وفي وداع الوطن(وهو المحضن الكبير)، يقول محمود سامي البارودي في لحظة وداعه وطنه (مصر)، منفيًا إلى جزيرة (سيلان)، في أبيات تستحلب ماء العين، يقول: 
 
وَلَمَّا وَقَفْنَا لِلْوَدَاعِ وَأَسْبَلَـتْ *** مَدَامِعُنَا فَوْقَ التَّرَائِبِ كَالْمُـزْنِ 
 
أَهَبْتُ بِصَبْرِي أَنْ يَعُودَ فَعَزَّنِي *** وَنَادَيْتُ حِلْمِي أَنْ يَثُوبَ فَلَمْ يُغْنِ 
 
وَلَمْ تَمْضِ إِلَّا خَطْرَةٌ ثُمَّ أَقْلَعَتْ ***بِنَا عَنْ شُطُوطِ الْحَيِّ أَجْنِحَةُ السُّفْنِ 
 
فَكَمْ مُهْجَةٍ مِنْ زَفْرَةِ الْوَجْدِ فِي لَظَىً***وَكَمْ مُقْلَةٍ مِنْ غَزْرَةِ الدَّمْعِ فِي دَجْنِ 
 
وَمَا كُنْتُ جَرَّبْتُ النَّوَى قَبْلَ هذِهِ***فَلَمَّا دَهَتْنِي كِدْتُ أَقْضِي مِنَ الْحُزْنِ 
 
في قصيدة جميلة يذكر فيها كذلك وداعه لبنياته الصغار، وفيها من الحزن شيء كثير، وفيها كذلك تأسٍ وصبر في أبيات مرصعة بجواهر الحكمة والأدب.
		 
		
		
		
		
		
		
		
		
	
	 |