عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 01-04-2013, 05:01 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الروائي الجزائري مولود فرعون

دمشق ـ الوطن:
احتفت الجزائر مؤخراً بالروائي الجزائري الكبير "مولود فرعون" بمناسبة مرور مئة سنة على ميلاد مبدع " ابن الفقير" وأتى الاحتفاء ،على مدار أربعة أيام، بمبادرة من المؤسسة التي تحمل اسمه ، وتتضمن لقاءات وندوات حول سيرة الكاتب و مشواره الأدبي وعروض مسرحية وسينمائية مقتبسة من أعماله ،ومعرض للصور. ولد فرعون في عام 1913، بولاية تيزي وزو، لأسرة فقيرة اضطر فقرها أباه للهجرة عدة مرات. نال منحة دراسية للثانوي بتيزي وزو أولا وفي مدرسة المعلمين ببوزيعة بالجزائر العاصمة بعد ذلك، وبعد تخرجه عمل بالتعليم ، وتقلد عدة مناصب أخرها مفتشية المراكز الاجتماعية ، وكان يؤمن بأن المدرسة قادرة على تحرير الإنسان. و بدأ الاهتمام بالقضايا الوطنية فشارك في حرب التحرير الوطنية منذ اندلاعها في 1954 ، واغتيل من قبل المنظمة المسلحة السرية الفرنسية أثناء مشاركته باجتماع في مقر عمله بالجزائر العاصمة في 15مارس 1962، و ذلك قبل خمسة أيام من تطبيق وقف إطلاق النار وقبل أشهر من استقلال الجزائر .ترك فرعون آثاراً أدبية كثيرة ومتنوعة منها كتاب ( أيام قبائلية) تطرق فيه الى عادات وتقاليد المنطقة. . هنا صورة للسلام، مسيرة الأيام البطيئة ، والفقراء في المناطق الريفية وموضوع الأجيال، الشباب، الشيوخ والنساء والرجال والساحات العامة التي تنظم حولها الحياة المحلية ، حيث الفتيات يجلبن مياه الينبوع ، ودور ومكانة الشيخ، واحترام القبائل وتوسع الفجوة قليلا، مع المفكر الحر المناضل من أجل الحرية مما يؤدي إلى عدم الثقة بكل من يرغب في فرض النظام.أوصاف رائعة للحياة المعاشة واليومية، هو عالم متشكل هو تجدد العالم كله، عالم مشرق للإنسانية والشمس، تحكمه التقاليد وقامت طفرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ. الانتقال إلى الفصل النهائي من هذا النوع، حيث يتحدث فرعون عن دوره كمعلم في منطقة القبائل، ودخول التعليم، ونقل المعرفة، في القرية التي جاء منها ...ثم رواية « ابن الفقير»، التي نشرها سنة 1950 قارب فيها المعاناة الجزائرية تحت الاحتلال الفرنسي وأبدع في نسج فصولها بأسلوب بسيط وعمق إنساني كبير ويمكن اعتبارها سيرة ذاتية، ترسم طفولة الكاتب ومراهقته في قريته بمنطقة القبائل الجبلية ، كما تغطي الرواية السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، لتصل نهاية العشرينيات .. وتبدأ أحداثها عقب نهاية "معركة الجزائر" الشهيرة في العام ،1957يشرح فيها " كيف يتكون « الطبع الحقيقي» للرجل القبائلي، حيث يولد الطفل في هذه المنطقة، من أجل المعركة في سبيل الحياة. وتشكل فلسفة وحكمة الحياة وعاداتها ومعتقداتها وشعائرها القديمة ، ذلك العالم الخاص والأصيل الذي تمثله قرية تيزي وزو ، حيث شب ابن الفقير" فورلو"، وهي في الوقت ذاته ذلك العالم النموذجي لقرية قبائلية نموذجية. وهذا العالم لا يزال في الرواية يحيا أساساً وفق سنن موروثة من الماضي البعيد، حيث تسود أخلاق وأنماط حياة الأجداد، وحيث لا يزال كل واحد يؤمن بالقدر. غير أن الشكل الثاني من الصراع هو صراع من أجل إجادة لغة غريبة وثقافة غريبة، والدراسة في ثانوية فرنسية حيث يشعر دائماً بنفسه غريباً، ويشعر بالخوف من الطرد بسبب إخفاق عارض ويصمم «فورلو» على لقاء هذا العالم الذي يجهله، وهذه الحياة الغريبة عنه: "وحدي، وحدي في هذه المعركة الرهيبة التي لا ترحم" من دراسة تحت عنوان الرواية الجزائرية باللغة الفرنسية، الذات المعلومة وأسئلة الحداثة د. حفناوي بعلي .وفي بادرة فريدة ، صنفّت مجموعة من النقاد في الجزائر رواية "نجل الفقير" على أنها أهم عمل روائي جزائري. وأشاد بعض المتخصصين بما حملته هذه الرواية من تميز دفع كبرى دور النشر عبر العالم على التهافت لترجمتها الى اكثر من 25 لغة نظراً لجملة الأفكار والقيم الإنسانية الرائعة التي تتضمنها. ونشرت مراسلات لمولود فرعون مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي ألبير كامو ، ان الصداقة بين الكاتبين المبدعين يمكن وصفها بـ "الصداقة الصعبة".. ويقول الكاتب جوزي لنزيني إن "فرعون في إحدى رسائله القليلة الى كامو تحدث بنوع من العتاب عن التحقيقات الصحفية التي قام بها كامو في منطقة القبائل والتي بالرغم من أنها تطرقت إلى الحالة الاجتماعية المزرية للسكان إلا أن فرعون اعتبر ان تحليلات الكاتب تفتقر الى العمق حيث ان التباين في الرأي بين الرجلين بدا منذ الثلاثينيات. كما أعاب فرعون أيضا على كامو في مراسلة حول رواية " الطاعون " عدم وجود ولو شخصية واحدة من السكان الأصليين في الرواية التي أهلته لجائزة نوبل لكن كما قال "كل الملاحظات لم تخرج عن الأسلوب اللبق لفرعون في التعامل". وفي سنة 1953 ظهرت له رواية « الأرض والدم» ، وفي عام 1957 رواية "الدروب الوعرة" تبرز ذلك العالم المنغلق، وهو يتداعى مع تطور الزمن، والطبيعة الشاقة والمأساوية أحياناً لتأثير هذا الصدام بين الجديد والقديم في وعي الناس وسلوكهم. والرواية دراما عاطفية، حيث نجد مثقفاً قروياً، منعزلا في قرية قبائلية نائية، ومنفصلاً عن العالم، وبعيداً عن التاريخ ، نجده يكتب مذكرات لا حاجة لأحد بها في وقت يقوم فيه جميع المثقفين الجزائريين بالثورة ، والرواية تصور حيرة وارتباك جيل نضج وصدرت يومياته سنة 1969 في كتاب مستقل يحمل عنوان " مولود فرعون: رسائل إلى الأصدقاء"، وأخيراً نشرت روايته « الذكرى » عام 1972. و كان مولود فرعون من ذوي الإحساس المرهف: فكل رواية له إنما هي أنشودة جميلة يمجد بها أرض الآباء والأجداد ، كلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار، والمحاولات العديدة لطمس هويته.. ترجمت أعمال مولود فرعون إلى عدة لغات منها العربية، الألمانية، والانجليزية ، والروسية وغيرها.

جريدة الوطن
رد مع اقتباس