طاب ذكرك يا مههل، فقد فتحت باب رقيقا من أبواب الشعر
بعد أن كان متزمّتا حربيا دمويا، لا يعرف غير الفخر والحماس
وأعتقد أنّكِ ممنونة أيضا لذلك الشاعر أخيّتي أم عمر
فها هي خلجات النفس تتعاقب بجرأة والحاح على متن القصيد
أسموا الشعر ديوان العرب, ومؤمن انا تماما بأنه ديوان عام
وفسحة ربّانية يخلّد فيها الشاعر حياته بحلوها ومرّها
لن أطيل فما هيّة الشعر تعرفيينها جيّدا أيتها الشاعرة المباركة
ولكنني سأحاول اقتطاف بعض الأزاهير التي جذبتني بسحرها
وببلاغتها وتميّزها في نظري القاصر:
* ـ (أعتذرْ لِكْ بالإيابي) فعلا العود أحمد كما قيل، والعودة وحدها فرحة
* ـ (طِيرِ بي فوقِ السحابي) يحصل ذلك الطيران عندما تتمازج الأرواح
* ـ (ساءِ حالي ضاعِ لُوني) طبعا الجسم هو دافع الضريبة دائما
* ـ (حاضرِ مْسجّلْ غيابي) للأسف لا يمكنني الكتابة بماء الذهب هنا
ولكنني سأكتب بلون الذهب، إنّه البلاغة بعينها، يختصر مصنفّات
ضخمة في وصف عذاب البين وحرقة الأكباد وشرود القلب وإغترابه
تعبير دقيق عن حالات تعتري الإنسان عندما يتيه في بيئته الأصليّة
* ـ (جيتكِ بْروف(ن) وُهُوني) استعطاف مباشر، لكنني أراه فجا نوعا ما
* ـ (بعدُكُمْ سدّيتِ بابي) أنعزال تامّ وانطواء على الذات.
أبدعت أيتها القديرة عائشة الفزاريّة
فلك أجمل الأمنيات
وأطيب التحيّات