يوسف و السّاحر و المدينة /بقلمي/الحلقة04
			 
			 
			
		
		
		
			
			ويجد الثلاثة أنفسهم في عالم آخر،أرض خيالية غناء خلابة خضراء تقابلها غابة ضخمة تتكون من عدة أشجار باسقة مختلفة الألوان و تحيط بها أزهار رائعة الجمال و تسمع زقزقة الطيور المتنوعة ،مشهد يسر الناظر و يذهل العاقل . 
*يوسف : يا لروعة هذا المكان الساحر ! و ما ذاك الشيء الزجاجي ؟ هناك أرى قبة زجاجية تكاد تظهر من بين الأشجار الباسقة ، هناك في الوسط. 
*مصطفى : استفق من انبهارك يا يوسف أنت صغير لا يمكنك مشاهدة القصر،سأحملك لتستطيع رؤيته جيدا ، قصر فاخر و فخم و مستحيل الوصول إليه قبل ساعة. 
....لا تقلق أيها الوسيم ستصل في لمح البصر. 
ويستدير مصطفى ليجد سامي ويوسف في قفص زجاجي يصرخان من شدة الخوف . 
*مصطفى مرتعبا و خائفا: إنهما يصرخان ولكني لا أسمع صوتهما . 
....قلت لك لا تقلق 
*مصطفى متمالكا نفسه: من المتحدثة يا ترى ؟ ! 
*الصوت : أنا التي ستنقذك من بطش الساحر. 
*مصطفى : ولم لا تظهرين أمامي ؟ 
*الصوت :سأظهر في الوقت المناسب . 
*مصطفى : أيتها الكاذبة أطلقي سراح أخويّ. 
....ولا يستجيب الصوت 
*مصطفى : يا إلهي ماذا سأفعل مستحيل دخول القصر من دون يوسف. 
وفي الوقت الذي كان يتخبط مصطفى في محنته ، كان الساحر يستعد لاستقبالهم، خاصّة يوسف. 
*الساحر : ها قد أتيت يا صاحب اليد السحرية ، لن تتأذى بناري حتى تفتح الصندوق الرخامي . 
وفي لمح البصر يحضر الثلاثة بين يديه وهم لا يدرون أنهم في قبضته. 
*يوسف : أين نحن؟ يا للروعة قصر زجاجي مذهل ! 
*الساحر : القصر قصرك أيها الوسيم الصغير و لن تؤذيك ناري أنت و صديقيك. 
ويظهر الساحر والثلاثة بين يديه، ويرتعش الجميع من شدة الخوف ويكاد يغمى عليهم، وسرعان ما يلقي بهم على الأرض. 
كان الساحر عملاقا ضخم الجثة كأنه جبل،أصلع و ملامحه مخيفة وجه أبيض جميل حين يصمت و يهدأ،و وجه يتلون بعدة ألوان حين يتحدث من أصفر لأزرق قاتم ثم برتقالي ثم أسود ، ألوان لا متناهية و يلبس رداءا أحمرا يغطي جسده و حين يغضب يتشكل وجهه من جديد بأشكال وجوه قبيحة مفاجئة ، لا تستطيع تخيلها و كان يجلس على كرسي متأرجح ضخم يلتهب نارا لا يكاد يحترق منها و الغريب أن عصا خشبية غليظة كانت بجانبه كذلك لم تأكلها ألسنة النار. 
 
*مصطفى (وهو يستجمع قواه ثم يتحدث إلى الساحر) : إذن أنت ساحر القصر. 
*الساحر:وساحر المدينة،و خلال بضع دقائق ستغرق مدينتكم،و إن عصيتموني ستأكلكم لفحات اللهب رغم بعد المسافة بيننا . 
كان الساحر يظهر ضخما عملاقا فوق كرسيه المتأرجح الملتهب،أما يوسف و مصطفى و سامي فكانوا بحجم الأقزام. 
*مصطفى : وما الذي ستستفيد منه أنت إن غرقت المدينة ؟ 
*الساحر: منذ زمن بعيد وأنا أستولي على كل مدينة غنية بالكنوز والجواهر والخضرة والحياة فتزداد قوتي فأتحكم بالجبناء وأقضي على الأقوياء الأوفياء لأعيش سعيدا، كنت أكره السعداء رغم فقرهم و رغم مآسيهم يضحكون و يقولون الحمد لله ، لا أدري كيف كانوا لا يخافون مني حين كنت أقطع رؤوسهم. 
*مصطفى متماسكا يخفي رجفات قلبه التي تكاد تقف: ولكننا لا نرى أحدا معك . 
و يحمل الساحر عصاه الغليظة التي كانت تشبه جذع شجرة الصنوبر و سرعان ما يختفي مصطفى عن الأنظار،و يرتعب يوسف و سامي. 
*الساحر بصوت ساخر:و يتجرأ قائلا ولكننا لا نرى أحدا معك،سأفتح لكما بابا من هذه الأبواب، سترون الخدم والحشم، مجموعة الأغبياء الجبناء يخدمونني لمدة سنوات بلا رحمة و لا راحة ، فقط لإسعادي. 
وحين استدار الساحر ،اكتشف يوسف مكان الصندوق الرخامي. 
*يوسف(هامسا في أذن سامي):الصندوق هناك والمفتاح معي ولكنه كبير الحجم لا أظن أنّ المفتاح مناسب له 
ويستدير الساحر متجهم الوجه و يرفع عصاه الغليظة ليختفي سامي مرة أخرى، و يتجمد يوسف خائفا . 
*الساحر مستهزءا : الصندوق هناك والمفتاح معي ولكنه كبير الحجم لا أظن أنّ المفتاح مناسب له ،لا تقلق يا يوسف المفتاح مناسب لهذا الصندوق فقد ضاع منه منذ سنين . 
يوسف و شريط الذكريات الحزينة يمر بذهنه، يتذكر جده و الكوخ و مصطفى و سامي ، يسترجع قوة الحنين و واقعا سحريا يجب الخروج منه بذكاء رغم شدة خوفه من الساحر. 
*يوسف بكل ما أوتي من قوة :أعترف بقوتك أيها الساحر الخارق ، و أرجو أن لا تغضب مني ، أراك فتحت هذا الباب العظيم ولم أر لا خدما ولا حشما . 
*الساحر يضحك بأعلى صوت:تعال معي لترى بنفسك صحة قولي . 
و رفعه الساحر بتأثير عصاه السحرية فصعق يوسف لرؤية عددهم الكبير الذي لا يعد ولا يحصى. 
*يوسف: يا لهذا العدد الهائل ! نحن لا أغبياء جبناء و لا أقوياء أوفياء. 
*الساحر : غريب حديثك وشيّق ولا يهمّني منك شيء سوى المفتاح لأن الصندوق الرخامي يحمل علبتين ، أريد أن أتخلّص من أحديهما فقد نموت جميعا إن لم نتخلص منهما فلا يبقى لا وفيّ ولا جبان ولا حتّى ساحر . 
يوسف : حسنا أيّها السّاحر سأعطيك المفتاح لكن بشرط .
		 
		
		
		
		
		
		
		
		
			
			
			
			
				 
			
			
			
			
			
			
			
				
			
			
			
		 
	
	 |