كتبت: هدى حمد -
نظم معهد الفنون للتدريب الاعلامي والمسرحي بالتعاون وزارة الخدمة المدنية لقاء تعريفيا حمل عنوان «الإعلام بين التجريب والتدريب»، وذلك للتعريف ببرامج المعهد ودوره في التأهيل والتدريب الوطني وبمشاركة مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة في السلطنة ودوائر التدريب والموارد البشرية ودوائر الاعلام والعلاقات العامة بهذه المؤسسات وبحضور نخبة من الإعلاميين والفنانين من داخل وخارج السلطنة، كما صاحب اللقاء التعريفي معرض فني مبسط، وذلك تحت رعاية سعادة وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري، السيد سالم بن مسلم البوسعيدي، الذي حدثنا حول المشاركة قائلا: "وزارة الخدمة المدنية تسعى لدعم هذه الفعالية ومثيلاتها، وخاصة ما يتعلق بالإعلام، لكون الإعلام رسالة مؤثرة وقوية جدا، ونحن كحكومة واصحاب قرار نحاول دعم هذه الرسالة لأن لها دورا كبيرا في هذا العالم المتجدد. نحن نتمنى ان تكون هذه البداية بداية خير لفعاليات قادمة، وكما يبدو لنا الآن كل مؤسسة حكومية لها دائرة اعلامية، وأهميتها تتعاظم يوما بعد آخر، ولكن نحتاج إلى المزيد من الدعم والتطوير والمساندة". وتابع سعادة البوسعيدي قائلا: "هنالك فجوة كبيرة بين المجتمع والجهات الحكومة، و دوائر الإعلام ينبغي أن تؤهل التأهيل الجيد لتستطيع ان تصل بين المجتمع و بين الجهة الحكومية، وأن تنقل رسالتها بمنتهى الشفافية والوضوح.
وفي الأخير قال سالم البوسعيدي : "أتمنى أن نجمع كل دوائر الخدمة المدنية لنؤسس برنامجا متكاملا للمشتغلين في مجال الاعلام، وذلك من أجل تأهليهم لمواكبة آخر المستجدات، لكي لا نكون في آخر الركب كما قد يقال".
كما قدم رئيس ادارة معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي الدكتور محمد بن سيف الحبسي كلمة تركز حديثه فيها حول المعهد الأول المتخصص في مجال التدريب، كما تحدث عن مبادرة وزارة الخدمة المدنية للوقوف على أهمية الدور الاعلامي والمسرحي في خدمة البرامج التدريبية التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من منظومة اعداد الكوادر البشرية.
الاحساس بالصوت
قدم الاعلامي المعروف عبدالسلام جاد الله، مذيع إذاعة صوت الخليج في قطر، وصاحب البرنامج الشهير "طربيات"، اضاءات اعلامية مهمة من خلال حلقة تدريبية أعدت خصيصا للحضور من الاعلاميين، وقد تحدث قائلا في بداية الجلسة الصباحية: "عندما نسأل بعض المتدربين ماذا يخطر ببالك عندما أقول كلمة إذاعة، تأتي الاجابات على هذا النحو.. أغاني .. موسيقى، واستغرب كثيرا لأني لا أتلقى هذه الإجابة، وهي المتوقعة.. "الإذاعة صوت" .. وهي أول وأهم اداة بالنسبة لمذيع الاذاعة. والصوت ناقل وحامل للأحاسيس، ونحن نقول في الخليج بالعامية.. "قصر حسك" أي اخفض صوتك، الحس اشتق من الاحساس بالشيء. قارئ القرآن والمؤذن يضعون أصابعهم خلف اذانهم ليسمعوا اصواتهم. هكذا حال المذيع هو لا يعرف صوته، ولكن الناس تعرفه من صوته.. لذا على الإعلامي أن يدرب صوته جيدا. لأن قوة تأثيره على المستمع تبدأ من هذه الحاسة، والصوت يفتح القدرة على التخيل. على المذيع أن يعي طبقات صوته، السلم الموسيقي، وأن تكون لديه أذن موسيقية، ومخارج حروف سليمة، طريقة النطق والأداء ينبغي أن يبنى على الفهم لما يقول ليقنع المتلقي.
الثقافة والتجريب
وتابع عبدالسلام جادالله مضيفا: "الأمر الآخر إلى جوار ما سبق، من أوليات الاعلامي أن يكون واسع الثقافة، و أن يعرف شيئا على الأقل من كل شيء.. فالسؤال هو بداية المعرفة، وهذا الأمر ينبغي أن لا يتأسس في مرحلة متأخرة، وإنما منذ البيت، والمدرسة.. إذ ينبغي أن نُعوّد أطفالنا على ضرورة طرح الأسئلة. خصوصا في ظل مخرجات التعليم اليوم، تلك التي تعني بالرياضيات واللغة الانجليزية، بينما اللغة العربية في آخر سلم اهتمام الأغلبية اليوم. المستمع اليوم كائن ملول، ولديه بدائل كثيرة وعلى الاعلامي أن يعرف كيف يمسك بجمهوره.
فيما يتعلق بالتجريب قال عبدالسلام جاد الله: تم التعامل مع الطماطم على أنها ثمرة سامة لمدة 100 عام ، ثم جاء من تناولها وبالصدفة مات فاحتاجوا لمائة عام أخرى تمر لكي يقتنعوا بأنها غير مضرة.. لماذا.. لأن أحدهم لم يفكر بالتجريب أو بدفع ثمن التجريب. عندما سافرتُ إلى قطر كان ورائي الاحتلال وأمامي الغربة، وكان عليّ أن أجرب رغم صغر سني آنذاك، وفي بداياتي كنتُ اشعر أني شخص غير مرغوب به لعوامل تتعلق بالمنافسة.. ولكن بعدها بدأتُ أتعلم وأتجاوز الانتقادات وأبني نفسي.. كانت مجازفة كبيرة ان أقدم برنامج "طربيات" في العاشرة صباحا، وكنتُ أتساءل: "من سوف يستمع لفريد الأطرش، وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ في هذا التوقيت؟".. ولكني قبلتُ المغامرة، وقررتُ خوض غمار التجريب. وبحمد الله بات البرنامج متابعا وله جمهوره العربي. أنا احمل هاجس الخوف معي إلى اليوم، مع كل برنامج جديد اقتحمه، وطبعا أقصد الخوف الإيجابي الذي يدفعني للتحضير الجيد لبرامجي، والشعور بالرهبة من الجمهور، لكي أقدم له أفضل ما لديّ. ولابأس أن نعترف بالفشل أحيانا هنالك برامج لم نستمر فيها، لأنها تفتقر لمقومات النجاح، ولا بأس في الاعتراف بذلك، وهنالك برامج تستمر وبقوة وهي من نراهن عليها دائما
جريدة عمان