عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-08-2009, 03:58 PM
عبدالله الزعابي عبدالله الزعابي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: في قلب الرنين
المشاركات: 435
Post ( .. سفـرٌ فـي أحضــان امــرأة .. )








و هـا هـي فـي رسالـة منهـا ..
تأتـي لترسـم الحـبَ أشكـالاً تنسجـم مـع قـوة عقـلهـا الباطـن ، وضعفـها الظاهـر فـي ملـسٍ ناعـم ..
تفيـض بلـذة الجمـال المتصـل بالنظـرة الساحـرة ، ومعانـي الصـوت فـي اللغـة.

شكـراً يـا أنتـِ ..

لقد جاءني رسمكـِ حلواً يحمل سـراً وانسكابات كثيـرة ..
وألفـاظ استولـت على جملة ما في داخلي من عـذابـاتـ وأشـواق خامـرت روحـي .
سيدتـي .. يـا سبيكـة العطـر التـي سبـت بتصابيهـا نفسـي ، وأججـت بشـذاهـا فكـري ، وأفعمـت بحبهـا قلبـي ..
يا سـر بقائـي وأشـواق روحـي العاشقـة .. يـا مـرآة الاتسـاق بيـن فلسفـة الجمـال وألـوان الحـب ..
يا زجاجـة العطـر ونبتـة الغـرام .. يا أنتـِ ..!! إنـي لأشتـاق إلى زهـرة الفكـر فيكـِ
ولمسـة الحسـن التـي باتـت تتـواثـب فـي بطـن ليلـي وتطـوف بـي زمنـاً فـي عمـق الأسفـار
ومظاهـرهـا الجميلـة .. وأشتـاق إلى مـادة الحيـاة وقـوة الأحـلام .. وأشتـاق إلى أبعـاد المسافـة
وأبعـاد الكـون فيكـِ الـذي يحوينـي ويحويكـِ ويحـوي صورتـي المرسومـة فـي عينيكـِ ونحتكـِ المحبـوب فـي قلبـي .

سيدتـي ..
تشيـع اللغـة علـى ألسـنة الكثيـر من النسـاء وألسـنة الرجـال .. إلا لغتـي إليكـِ حيـن أجمعهـا ..
فإنهـا تكـون بلاغـة مخلوقـة .. يغشاهـا الجمال .. ما مثلهـا كـلام .. آتيكـِ بها كخيوط الشمس ..
تحبـر إليكـِ جمالهـا كالصبح الـذي ينبـع من شروقـه .. لغـة أبتدعها إليكـِ وسيلة للفهم على نسـق حلـو ..
كلما ألقـتـ بكلامهـا على شفتيـكـِ تنهـدتـ ببلاغـة حية ، وطائفـة من الحـب الـذي ..
يوّلِـد صـوراً من المجـاز والمعانـي الوارفـة بخصـائص الخيـال.

اللغة بحـرٌ يا سيدتـي .. ومادة خفية تنسابـ بجمالها في متاهاتـ الروح ..
يصعب علينا فهمها في أحيانٍ كثيرة عندما تجمع بين ألفاظها الساحـرة وفلسفـة الجنـون ..
كلاماً نقـرأه وهـو غيـر مكتـوب .. وآخـر نسمعـه من غيـر كـلام..!!
ألم يتـلوهـ ألم .. يتـلوهـ غيـظ .. تتلـوهـ أقـدار تزخرفـتـ بها غرفـ الأحلام ..
مترادفـات تكومتـ بعضها فـوق بعـض .. ومتناقضاتـٌ كثيـرة ، تسبـح في الظـل ،
وأخـرى تسيـر حافيـةً علـى الرمـال .. تنـبش فـي الغرائـز عـن فضائـل امـرأة ..
وتبحـث فـي الريـش عـن طائـر مذبـوح ..!!

.
.
__________________________________________________ __
انتهى في : يوم السبت الرابع من نيسان/أبريل 2009م

.
.
( .. الطيــر المسافــر .. )









هذه ليلتي وغدها سفركـ ...
لست أدري إن كان جسمكـِ قد تمـدد ..؟ أو أن جَفـنُكـِ أغمض ..؟
ولست أدري هل سافرتـ عيناكـِ في لجِ شوقٍ داخلي قـد تأجـج ..؟

سيدتي .. لقد اتخذت في ليلتي هذه من السرير مقعـد ... فكتبتـُ إليكـِ رسالتي ..
فألقي بهــاعلى قلبكـِ قبل أن تقرأينها نفحـة من عناء السفـر ... لأن في عنائه متعة .

في ليلة كان غدها سفركـ ... حجـزتُ لـي مـقـعـداً فـي روحـكـ ...
فما إن حملتـِ أنتـِ حقائبكـ .. إلا وقـد بسطتـُ في مدى عينيكـ عمراً ... !!
وطفـتـُ بشـوقـي في أجـواء نفســك دهـراً ... وحلّقتـُ في الفضاء بحيـاة تنسابـُ فيكـِ ...
وأجنحة بين السحابـ تطيـر ..!!
فتساقطـتـ عليّ ظـلال روحكـِ ... تطـرد الهـم عن قلبي وتخفـفُ الثقلـ عن نفسي ..!

سيدتي .. كل شئ في هذا الكون يموتـُ ويُنســى ..
فإن شعـرتِ في سفـركـ بأنـكـِ قـد نسيتـِ اسمـي . . أو غـاب عن عينك شخصي ...
فما ذاكـَ إلا مـوت شخصـي عـنـدكـ .
فمن المعلوم أن كل من أحبـَ الحياة .. خافـَ على نفسه من الموت ..؟
والخوف عندكـ أنتـِ بالذاتـِ حسبـ علمي قريناً .. عرفتـِ كيف وأين تترجميـه ...!
إذ كلما سألتـكـِ عن ذلكـَ الذي يدعوه الناس بالحبـِ ... سارعتِ بلفـظِ الخـوف ...
أو ليس في الحب إلا الخـوف ....؟
بل حسب علمي أنّ فيه رجــاء ... !!
والرجاء يا سيدتي هو الخوف بعينه لو كان يعلم الناس وتعلمين .!!

سيدتي .. إنّ جوابي المتفرقةُ كلماته وسطوره عن سؤالكـِ الذي كررته يوماً ..
لماذا أنا متشبثـٌ فيـكـِ ...؟
لأن لكل شخصٍ ظـلاً ... وأنتـِ ظـلُ قلبـي ... ولأنني وجدتـُ فيكـِ حياءً ..
ووجدت فيك جمالاً ... ترامتـ من حولهِ كل عناصر الحبـ الذي أبتغيـه ...
فكل شئ فيكـِ يبتسمُ ويتكلمـ ... ولعلـ بعض خواطري وخواطرك كان لها صدىً
في نفسي أحس بشعوره في قلبي ....؟

سيدتي .. أعلم بأن الكلام لا يغني .. ولا يقلل من رعدة قلبك ...!!
وأعلم أن الطبيعة في داخلكـ .. مشاعرٌ وحسُ .. وأعلم أن فيـكِ نسيمـاً راكـداً
أريـده أن يجـــري ...!

سيدتي .. كل ليلة أسمع فيها همسكـِ .. تنشئ في داخلي حباً جديداً ...
وبالرغم من بعدكـِ عني .. إلا أنني أراكـِ كالشمس ساطعة بالقرب مني ... !!
وأنني بـتُ أشـعـر أن في قلبي ذبذبـة تتـردد فـي دمـه ..
والدم هذا يمتزج بنوركـِ الآتي من السماء ....!

وهنــا .. أنشدك العذر سيدتي ... إن أطلتـُ في الكتابة ... وأطلتـُ عليكـِ في الرسالة ...
وإن كنتـُ أعلم أنكـِ لن تستغربي ... !!
فعلى حسب علمي أنكـِ تعلمينَ أن لي في الكتابة خمرة ...
وخمرتي هي المذاق الذي يحلو ليّ طعمه ...
فكلما تذوقتـُ من الكأس قطرةً ...
سبحـت على سطور دفتـري ونثرتـُ من الحروف حلوها ...
كلمات استجمعتـُ منها مناظراً فيكـِ من الجمالـ .

--
إنتهى في : الثامن عشر من حزيران _ يونيو / 2001م

------------------


( الـطـ الطير المسـافـر الطير ـيـر )

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الزعابي ; 16-06-2012 الساعة 12:50 AM
رد مع اقتباس