[ناجى جوهر]

موسم الحجاج
(حجّون)


قد يقول قائل : بل موسم الحج
فأقول : الأهالي كانوا يقولون:
ذنه حله أحجّون (بالجبّالية ـ الشحرية)
أي إنّ هذا هو موس الحجاج
وهم القادمون من الهند
و الباكستان و دول آسيوية أخرى
و المتجهون إلى الديار المقدسة مكة و المدينة
أو العائدون إلى أوطانهم
بعد أداء مناسك الحج
لا أعرف كيف يصلون إلى السلطنة
في فترت الستينات و السبعينات؟
و لا أدري إن كان سكان الولايات الأخرى
يستقبلون هؤلاء الناس مثلنا
وأقرب تحليل لي عن رحلاتهم
هو أن تتم على المراحل التالية:
يأتون عن طريق السفن إلى
السواحل العمانية:
مسقط ـ صحار ـ صور
ثم ينطلقون إلى ظفار عن طريق
البر و أحيانا في السفن
يقدم إلينا الحجاج في مجموعات
حيث يستضيف الأهالي تلك الجموع
من الحجاج المسلمين
و يمدونهم بما يحتاجون إليه من متاع
وأطمعة و اكسية و مأوى
لا يطيل الحجاج المكوث في مدينتا
فسرعان ما تأتي السفن المتجهة
إلى جدة او الى السواحل اليمنية
و منها يتجهون إلى الديار المقدسة
و تغمر الناس فرحة عارمة
لمقدم أولئك الحجاج
لأنهم يرغبون في نيل الأجر العظيم
من رب العالمين
باستضافة الحجاج و إكرامهم ومعاونتهم
أما الصغار فان قدوم الحجاج يمثل لهم
فرصة نادرة لإشباع الفضول
و كسر الملل بزيارة
القادمين والتعرف عليهم
وطبعا إزعاج الناس بكثرة الزيارات
الغير مرغوب فيها
إنقطع هذا الموسم لأن الحجاج
صاروا يسلكون طرقا أخرى
لا أدري ما هي؟
و لم يعودوا يمرون بنا
رعاها الله من أيام
و دمتم سالمين