عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-12-2013, 08:48 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

بوركتَ-أخي الكريم الواعي ناجـــي جوهر-على هذه الإلمامية الأصولية المنقولة عن ( حُجِّيَّةِ المصدر الثاني الأساسي في التشريع الإسلامي ؛ ألاَ وهي السًّنَّة النبوية المطهَّرَة وعلاقتها بالقرآن الكريم )...

والحَقُّ-أخي-أنَّ مثلَ السنةِ النبويةِ الشريفةِ من القرآن الكريم كَمَثل الرأس من الجسَدِ أو كمثل القلبِ من سائر الأعضاءِ والجوارح...

إن السنة النبوية الصحيحة المتواترة-في مظهرها القولي أو الفعلي أو التقريري-ترجمة ٌلأحكام آياتِ القرآن الكريم،بل هي شارحة ومفصِّلة ومبيِّنة ٌلما أجْمِلَ من آياتهِ المُحكَمات...

ويستحيلُ أبداً أنْ يكتَمِلَ إيمانُ مؤمنٍ وإسلامُ مسلِمٍ من غيْر الإحتفاءِ بالسنة النبويةِ في فهْمِ القرآن الكريم والوقوفِ على روح هَديِهِ...

فالإيمانُ والتسليمُ بحُجيَّةِ القرآن الكريم يقتضيَان الإيمانَ والتسليم بحجيةِ السنة النبوية...

واتـِّبَاعُ المسلم وانقيادُهُ للسنةِ النبوية الشريفة ليسَ نفلاً من باب الجَوَاز أو الندْب،وإنما هو واجبٌ شرعيٌّ،مأمورٌ به لاَ خيَارَ له فيه بين الفعل والترْك..!!

فمَن سَلـَّمَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانقادَ لهُ ربِحَ وفازَ،ومَنْ عصَى ومَرَقَ خابَ وخسِرَ لا مَحالة...

لذلكَ أجمَعَ علماءُ الإسلام وفقهاؤهُ الثقاتُ السلف والخلف أنَّ مَنْ تراخى عن الانقيادِ لسنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم-كسَلاً وتهاوناً وهَوًى-معَ إقرارهِ إيماناً في الأصل على وجوب الاتباع فقد أثِمَ ولابد من توبةٍ وإنابةٍ،أما مَنْ أنكرَهَا-مع سبْق الإصرار-فقدْ كَفرَ وخرجَ من المِلةِ يَقيناً..!!

لاَ إسلامَ كاملٌ من غير الإقرار بحجيةِ السنة النبوية الصحيحة..وهذا ما عليه جمهورُ المسلمين...

نعَمْ أخي...للأسفِ الشديد ظهرتْ فرقة عجيبة-في بداياتِ القرن الثامن عشر الميلادي-في أقاصي الهند وبعض أقاليم جنوب شرق آسيا،تدعو جَهاراً إلى الاكتفاءِ في فهم الإسلام بالقرآن الكريم فقط والتخلي الكلي عن السنة النبوية الشريفة،وهؤلاء يُسَمَّوْنَ اصطلاحاً بـ ( القرآنيين )...

وعند تتبُّع الأثر نجدُ أنهم مزيجٌ من نزَق الخوارج القدامى وشطحاتِ ( الأحمديين ) الذين نادَوْا بغلام ميرزا أحمد مسيحاً موعوداً..!!!

ونحن ندري ونعلم-عن دراسةٍ تاريخيةٍ استقرائيةٍ-أنهم جميعاً أولاً وأخيراً صنيعة الاستعمار البريطاني الذي سَعَى إلى تقويض الإسلام الصحيح المتواتر في تلك المناطق ووأدِهِ بوأدِ فريضةِ جهادِ المُحتل معه..!!

لا استغناءَ لمسلمٍ-أخي ناجي-عن السنة النبوية الشريفة التي عرَّفها الأصوليون الراسخون بقولهمْ : (( السنة النبوية هي كل ما صدَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ووصلَ إلينا بالتواتر سنداً ومتناً من أقوالِه وأفعالهِ وتقريرَاتِهِ ))...

وقدْ وصلتْ إليْنا السنة النبوية الشريفة في نوعيْن من الكتب المتواترَة :

- كُتبُ الحديث النبوي الشريف المعتمَدة عند أهل الفقه وأهل الحديث..
- كتبُ السيرةِ النبويةِ الشريفةِ التي تواطأ الرواة العدولُ الثقاتُ على صِحةِ ما تضمنتِ من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قبل البعثة وبعْدَها،وقبلَ الهجرةِ وبعْدَها،من الميلادِ إلى الوفاة...

وقد قيَّضَ اللهُ للسنةِ النبويةِ رجالاً أفذاذاً،تعاقبوا وتواتروا-بعد عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصر أصحابه الكرام رضي الله عنهم جميعاً-فتَحَ اللهُ عليهم وأخرجوا للناس عِلماً قائماً بذاتِهِ اسمُهُ ( علم الجرح والتعديل )،أزعُمُ واثقاً أنه لمْ يَحدثْ وأنْ أبدعتِ البشرية قبلـَهُ عِلماً مماثلاً لمنهجه ودِقتِهِ وتمحيصهِ في غربلةِ الصحيح من السقيم مما أثِرَ عن شخصيةٍ عظيمةٍ كشخصيةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم...

إن ( علمَ الجرح والتعديل ) يُعتـبَرُ أعجوبة الدهر في دقةِ الربط والتوثيق بين الأمة ونبيِّها صلى الله عليه وسلم...

ولنا أن نلتفتَ مثلاً إلى ما أثرَ عن موسى وعيسى-عليهما السلام-من مواقفَ وأحداثٍ وصلتْ إلى اليهود والنصارَى عنهم عدَا ما هو موجودٌ في العهديْن ( القديم والجديد )..!!

أينَ هوَ التوثيقُ عندهم من منهج علماءِ السنةِ ( المُحدِّثين وأصحاب السيَّر ) في تاريخنا..؟؟!!!

واللهِ إن مجردَ المقارنةِ لا تصِحُّ..!!!

إن حُجية السنة النبوية-في ديننا-لم تكنْ في يوم من الأيام موضِعَ لغطٍ أو غلطٍ إلا حينَ ظهرتْ بعضُ الطحالب التي رأتْ أن تثيرَ بعض الغبار والقتار،ولم تألُوا تشككُ سَوادَ الأمةِ في سنةِ نبيِّها..ولكنْ هيْهاتَ هيْهاتَ..!!!

جزاكَ اللهُ خيراً-أخي ناجي-على هذا النقل الوضيء..الرصين..المليءِ أدلة ًوشواهدَ-وهي بالعشراتِ من القرآن الكريم أولاً ومن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيًّا-حول ضرورة التوأمةِ بين كلام الله المعصوم-وهو الوحي المتلوِّ-وبين كلام نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم الصحيح المتواتر وهو الوحْيُ غيْرُ المَتلوِّ كما وسَمَهُ بذلكَ المحدثون والأصوليون...

وجزى اللهُ أستاذَنا وشيخنا الداعية الجليل الدكتور محمد حسان-حفظه الله ورعاه-فإننا قد لمسنا منه-ونحن نرخي آذاننا وعقولَنا استماعاً إليه-لمسنا منه فصاحة ًفي البيان أعادتْ لللغة العربية ألقـَها ورصانتـَها التي غيَّبَها اللحنُ والتشويه،ولمسنا منه رسوخاً وإحاطة ًوإلماماً علميًّا وفقهيًّا بفحوى المواضيع التي يُحدثُ الأمة بها،ولمسنا منه رفعة ًفي الأخلاق ودماثة ًووسطية ً واعتدالاً في الطروحات،والحوارات والنقاشات والردود،ولمسنا فيه ورَعاً وتحرُّجاً ترفعاً عن الدنايا والسفاسف..نقولُ فيه بذلك من غير وسْمِهِ بالعصمةِ أو تبرئتهِ من الخطأ والنسيان..نقول ذلك ولا نزكي على الله أحداً...

مرة أخرى تحيَايَ إلى وعيِكَ المكتمل أخي الحبيب ناجي..واللهَ أسألُ أن يُجازيكَ عن هذا الموضوع الثمين خيرَ ما يُجازَى مسلمٌ عن سنةِ نبيِّه المصطفى صلى الله عليه وسلم....
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس