اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان الجهوري
أستاذي العزيز
لماذا أتجهت ساحة الشعر العمانية إلى حد ما لكتابة الرمزية والحداثة ، وما السبب الذي جعل الساحة العمانية هي الأكثر كتابة لهذا النوع من الشعر ، وهل هناك أسباب تجعل الشعراء العمانيون يكتبوها بكثرة ، ولماذا في ظنك بقية الساحات لا تكتب هذا النوع بصورة كبيرة ..؟؟؟؟
أستاذي ...
الشاعر الراحل :علي الصومالي قد قدم للساحة الكثير بشعره وكتاباته وقد غناء له أشهر الفنانين العرب ،
لماذا إلى الآن لم يتم الإحتفاء بهذا الشاعر ولماذا التهاون بلإحتفاءات رغم وجوبها ..؟
|
لماذا أتجهت ساحة الشعر العمانية إلى حد ما لكتابة الرمزية والحداثة ، وما السبب الذي جعل الساحة العمانية هي الأكثر كتابة لهذا النوع من الشعر ، وهل هناك أسباب تجعل الشعراء العمانيون يكتبوها بكثرة ، ولماذا في ظنك بقية الساحات لا تكتب هذا النوع بصورة كبيرة ..؟؟؟؟
هناك عدة عوامل جعلت عددا كبيرا من الشعراء العمانيين يتجهون للحداثة الشعرية وهي الميزة الأهم في الشعر العماني النبطي رغم ضبابية المفهوم..أولها هو صفحة الشعر النبطي في جريدة عمان..والتي أشرف عليه..حيث أردت في البداية أن ترتقي المفردة الشعبية الدارجة والسطحية إلى مصاف القصائد المثقفة وكانت دعواتي لهذا النوع هي بمثابة الفتيل الذي أشعل شرارة الكتابة وتحديث القصيدة..وكانت كتابات الشعراء في ذلك الوقت تتسم بالانغلاق والبساطة ولقيت الدعوة وكتابات شعراء مثل محفوظ الفارسي وأحمد مسلط وأحمد السعدي وأحمد الشحي وبعض نصوصي وغيرهم رواجا كبيرا وبدأ آخرون يقلدونهم ويحذون حذوهم..غير أن التقليد في كثير من الأحيان أخذ منحى آخر..فدعوتي كانت تنصب على مزج التراث والبيئة إلى جانب التحديث على مستوى الصورة والتركيبة الشعرية..بينما كانت كتابات كثير من الشباب تنسلخ في أحيان كثيرة عن التراث والموروث وتكتب من أجل التقليد تحت غطاء العقل اللاواعي وتحت تفسير خاطئ لدعوة التحديث وفهم غير مدرك لماهية التغيير..الحداثة بالنسبة لي هي مزج الموروث والتراث والبيئة والخروج بصورة جديدة ومغايرة وغير مكررة أما يحدث حاليا من بعض الشعر والذين يعتقدون أنهم يكتبون الحداثة والرمز فعليهم أن يعيدوا حساباتهم في هذه المفاهيم والتي إنْ هم وعوها واستوعبوها فإنهم سيكونون أفضل من يكتب القصيدة النبطية..
أما لماذا لا تتجه بقية الساحات لهذا النوع من الكتابة فهذا ليس دقيقا..
منبع الحداثة الشعرية النبطية جاءت من السعودية معقل الشعر التقليدي على يد بدر بن عبد المحسن وفي الكويت كان فائق عبد الجليل وفي بقية الدول الخليجية يوجد شعراء حداثيون وتجديديون هم العلامة البارزة في هذا الشعر..غير أن الطاغي هو الشعر (الصراخي) والضجيجي الذي يدغدغ الجماهير ولا يقدم شعرا حقيقيا..وهذا هو السائد للأسف..ولكن ثق تماما بأن ما يحدثه الشعر العماني في الذهن أكبر تأثيرا من شعر لا يصل إلا إلى المراهقين..شخصية وهوية الشعر العماني هي في التجديد ولكن يجب أن نعدّل مسار هذا المفهوم حتى نستطيع أن نصل إلى ثقافة شعرية عامة.
الشاعر الراحل :علي الصومالي قد قدم للساحة الكثير بشعره وكتاباته وقد غناء له أشهر الفنانين العرب ،
لماذا إلى الآن لم يتم الإحتفاء بهذا الشاعر ولماذا التهاون بلإحتفاءات رغم وجوبها ..؟
وما ضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟!!..ما الذي سيستفيده علي الصومالي وهو ميت من احتفاء وتأبين..علينا ان نقرأ الفاتحة على روحه وروح الذين غيّبهم القدر دون أن يلاقوا احيانا حتى كسرة الخبز,,ولا الاهتمام من الإعلام او الجهات الرسمية..فهل لاحتفاء بالأموات هو ما آخر همّنا..دعهم في رحمة الله..لعل ذلك يريح أرواحهم الطاهرة..لن يضيف للمرحوم علي الصومالي أو غيره من الراحلين الذين لم يلاقوا التكريم وهم أحياء الاحتفاء بهم بعد رحيلهم..عبدالله الخليلي..عبدالله صخر..ناصر البلال..علي شنين الكحالي..وغيرهم كثير..رحلوا دون أن يتم الاحتفاء بهم بما يليق بافضالهم على الشعر..الفاتحة على أرواحهم وأرواحنا رحمة الله علينا أجمعين..