ندوة الشعر الشعبي العماني { الهوية و التطلعات }
البيان الختامي و التوصيات
بعون من الله و توفيقه ، انعقدت ندوة الشعر الشعبي العماني ( الهوية و التطلعات) بتوجيه سام من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -، و ذلك خلال الفترة من يوم الأحد 9 يناير إلى يوم الثلاثاء11 يناير 2011م .
و قد أتت الندوة سعياً إلى تطوير و تجذير راهن الشعر الشعبي في السلطنة ، واكتشاف أصوله و خصائصه و مميزاته و توجهاته ماضياً و حاضراً و مستقبلاً ، وربطه بموروثه التاريخي و خصائصه اللهجية و الاجتماعية ، و ذلك من خلال الأهداف الرئيسية التالية :
1. المحافظة على الخصوصية و الهوية العمانية للشعر الشعبي العماني .
2. البحث عن السبل التي تكفل الرقي به إلى الأفضل و توسيع دائرة
التعرف عليه عربياً .
3. دراسة أشكال و أنماط الشعر الشعبي العماني وعلاقتها بالمكون
الاجتماعي و الثقافة الوطنية العمانية .
4. رصد واقع و آفاق الشعر الشعبي العماني ، و عوامل التأثير و التأثر
بين أشكال الشعر الشعبي في عمان و في المناطق العربية المجاورة.
5. إبراز خصوصية ملامح الشعر الشعبي العماني في عناصره الفنية
على مستوى الموسيقى والصورة الفنية والرموز والأساليب .
و من أجل خدمة هذه الأهداف فقد ناقشت الندوة ستة محاور رئيسية خلال أيام انعقادها الثلاثة، و هي المحاور التالية:
المحور الأول : الشعر الشعبي العماني { الأصول والجذور}.
المحور الثاني : الشعر الشعبي العماني والمكون الاجتماعي.
المحور الثالث : موسيقى الشعر الشعبي العماني.
المحور الرابع : الشعر الشعبي العماني المعاصر {الاتجاهات والمؤثرات}
المحور الخامس : الشعر الشعبي العماني المعاصر {التوثيق والدراسة}
المحور السادس : الشعر الشعبي العماني المعاصر {الآفاق والتطلعات}
* التوصيات :
هذا و قد تدارست الندوة في جلساتها الست هذه المحاور من خلال أوراق العمل المطروحة ، و النقاشات المستفيضة التي أعقبتها ، و التي شارك فيها الباحثون و المشاركون من الأكاديميين و الخبراء و المهتمين بالشعر الشعبي العماني ، كما كان للحوارات الجانبية و الأصداء و المتابعات الإعلامية ، و التعليقات و التقارير الصحفية إسهام بارز في مزيد من إنضاج الأفكار ، و تطوير الرؤى التي تطمح إلى الرقي بالشعر الشعبي العماني ، و على ذلك كله فقد حرص المعنيون على استخلاص التوصيات من خلال أوراق العمل البحثية ، و آراء المشاركين في الندوة من اللجنة العلمية و المنظمين و مقرري الجلسات ، و المتابعات التي رافقت الندوة.
و أخذا في الاعتبار أن الشعر الشعبي العماني في جزء كبير من مدونته الشعرية هو أحد مكونات الموروث الشعبي العماني ، فإن خدمته
تقتضي خدمة هذا الموروث عامة ؛ و بالنظر إلى ما يفرضه العصر من حتميات التطوير و التحديث ، و ما تلزم به الحقائق الموضوعية من خصوصية عمانية واضحة لهذا الشعر في {الجذور ، و اللغة الشعرية ، والصور الشعرية ، و الإيقاعات و البحور } تمثل قيمة مضافة للشعر الشعبي العربي عامة ، فإن الندوة توصي بالتالي :
أولاً : في ما يتعلق بالمؤسسات :
1-إنشاء مركز يعنى بالموروث الشعبي العماني تحت مسمى " المركز العماني للموروث الشعبي " يكون له الاستقلال المالي و الإداري و ذلك من أجل القيام بالمهام التالية :
أ- جمع و توثيق الموروث الشعبي، وإتاحته للباحثين بطرق حديثة و ميسورة، من خلال مكتبة متخصصة تجمع مختلف صيغ الموروث الشعبي{ شعراً، و نثرا، وموسيقى، مقروءة، أو مرئية، أو مسموعة}.
ب- إعداد الدراسات العلمية المتعلقة بشؤون الموروث الشعبي، ودعم جهود الباحثين في المؤسسات الأكاديمية و الثقافية من داخل السلطنة و خارجها.
ج- نشر و تسويق مواد الموروث الشعبي العماني بمختلف صيغه داخل السلطنة و خارجها.
* ثانياً : المهرجانات و المسابقات و الجوائز الشعرية :
2-استحداث جائزة أو جوائز تعنى بالأنماط الشعرية العمانية التقليدية (مقاصب الرزحة ، التغرود ، العازي ، الهبوت ، الميدان ، المسبع .. إلخ) شعراً ونقداً، مع توفير كل ما يحقق نجاح هذه الجوائز من خبرات بشرية ، وموارد مالية ، و تغطيات إعلامية ، و دعم إعلاني .
3-العمل على تطوير المهرجانات و المسابقات المحلية القائمة حالياً المعنية بالشعر الشعبي كــ (مهرجان الشعر العماني ، مسابقة المنتدى الأدبي ، مسابقة مجلس الشعر الشعبي العماني ) و ذلك بزيادة موازناتها و جوائزها المعتمدة ، و تسليط الضوء عليها جماهيرياً بما يتناسب و أهميتها بالنسبة للساحة الشعرية ، و الارتقاء بمعايير التقييم فيها ، و تطوير أسس المشاركة فيها مع كل دورة من دوراتها بحيث تستوعب كل الأجيال والأطياف الشعرية الموجودة على الساحة ، و العناية بجوانب إخراجها الفني و الإعلامي.
ثالثاً : فيما يتعلق بالإعلام :
4-دراسة إصدار مجلة متخصصة للشعر الشعبي العماني ، بتمويل و دعم حكومي ، على أن ترتكز في طرحها على الأنماط الشعرية الشعبية العمانية الأصيلة ، و إحيائها في صورة حديثة مع احتفاظها بمميزاتها العمانية في جوانب الإيقاع و البحور و القوافي ؛ كما تعمل على استيعاب كافة الاتجاهات الشعرية الشعبية الأخرى{تكون تحت إشراف المركز المشار إليه في أولا ــ 1ـــ }
5-تقديم الدعم المناسب مالياً و تقنياً للمواقع العمانية المتخصصة بالشعر الشعبي العماني على الشبكة المعلوماتية العالمية (الإنترنت) على أن ترتكز تلك المواقع في طرحها على الأنماط الشعرية الشعبية العمانية الأصيلة ، و تخصيص نسبة من مساحاتها لأنواع الشعر الشعبي العماني و أعلامه و نصوص ذاكرته الشعرية ، بما يساعد على استمرار نقل التجربة الشعرية بين الأجيال المختلفة.
* رابعاً: توصيات عامة:
6-اعتماد المؤسسات الأكاديمية للشعر الشعبي العماني مادة للدراسات الأكاديمية في مجالات: التوثيق، و النقد الأدبي، و التاريخ الشفهي، و الموسيقى و الإيقاعات، و الدراسات اللسانية، و الدراسات الاجتماعية.
7-تبني مشروع وطني لجمع و توثيق الموروث الشعبي الشفهي العماني ( شعراً ، و نثراً ، و حكاية ، و أهازيجاً .. إلخ ) ليضم ما تم جمعه في المشاريع الجزئية السابقة ، و ليستكمل كافة عناصر هذا الموروث الشعبي ، ليكون منطلقا لتوفير قاعدة بيانات شاملة ، وتكوين موسوعة مرجعية للموروث الشعبي العماني ، و تسويق ما يناسب من مواد هذا الموروث تسويقاًً تجارياً.
8-دعم إعداد ونشر الدراسات والإصدارات المرتبطة بالشعر الشعبي العماني.
9-إدراج عناصر الموروث الشعبي عامة و الشعر الشعبي العماني على وجه الخصوص ضمن ما يناسبه من المناهج التربوية و التعليمية و ذلك لتعزيز الهوية الوطنية لدى الناشئة.
10-العمل على إدراج أنواع الشعر الشعبي العماني بسجل التراث الإنساني العالمي باسم السلطنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).