أساساً من ( عاطفةِ الحُبِّ ) المقدسة ولكنها في ممر التصريف تختلفُ في مَساراتِها باختلاف الكائن البشري الذي نتعامل معه...

ولا يَجوزُ-عقلاً وشرعاً-أن يَقعَ تداخلٌ أو تناقضٌ فيما بينها...

فإحساسي-بالحب الغامر اللاهب-تجاه والديَّ أو أولادي أو إخوتي الأشقاء يختلفُ في قرارةِ نفسي وفِطرتي الإنسانية العميقة عن إحساسي بالحب الغامر اللاهب تجاه زوجتي الحبيبة..وهذان قطعاً سيختلفان عن إحساسي بالمحبة الغامرة اللاهبة تجاه أصداقي وأصحابي وأخلائي وإخواني في الله تعالى...

ولنا أن نتصورَ الصورةَ الشنيعة المشوهة يومَ تتداخلُ هذه الأحاسيسُ في قرارة النفس أو يومَ تختلط الأخماسُ فيها بالأسداس..!!

لنا أن نتصورَ-مثلاً-إنساناً يرمقُ أمَّهُ أو ابنتهُ بذاتِ الإحساس الغامر من الحب الذي يَرمق به زوجتـَهُ الحبيبة،أو لنا أن نتصورَ العكسَ...!!!؟؟؟

إن مجردَ التصورِ يُعطي انطباعاً سريعاً أن هذا الإنسانَ مريضٌ مَرَضاً نفسانيا،ومن أنه يُعاني عقدة ًنفسيةً وعقلية ًهائلة ًفي طبيعةِ إنسانيته،وإنَّ على الطبيب النفساني أن يُسارعَ إلى إنقاذِ ما يُمكنُ إنقاذهُ وإلا ستتلاشى إنسانيتـُهُ وسيَجدُ نفسَه مَسْخاً لحيوانٍ أو كائنٍ مقرفٍ آخر...!!!

إن الله تعالى-أختي الكريمة-ضبط موْجاتِ فِطرتنا في كينونتِنا ضبطاً عجيباً مُحكَماً بحيث أن نوازعَ الحُبِّ تنطلقُ من أعماقنا فتحتوي بكمالها البديع كلَّ مَنْ يُحيط بنا في حياتنا،فتستجيبُ أشواقـُنا تجاههم في صورةٍ من التناسق والانسجام والتنظيم لاَ نظيرَ لها...

لِذا فإن التساؤلَ بهذا الشكل : أيهما أفضلُ ؛ الصداقة أم الحُب..؟؟ فيه من المُجافاةِ لفطرتنا ما يَجعلُ الجوابَ يكونُ معدوماً أو مستحيلاً،لأن عملية إثباتَ الإحساس بالحب في علاقة الصداقةِ على حسابِ نفي الإحساس بالحب في علاقةِ الحب العاطفي تجاه امرأةٍ أو العكس،هو في الحقيقة قتلٌ لرافدٍ من روافدِ الحب وإحياءٌ لرافدٍ آخر..أو لِنقلْ : هو تجاهلٌ لأشواقٍ فطريةٍ طبيعيةٍ في قرارةِ النفس الإنسانيةِ وإثباتٌ لوجودِ أشواقٍ أخرى...

وتلكَ في تقديري قسمة ضِـيزَى في فطرتنا الإنسانيةِ المتكاملة..!!!

ما معنى أن يقولَ إنسانٌ : أنا لا أرى في الوجودِ ولا أستسيغُ نكهة الوجود والإحساس بطعم الحياة إلا بحب امرأةٍ،أختزلُ في حبها كلَّ شيءٍ جميلٍ في دهاليز هذه الحياة وفي مناحيها وضروبها ومجالاتها الإنسانية العريضة..؟؟!!!

سريعاً سنقول له : قطعاً أنتَ لم تخطئ في رؤياكَ الساحرة الحالمة..فحبُّ امرأةٍ قد يَعْدِلُ في حِسِّكَ احتواءَ الحياة وأبعادِها الفسيحة،لكنْ صديقي ألاَ ترىَ أنكَ حَجَّرْتَ واسِعاً وأنكَ بهذا ألغيْتَ مساحاتٍ عظيمة ًفي باحةِ الفطرةِ الإنسانية التي لا تقبلُ على متنها غيْرَ أولئكَ البشر الذين احتوواْ بفطرتهم كل أشكال الجمال والبهاء الكامنة في تلك العلاقات...

إنني كما أحب حبيبتي بإحساسٍ أحب صديقي بإحساس مختلف ولا أجد أي تناقضٍ في الإحساسين داخلَ كياني،لأني أشعرُ بحاجتي الفطرية كإنسان سَويِّ إلى حبِّ هذه ومصادقة ذاكَ..

أظن-في تقديري-أن السؤال الطبيعي هو : الصداقة والحب شيئآن لا مناص لنا عنهما في حياتنا،فما الفرق بينهما أو الفرق بالإحساس بهما..؟؟؟

وشكرَ الله لكِ..وبكل مَن أدلى بدلوه هنا...ودمتم أحبتي...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس