[يزيد فاضلي]

...دِلالاتُ الألفاظِ القرآنيةِ-أختي الكريمة الفاضلة مملكة الطموح-تأتي دائماً على مقاسِ معانيها دونما إيغالٍ في تحميل الآية من إيحاءِ المُرادِ ما يَجعله دقيقاً لا يتجاوز في دقته تأويلاً زائداً أو ناقصاً...

وألفاظ القرآن الكريم-كما يقول علماءُ اللغةِ القرآنيينَ-تتسامى عن فرطاتِ المبنى والمعنى..وهي في التنزهِ تسبِقُ العِصمةَ ذاتَها...!!

...وما المثالُ البياني الإعجازي-أختي الكريمة-في اللفظةِ التي أردفتِها لنا (( يُزجي )) بمثَلٍ شرودٍ عن ذلكَ...

فإن مرادفاتِ هذا الفعلِ الرباعي المهموز (( أزجَى )) لها في دِلالاتِ الجناس-كمحسِّنٍ بديعيٍّ لفظيٍّ-ما يجعلهُ تارةً في معنى ؛ السياقة والاقتيادِ في لينٍ وتؤدةٍ..وطوْراً آخرَ في معنى ؛ الرواج والدفعِ والمزجُ في سهولةٍ ومرونةٍ...

...وكلها معانٍ مفرداتيةٌ تترتبُ عن جذرٍ واحدٍ في الاشتقاق هو الرفقُ في دفْع الشيء ومعالجة سوْقِهِ إلى غايتهِ على أمهلِ صورةٍ وألين أسلوبٍ...

...وسبحان الله...فكأنما اندفاعُ قزاعاتِ الغمام في كبدِ السماءِ شكلٌ ( مُزجىً ) من التموجِ المتتابع الهادئ الجميل...

...زادنا الله تعالى جميعاً عِلماً ويَقيناً ودرايةً واقتفاءً لأنوار الآي الحكيم...

...جوزيتِ كل الخير-سيدتي-ودمتِ موصولة الخطو دائماً...