الموضوع: حورية الأشخرة
عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 10-09-2012, 11:10 AM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي 7


(7)

آخر شيء سمعه هو شهقة الحسناء عندما رأته ينتزع الجنين، وشهق هو أيضاً من المفاجأة......كانت عيونهما على الجنين المنطرح، ولمّا رفع رأسه وحرّك قائمتيه انفرجت أساريرها وقالت وهي تنثر القبل على رأس العنزة ووجهها..

-هيا بسرعة إحمله للمظلة بسرعة وقربه من النار.......الجو بارد عليه هنا.

أحس أنه بطل، كيف لا وقد استطاع توليد العنز وإعادة البسمة لأجمل وجه. حمل الجنين دون أن يأبه للدماء وسائل المشيمة على ثيابه، سعادته بسعادتها لم يكن لها حدود، وضع الوليد على الأرض بقرب النار، وجاءت هي تقود عنزتها وهي تغني لها، لكنها تجهمت عندما وقع بصرها على الوليد وقالت

-ما هذا؟......كيف تضعه على الإسمنت الصلب؟ ستتأثر قوائمه الرقيقة.

ثم أغضت بعينيها، وقالت

-حتى أنك لم تمسح سائل الولادة عن عينيه ووجهه......ما هذه القسوة؟!

انتفض وحمل الوليد ووضعه على رجليه ثم بدأ يمسح وجهه بكم ثوبه وهو يقول

-أنا آسف......إنها المرّة الأولى التي........
لكنها لم تمهله ليتكلم وقاطعته قائلة

-هكذا أنتم يا أهل المدن، لا تفقهون من أمور الحياة شيئاً.......ماذا لو وضعت زوجتك في البيت؟!......ماذا ستفعل؟.....هل ستدعها تموت؟

-أنا لست متزوجاً.

-حقاً أنت لست متزوج؟!

في تلك اللحظة تذكر أنه له هو أيضاً سحره الخاص على النساء، استعاد شيئاً من توازنه ورفع نظارته على أنفه وقال ليؤكد لها الأمر

-بالتأكيد أنا لست متزوجاً.

قال جملته تلك وأضاءت في آخر الشاطئ مصابيح سيارة، انتبهت الحسناء وقالت والقلق في صوتها

-أسرع أعطني الصغير.......ربما هذا أبي يبحث عنّي، سيغضب لو رآك.

وبسرعة البرق انتزعت الحمل من أحضانه، وهو كأن روحه توشك أن تفارقه.....حملت حملها وتبعتها العنز، وقف ينظر لها على باب المظلة ......التفتت له بنظرة مشفقة وقالت

-لا تتبعني.......
رد مع اقتباس