عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 31-12-2013, 12:08 PM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل فكر مشاهدة المشاركة
إرهاق../ رجل كاد ليتغير



العجيب من الأمر أنه حينما أعاد المحاولة وجد نفسه يقلل من نسبة عدد الحركات التي قام بها في كل مرة، بنشوة أبعد كوب القهوة الذي يترشف منه، وقال في سريرته: "أححح" هذا مفعول القهوة بدأت أتنشط، لا عجب بأنها غالية
أغلق "حميد" لعبة الألغاز الذي كان يفوز فيها كلما أعاد المحاولة مراراً وتكراراً في فترة زمنية أقل من التي تسبقها، أحس في نفسه إنه إنسان ذكي لامع، وقد حان ليدق على لوحة مفاتيح جهاز حاسوبه ليحاول أن يدلي له ما بداخل قلبه..
كان مستمتعاً، متحمساً، يهمس لنفسه في داخله؛ لئلا يحس به أحد، سمع سعلة فكتم صوت الجهاز مباشرة كردة فعل خائفة، حينما أطمئن عاد إلى صفحة الـ"وورد word" وكتب:
"حبيبتي

(أنتظر لحظات قبل أن يكمل، تنفس وشعر برضا وهو ينفث زفيراً، وتابع):
عزيزتي الغالية في صباح هذا اليوم أنا إنسان جديد، لا أقول هذا لأنني فزت في لعبة المكعب السحري عدة مرات أخيراً، ولكنني قد أتغير للأحسن؛ فقد شربت قهوة تمد عقلي بالطاقة... .."

وقبل أن يكمل مسترسلاً في وصف ما لا يجب وصفه، تضايق، ومسح على جملته من بداية "لا أقول..." واستبدلها، مكملاً: "الحياة أخذت مني الكثير بدءً من أمي، ومن ثم لعبة الموسيقى، ومن ثم الدراجة الهوائية، ومن ثم جدي وبيتي، وحبي... لكن لا شيء من تلكن المفقودات يقارن بوجودك فيها.." (ابتسم واكمل):
حبيبتي هل تعرفين لماذا لا أخبرك أين أكون ومع من؟؟
هل تعرفين لماذا أتضايق بسرعة؟؟ هل تدركين لماذا ألح واحتاج لوجودك في حياتي أنا الخاصة أكثر..؟؟؟
حبيبتي أنا لستُ كائن من أستيل أوحديد كما تتوقعين وتجزمين.. أنا مثلما هو قبل ثلاث سنوات من اليوم... صحيح عاطفياً لم أتذكر مواعيد وتواريخ كثيرة تربطنا، ولكنني أحبك.. أريد أن أفضي لك الحقيقة ولكن لا أجيد قول التعابير المناسبة، وكم من المرات حاولت أن أخبرك أشياء تريدين إجاباتها لكنني لا أجد الطريق إليها..."


توقف فجأة يشد شعره وهو يعتصر: "لماذا؟! لماذا؟!!"
خجل من فعله؛ فالحمحمات الناعمة أنبأته بسوء وغرابة تصرفه بشكل عام، أغلق الصفحة مباشرة.. وبدأ يبحث عن عمل آخر بين المخططات في مجلد في جهازه.. انبعث صياح طفله ذا الثلاثة أشهر بقوة يخبر والدته المرهقة بجوعه.. انتفض حميد وسكب المتبقي من القهوة على جهازه وأشتاط، انتبهت زوجته وشهقت: لقد حرقته.. لقد حرقته؟!! (صاحت فيه) لماذا تفعل ذلك بي دوماً؟؟؟!!!

صاح في وجهها: لماذا أنتِ وابنك تفعلون ذلك بي؟!!!
اردفت وهي تسحب طفلها إليها لترضعه، - بالله، لقد أحرقت الجهاز الوحيد الذي نتسلى به! صُرتَ كائن غريب، عصبي، ونكدي، ولا أدري ماذا ورائك! لا أدري من تكون صرت مختلفاً؛ وأخشى أن يكون ورائك أسراراً لا أعرفها.. تخرج من البيت وتعود دون أن تخبرني أين كنت، ومزاجك متلخبط دائماً كالغبي لا تتدارك الأشياء حولك أنا تعبت، انتبه إليّ انتبه إلى أولادك
صمتت أخيراً؛ تنتظر ردة فعله وأجوبته، وإذا به يرمي كوب قهوته باشمئزاز من على الجهاز، وكرجل آلي، وتمتم بكلمات مسموعة –بعد انتهاء حطام الكوب على الأرض- :
"واليوم خسرت كل شيء، حتى الحب، يا حبيبتي، (أكد بعينيه مشدداً) لقد تخليتي عني وبمشيئتك"
فاجأها الرد، لخبطها، هزت رأسها – ماذا؟! (بتأكيد) هل تحدثني أنا؟!!
أشاح بوجه و يهزه – كنت.. كنت

وخرج من البيت بعيداً كما حثه عقله وحثته نفسيته، ولم يفكر بتبديل جلابية نومه.

أهلا وسهلا اخيتي أمل أهلا بفكرك الجميل
في البداية نأتي للعنوان ( ارهاق رجل كاد أن يتغير )
وكأن العنوان قصة بحد ذاته نعم فالتغير مرهق خصوصا حين نتغير بلا سبب معروف
ونترنح في اتجاهات عدة
ولا نتلمس جادة الصواب
قصة جميلة وسلسة تناقش قضية اجتماعية مهمة
وهي انسحاب رب الأسرة عن القيام بدوره وكذلك تأثير التقنيات على الجو العام للأسرة
السرد والحوار أعطى ملامح متميزة للقصة
تحيتي لكِ
__________________
رد مع اقتباس