[فاطمه القمشوعيه]

\

لم يعد ذلك الحلم يعاود ذهني مثلما كان في وقت قد رحل .. حيث تتبعه العيون الناعسه .. وتحيط به لتحدثه عن الاموات ..
تلك الاحلام تعود بي الى ذكريات بعيدة ..
رائحتها تمتلئ بالناس والاصوات والالحان ..
ومنظر خرب وايام الديار وسنوات قد تغطت بالغبار الكثيف ...
ومثل جيفة .. اجدني اعود للعزلة .. ملقاة بين شقوق الجدران والابواب ..
ارى بزوغ الفجر منها .. وانا لا ابرح هذه الزوايا المتراقصة على وقع رياح مزاجية تهتز لها الشبابيك والستائر ..
نعم هي تلك البقاع والروابي التي لازمت فيها احداثا من الالم والحزن وقليلا من لحظات سعيدة لا اكاد ان اتذكرها مثلما اتذكر كل لحظة تمر حاملة طقوسا من وجع ..
وطقوسا اخرى من عوج قد لحق بنساء الجوار ..
فملامحهن باهتة.. يرتدين الفساتين المشدودة على الخصر ..
وبين اناملهن تتنقل الخيوط .. وهن ينسجن اكفاتهن..
واكفان المستهترون الذين يتنهدون في غرف النوم الخالية .. الا من قوارير ترتجف من زحام العطر ..
العطر المنتظر حتى تغمض العيون الناعسة على احلامها ..
وتتصاعد الارواح بما جنته ..
والروائح من ذكريات الدار .. التي عادت من حوله تراكمات سحب الغبار لتدفنها ..
او تحفظها حتى زمن تعود فيه الاحلام لتراود هذه الليلة اللا قمرية ..

\

عيون الكستناء
29\1\2011
09:45 م