جميل ما أرقت من الخمرة نثرا ... فأوحيت لنا أننا نشرب الخمرَ بهجة لسطوع سردك المفعم بالحيوية ... أجدت فوجدت...
فليس لي إلا أبي نواسٍ شعرا فقد أيقضته إيحائاتك النثرية....
ويقول:
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّـوْمَ إغْـرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَـتْ هـيَ الـدّاءُ
صَفـراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتـها
لَوْ مَسّـها حَجَـرٌ مَسّتْـهُ سَـرّاءُ
قامَتْ بإبْريقِها ، وَاللّيْـلُ مُعتَكِـرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها فِي البَيـتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريـق صافيَـةً
كأنّمـا أخْذُهـا بالعَيـن إغْفـاءُ
رَقّتْ عَن الماء حَتّى مـا يُلائِمَـها
لَطافَةً ، وَجَفا عَنْ شَكلِـها الـماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بهـا نُـوراً لَمَازَجَهـا
حَـتّـى تَوَلّـدُ أنْـوَارٌ وأضْـواءُ
دارَتْ على فِتْيَةٍ دانَ الزّمـانُ لَهُـمْ
فَمـا يُصيبُهُـمُ إلاّ بِمـا شـاؤوا
لِتِلْكَ أبْكي ، وَلا أبْكي لِمَنـزلَـةٍ
كانَتْ تَحُلّ بِهـا هِنْـدٌ وَأسـماءُ
حاشا لِدُرّةَ أنْ تُبْنَى الـخيامُ لـها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْـلُ وَالشّـاءُ
فَقُلْ لِمَنْ يَدّعي فِي العِلْمِ فَلسَفَـةً
حَفِظْتَ شَيئاً ، وَغابَتْ عَنكَ أشياءُ
لا تَحظُر العَفوَ إنْ كنتَ امرَأً حَرِجاً
فَـإنّ حَظْرَكَـهُ فِي الدّيـن إزْراءُ
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور
وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
|