عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24-01-2013, 08:45 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...عندما تستفنا قحالة الصمت والاستيحاش...

عندما تستبطننا ستراتُ الجفاء..والمنافي..وتمخرُ في قراراتِنا أشرعة البحث التعوبة عن رفـــيق..عن صديـــــق...

يكون لِزاماً على مُهجنا الهرْقـَى أن تبحث هناك في مملكة الأفلاكِ عن القمر الذي يُرخي لنا دفءَ جفنيْه الذابلتيْن ليُقاسِمَنا شهقة الأنفاس ويتشهَّى معنا كِسْرَة الإلفةِ وشهْدَ الوفاء ووجعة الحب والحرمان..!!

يكونُ أكيداً على أنفاسِنا اللهثـَـى أن تستروحَ في درب الرحلة الطويلة هناك في ذرى العاليات،علـَّهَا تأتزرُ وشاحَ الشوق الذي جعل (( الأشياءَ تنهار..إلا أنتَ )) فلربما تنفسنا من هشيم الانهيار لملمة البقايَا..

يا ( أنتَ ) الذي أسمعه هناكَ في قراراتي يلوح بكلتا يديْه..تغدقني إشراقاتـُه زلالَ تحايَاه..

يا ( أنتَ ) الذي يناصفني الأنا..!! إن ضريرَ اليمَن البصير عبد الله البردوني رحمه الله قالها يوماً :

بيني وبيني ، مَنْ يُسمَّى أنا ** فوقَ الأنا الثاني ، أنا المُـــستعَارْ
وها هنا يُصغي..أقلتُ الذي ** أعني ؟ وهل أعني ؟ هنا الابتكارْ..!!


أتلمسُ-أخي الجميل البديع وحيد المسكري-في ومضتِكَ الحانيةِ الرقيقة الشفيفةِ أشياءَ وأشياءَ من سوسناتِ الخاطر الذي آثرتَ أن تستريحَ ركابُهُ في حديث النفس للنفس..في وشوشة القلب للقلب..في أنين الدمعة للبسمة..

أكادُ أرى-أخي-أحداقاً زرقاءَ بين سطوركَ تغتسلُ في همسةِ الرفقة لرفيقكَ التليد،وكأن تلكَ الأحداق-وقد تعنفتْ بتراتيلكَ الحانية-تشرقُ في بركة المُغتسَل ذاتاً صافية وضياءً في وجودٍ..

تـُرَى..أكانَ حقا على حرفكَ المرتعِش أن يشدو هذه الغِنوة السكرَى بنشوة الحسن،فعساها تنداحُ أنغامُها المتأنقة إلى ( مزاج التقلب ) فيه..وإلى حيث تلك ( القصائد المنسية في ذاكرة الوقت )..بل إلى حيث يبلغ التعنيفُ الرقيقُ مَداه حين باحَ الحرفُ : (( أجل أنتَ..أيها المعقد بفلسفة الانتظار.. المبهم بقضيتك منذ زمن .. ألم يحن الوقت لتعلن صرخة العصيان في وجه الذكريات..؟؟!!! ))..أكان حقا على حرفكَ المرتعش أن ينداحَ كأنما يمتطي الضبابُ نفسَه،ويأتي للرفيق كالمُسَجَّى،يُلقنُ الصمتَ همساً..؟؟

أمْ إنه الكيْلُ الذي طفَّ،فما عادَ يوجدُ في قوس صبره منزعٌ،فكان-ولأن الحرف اختاره في ذاته ( أنتَ )-لم يكن بُدٌّ من أن يجعلَ من ضمير المخاطبة طيوفاً وهدهدَاتٍ تقيهِ الانهيار مع كل شيءٍ انهار من حوله..؟؟!!

كأنما الحرفَ-في ومضتِكَ أخي-يرددُ في تؤدَةٍ عنيفةٍ : ها أنتَ رفيقي..مَنْ أنتَ لو لم أبْنِ لكَ في خاطري هياكلاً للاستمرار عبر التلالْ..ها أنتَ لولا خفقة في دمي..لولاَ هوى قلبي..ألسنا-أنا وأنتَ-قصة تحكيها الأغاريدُ في دنيا المُحال..؟؟!!!

على أي حالٍ أخي...

ذاك هو حرفـُكَ الجميلُ الذي لم يَصنعُ في مخاطبة الضمير ( أنتَ ) إلا سِحْراً من معانٍ حيْرَى،وكهفاً وضيئًا من أشواق ولهفةٍ مطويةٍ في راياتِ الرفقة والصداقة والإخاء...

حقا-أخي-متعتي بمعاني ومضتِكَ المياسة لا يَعدِلها إلا إحساساتـُكَ الفاتنة الرقيقة وأنتَ ترى ( أنتَ ) فقط وسط الانهيارات..!!

والآن...

عندي بعض التصويبات اللغوية والإملائية الخفيفة-إن أذنتَ لي بها-نمر عليها سريعاً حتى يُستكملَ إيهابُ المبنى كما هي روعة المعنى..ثم هي لنا جميعاً تعميمٌ للفائدة :

- ( ... ولم يبقى.. ولم يستعصي... ) والصوابُ النحوي أن نكتب ( ...ولم يبْقَ..ولم يستعْصِِ... ) لأنهما فعلان مضارعان معتلان مجزومان بأداة الجزم ( لمْ ) وعلامة جزمهما حذف حرف العلةِ وجوباً...

- ( ... سوى لحظاتٌ... ) والصوابُ النحوي أن تنوَّنَ اللفظة الثانية بعلامة الكسر المُنوَّن لاَ بالضم المُنوَّن ( ...لحظاتٍ... ) لأنها مضافٌ إليه مجرورٌ لأداة الاستثناءِ المُعرَبة ( سوى )...

- ( ... ولتكن شخصٌ مختلف... ) والصوابُ النحوي أن نكتبَ : ( ...ولتكنْ شخصاً مختلفاً... ) لأن لفظة ( شخصاً ) خبر منصوبٌ لفعل المضارع الناقص المقرون بلام الأمر،و ( مختلفاً ) صفة تابعة لما قبلها بالنصب...

-
( ...أن نتفائل... ) والصواب الإملائي أن تأتي الهمزة على السطر لا على النبرة،لأنها همزة التوسيط المفتوحة المسبوقة بسكون ( ... أن نتفاءَل... )...

-
( ... تكالبت علينا السنين... ) والصواب النحوي أن نكتب ( ...تكالبتْ علينا السنونُ... ) لأنها فاعل مؤخرٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الواو لأنه مُلحَقٌ بجمع المذكر السالم...

-
( ... إلى متى الأنزواء...وكأنكَ تجيد الأختباء... ) والصوابُ الإملائي أن نحذف همزة القطع في ( الإنزواء ) و ( الإختباء ) وتكتبُ همزة وَصْلٍ ( الانزواء ) و ( الاختباء ) لأن المصدر في كلا السياقيْن خماسي،والقاعدة القياسية تقول : لا قطعَ إلا في الرباعي وأمره ومَصدره...

-
( ... ترسم بفرشاة قلمك قصائدُ... ) كلمة ( قصائدُ ) تأتي مفتوحة ( قصائدَ ) لأنها مفعولٌ به منصوبُ للفعل المتعدي ( ترسمُ )...

استمتعتُ حقا..ومبارَكٌ أنتَ في الأولين والآخرين أخي البديع وحيد...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس