[يزيد فاضلي]

...إنه-أختي الكريمة وهج الروح-مما تعلمناه من أنوار النبوة أن (( الدالَّ على الخير كفاعلهِ ))..

وأن الإنسانَ المؤمن المخلص لا يُقِعُدُهُ عن فعل الخير-بما استطاعَ-ارتهانٌ بوقتٍ معلومٍ أو مناسبةٍ بعيْنها،وكما أشرتِ-أختي-أن المسلمَ دائمُ التوَثبِ والاستعدادِ لعَمَل الخيْر و الاستزادة منه في رمضانَ أو قبلَ رمضانَ أو بعد رمضانَ،لأنه يُؤمن أن ربَّ رمضانَ هو ذاتـُه-سبحانه وتعالى-ربُّ ما قبل رمضانَ وما بعدَ رمضان،وإنما فقط-لحِكمة الترغيب-جعلَ اللهُ الشهرَ الفضيلَ مظنة ًفي المسارعةِ إلى الخيْرات،والأجرُ فيه يتضاعف (( وفي ذلكَ فليتنافسِ المتنافِسونَ ))...

والحقيقة أن ( البحثَ عن الكروب المخبوءةِ ) هو ديْدَنُ المسلم الذي يُنزلُ فضائلَ الأقوال إلى تطبيقاتِ الأعمال...

وإخوتـُنا الفقراء..والمُعْوَزِين..والمكروبين..وذوي الحاجات المختلفة قد يمنعُهُمُ الحياءُ أن يطلبُوا..أن يُجاهروا بما هُمْ فيه لأن عِزة النفس تأبى في نفس الأبيِّ أن تمُدَّ يَدَها..

هنا يأتي دورُنا نحن..خصوصاً إن كان إخوَتـُـنا هؤلاءِ على مقربةٍ منا أو لنا بهم عِلاقة (( والأقربون أوِلى بالمعروف )) كما تقول القاعدة الفقهية..نبادرُ نحن بما استطعنا،لا نتراخى في ذلك أو نتلكأ..وانظري أنتِ-أختي-كم سيَعُمُّ الخيرُ في المجتمعات الإسلامية لو بادرَ كل واحدٍ منا يُغطي-بما وفقه الله به أن يُغطي-حوائجَ مَنْ يُحيطون به من إخوتِه المحتاجين والمكروبين...

إنها مبادرة ٌكريمة ٌمنكِ أن تقترحي هذا الاقتراح العملي الذي ينقلنا قليلاً من فضول الأقوال الكثيرة إلى مَراقي الأفعال القليلة..!!

فقط نحن مع الآلية التنظيمية التي نبَّهَ إليها أخونا الكريم سالم الوشاحي..واللهُ لا يُضيعُ أجرَ المحسنين..

فمَنْ يفعلِ الخيْرَ لا يَعْدِمْ جَوَازيَهُ ** لا يَذهبُ العُرْفُ بين اللهِ والناس

بوركتِ-أختي-على هذه الروح الطيبة العالية،واللهَ أسألُ أن يُكافِئَكِ بما أنتِ أهلـُهُ...