الموضوع: إحساس فاني
عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 14-10-2014, 12:35 AM
الصورة الرمزية مملكة الطموح
مملكة الطموح مملكة الطموح غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: بين حلاوات الرؤى
المشاركات: 946

اوسمتي

افتراضي

جئت هنا مقلبة صفحات شعرية جمه كي أقف متأملة دواخلها وروعة صورها ودقة مفرداتها ووجدت سفينة هدفي رست على جزر حرفكم لتأخذ منها كنز الأدب ..فبدأت قصيدتك بعنصر تشويق أضافت له الحقيقة شرفا ومجدا وغلفت بالتشبيه البارع فجليا أن عينا تحط على هدبها إن سلط عليها ضوء يفوق ضي العين وأجد البراعة في التشبيه هنا إجلالا وكأن العين تحني ذاتها إحتراما لمن قدم وأتى..
العـين ينزل هدبها إن ضاقها النور
نــورٍ تـبـاهى بجــيــتــه لا لــفــاني

وبعدها تتابع سير شواعرك في قادم الأبيات وأجد هنا حسن ظن وعذر المحب لمحبوبه واجب ويكأنك تقدم ما يسلي النفس بأنه الغياب كان قدرا جبريا فرض عليه كي تظل صورة المحبوب بسموها وما أعجب الشطر الآخر في تقديم سلوان للذات يخفف من حدة الغياب بأنه ليس الوحيد في الكون من واجه أشباه قدر كهذا وبه من الكمد في حقيقة الأمر ما يخفى..

وإن كنت ترضى بالبعد قلت مجبور
ما ني بـأول شـخص يجفي الأماني

سلـيـت حـظـي فــي طبـايعهْ مأمور
وخـفيت حسراتٍ لهــا طـبــع ثـاني

وجلب هنا ما يؤكد ما خلف السلوان مدفون لعل الآخر يعي مداد شعوره الذي يخط بصادق أنفاسه التي كتمها حين قال :
ما قـلت يا روحي أنا صـدق مقهور
مـن بـعــض أحـزانك تـراني أعاني

الناظر الســـاهي مـن العين مكسور
بالغ يـصور عكـس نــور الـمكـاني

ركن القصيدة هنا بني واللغز وراء فاني الإحساس فكت شفراته فقد علمت ما رميت إليه بيد أني سأسجل رأيي دفاعا فالحزن وصادق الشعور وان بدا في كلمات الشعر فان لكاتبها فإنها لقاريء النص منبعا كيف لا سيدي وبها الحضور يتعايش الحرف ومحنته فيضفي الرأي احساسا بما كتب..
أحدٍ مضى في دفــتر العشق مأسور
يكتـب قصـيدة ترتوي إحساس فاني

ختامية النص حكمة أورثتها للقارئ فكانت مسك الختام ليتوج النص بتباريك الله في فضاءات نهاك وجنانك بما سرى هنا..
العجز عجز القلب إن كان لـه دور
ما يستوي الإحساس دون المعاني

__________________



عندما تصل إلى جوهر الحياة ستحس الجمال في كل شيء حتى في العيون التي عميت عن رؤية الجمال