كانت الوالدة في المطبخ ، قبلت جبينها كالعادة و جلست أنظر اليها كالنحلة ، تتحرك برشاقة الراقصة على خشبة المسرح..
قلت لها..عندي لك خبر حلو كطعامك
قالت..خير ان شاء الله
قلت..لقد أبر الله قسمك ،فأنا اليوم اطار سامي في الادارة
قالت و هي تبتسم..و هل تصلح لغير هذا يا كبدي..
ثم جاءت ، و جلست على كرسي أمامي و قالت..و الآن يا سيدي السلطان، أنت بحاجة الى رئيس ديوان.
فضحكت و قلت ..اتركونا نتنفس يا قوم.. لا شك أن في يدك يد
قالت..على يد الحاج أحمد ... تعني أبي
قلت ..هذا أمر دبر بليله يا أم مختار
قالت و هي تضحك..ليالي ألسيد أحمد ليست خالية ،له ما يشغله ، و لياليك
الخوالي ليست حانية
قلت.. ليتني كنت شاعرا ، أرد عليك بما هو أجمل
قالت..ستكتب ..لا تستعجل ، لكل أجل كتاب
قلت...ما تركت الأرقام للحروف في ولدك نصيب
قالت..رأيتها في المنام ، ستمتطي صهوة الحرف ، و تشرب من نبع العروبة حتى تسكر ..
قلت..هذا حلمك ؟..
قالت ..بل رؤية رأيتها ، الأرقام أنت تأتيها ، أما الحروف فهي التي تأتيك
قلت و أنا أضحك..رسول
قالت..سحر البيان وحي لا غير ...ماذا قلت ؟..
قلت..أفكر
سكتت قليلا ، و هي تنظر الي بعيون المهى ، رسمت ابتسامة رحمة على وجهها السموح ، تنهدت ..كانها تريد أن تقول شيء آخر...هزت رأسها و قالت.....
.....يتبع...[/color]
|