[ماجد العيسائي]

مدخل / ..

وحدها لا تنتهي و إن طال بها الأمد ..
و لا تستثني من أوجاعها أحد ..
تلك هي الأوجاع التي مرت بها ذاكرتي ..
قدر لها أن تموت و أن تقبر بداخلي إلى الأبد ..
و أن ترث لي أوجاعا كانت منها الذاكرة براء ..
...
,
.
,
ذاكرتي ..
خليط من الأحلام و الآلام و أشياء أخرى لا يتسع الورق لذكرها ..
و بقية من أوجاع عشعشت هناك و استوطنت المكان ..
و تفاصيل أخرى لا تقبل التفصيل ..
أيا كانت هذه الأشياء في شكلها ..
فإنها لا تعدو أن تكون أحلام مستباحة و آلام مستهلكة ..
مل قلمي تدوينها فأصبحت حبيسة الذاكرة ..
....
وحدها الآلام لا تقبر بعد أن تموت ..
و لا يقام لها عزاء ..
...
,
.
القيود .. عدوي اللدود ..
كم أكرهها ..
أتخلص من كل ما يحيط بي منها ..
وفاء لكرهي للقيود ..
ساعتي/خاتمي ../ تلك الأسوار حول معصمها .. كون الأساور جزء مني عندما تكون هي كذلك ..
الحديث عن القيود في هذا الوقت بالذات يثير حفيظة ذاكرتي ..
و يحملني إلى عواااالم أخرى كان للقيود فيها ألف معنى و معنى ..
..
..
.
الجنون هو الآخر كان جزءا من ذاكرة بلهاء ..
يقترب مني بقدر ما أبتعد عنه ..
و أبتعد بقدر ما يقترب مني ..
هناك .. في المسافة الفاصلة فقط .. يلتقي الجنونان ..
و تقف ذاكرتي مرة أخرى - كشاهد عيان - ترقب المشهد من على بعد خطوات مجنونة ..
لتسافر بي إلى حيث اللا مكان .. الذي يشبهني تماما ..
..
..
,
الانكسار هو الآخر جزءا من هذه الذاكرة الموجعة ..
هنا/ هناك .. حيث تتحطم عوالم الأشياء/ كنهها /و كينونتها ..
و حيث يكون الانكسار مصيرها ..
أوقن حينها أنني لازلت حبيس هذه الذاكرة ..
..
..
.
فجأة يسقط اللثام ..
تتعرى الذاكرة من أوجاعها ..
و تصبح الذكرى " غالية " صعبة المنال ..
قليلون هم من بقوا يحفظون الذكرى ..
و شهود عيان على ذاكرة استوطنها الوجع ..
و بقيت الأوجاع مجرد ذكرى تنفع الموجعين ..
ذكرى تنفع الموجعين ...
..
.
,
النهاية .