الموضوع: ما هو الفرق !!
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-08-2012, 06:17 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...في تقديري المتواضع-أختي البديعة ياسمين-أن ( الغدْرَ ) و ( الخيانة ) وجهان دميمان بشِعان لعملةٍ واحدةٍ،وكلاهما مظهَرٌ خسيسٌ للآخر،ولا فرَقَ جوهري بين هذا وذاك،لأن هذا من جنس ذاكَ أو أنه امتدادٌ سلبي له،فمنْ كانَ غدوراً في طبعه وأخلاقهِ كان بالضرورةِ خائناً والعكسُ بالعكس صحيح..فلا فرقَ-في تقديري-بينهما من حيث أنهما يَصدران من مثلبةٍ واحدةٍ وهي ( الكَذِبُ )،هذا فضلاً على أن المُخايَرَة بينهما أو المفاضلة ممتنعة ٌومستحيلة ٌمنطقيًّا...

والذي يُخايـِـرُ بين ( الغدر ) و ( الخيانة ) أو يُفاضلُ بينهما كالذي يُخيَّرُ بين طريقتيْن في الموت ؛ إحداهُما أن يُرمَى من الطابق العاشر والثانية أن يُرمى من الطابق العشرين..؟؟!!!! أو يُخيَّرُ أن يُشنقَ بمشنقةٍ من ليفٍ خشِنٍ أو يُشنقَ بمشنقةٍ من حريرٍ ناعِمٍ..؟؟!! الموتُ هنا وهناكَ سواءٌ..ومن البلاهة والغباوة أن يَطمَعَ المرءُ في النجاة من إحدى الطريقتيْن..!!

كذلكَ الغدر والخيانة..كلاهما إفرازٌ مقززٌ مُقرِفٌ،ينحدرُ من أحط الأخلاق السيئة التي تتلطخُ بها سُمعَة المرءِ فينا-وقانا ووقاكمُ اللهُ تعالى-وهي ( خطيئة الكَذب )...

فالإنسانُ منا ما يزالُ بخيْرٍ،موْفورَ الكرامة،مكفولَ الشرف ما لم تخطِئهُ خصلة الكذب في لسانه وأفعاله...

وكلما كانَ الإنسانُ صدوقاً،صريحاً،واضحاً في حياته الخاصة والعامة،كلما كان-تلقائيا-أميناً عيوفاً عفيفاً،موثوقاً به في صغير الشؤون وعظيمِها...

وكلما كان الإنسانُ كذاباً،غامضاً،يُغطي حقيقتـَهُ بقناعٍ زائفٍ من المزاعم والأكاذيب والهرتقات ويَلـُفُّ حياتـَهُ الواقعية برموشٍ مستعارةٍ من الأصبغةِ المتلونةِ والماكياجاتِ المصطنعة،كلما كان الغدرُ والخيانة أقربَ مما سواهما إلى كلامه وأفعاله وقراراته ومواعيده وعهوده التي يقطعُها...

وفي القصة التي ذكرتِ-أختي الكريمة-شكلٌ بَشِعٌ من أشكال الغدر والخيانه...

الزوجُ المحترم خانَ عِشرَة زوجته الوفية-التي أكلتْ معه العيش والمِلحَ وقاسمته حلوَ الحياة ومُرِّهَا سنواتٍ وسنواتٍ-فهانت عليه تلكَ العِشرة التليدة لمجردِ أن ابتسمتْ له الدنيا بشيءٍ من اليُسْر بعد رحلةِ العُسْر الطويلة...

والصديقة الوفية-أو هكذا نظن-غدَرَتْ بإلفةِ الصحبة والصداقة التي جمعتها مع الزوجة المسكينة،فما هي إلا جولة وأخرى حتى انتهزتْ فرصة الأمان المطلق والثقة العمياء التي تـُعْمي العيْنَ وتصمُّ الأذنَ وتـُسكِرُ العقلَ والقلبَ،عِلاَوَة ًعلى وجودِ هشاشةٍ وضعفٍ في عاطفةِ الزوج وفي عزيمته ورجولته الخائرة،فكان الذي كان...

ما أحقرَ النفسَ وما أتفهَهَا يومَ تنهزمُ عاطفتـُها-بسهولةٍ ويُسْر-أمام سَقط المتاع،فيطويها المرءُ،ثم باسم اعتبارَاتٍ كثيرةٍ يبيعُها بأبخس الأثمان في مزاداتِ الغدر والخيانة...

نعمْ أختي الكريمة..فلنكنْ صرحاء كما أمرنا اللهُ تعالى أن نكون صرحاءَ في قضايا الحق والعدل...

أن يتزوجَ هذا الرجلُ على زوجته-لأسبابٍ شرعيةٍ ومنطقيةٍ وإنسانيةٍ وجيهةٍ-ممكنٌ جدا على الرغم من أن هذا الزواجَ سيتركُ جراحاتٍ وأخاديدَ غائرةٍ في قلب الزوج والزوجة على السواء،لأنه ومهما كانت الدواعي والأسباب فما تهونُ العِشرة إلا على لئيمٍ..ليَكُنْ هذا الزواجُ...

أما أن يتزوجَ الزوجُ على زوجته بطريقة الضرب تحت الحِزام وبوسيلةِ الطعنة القاتلة في الظهر،فاسمحي لي-أختي-أن أضعَ هذا الزوجَ حيث ينبغي أن يُوضعَ وهو أنه ( دَيُّوثٌ،عديمُ الذمةِ والرجولةِ والكرامةِ والإنسانية )،وهو وإن أبدَى لنا مسحة شخصيةٍ إلا أنه في موازين التقييم لا شرَفَ له ولا كرامة...

إنه الخيانة بكل وجهها الكالح...!!!

أما المرأة الأخرى-هذا إن جاز لنا أن نسميها صديقة ً-فهي مثالٌ لتلك الحَية الرقطاء التي عرفتْ كيفَ تضربُ ضربَتـَها في اللحظة المناسبة وفي المكان المناسب...

والحقيقة- أختي-أنا لا ألوم الصديقة كثيراً بقدر ما ألوم الزوْجَ الخائن أكثر،لأن المأساة برمتِها متوقفة ٌعلى مواقفه في القصة كلها..وهو وحدهُ-لو كان صادقاً أميناً صريحاً واضحاً-مَنْ كان يستطيعُ دفعَ الأحداث إلى مَسَارٍ آخر بعيداً عن إيذاءِ زوجته الحبيبة،التي أحبته وارتضته قريناً وأنجبتْ له أولادَه وعاشتْ معه،تقاسمه السراءَ والضراء..فأيُّ جريمةٍ اقترفها هذا البائسُ الخائنُ من حيثُ وعَى أم لم يَع..؟؟!!!

ما أكثرَ ما نسمع في دنيا الناس من قصص..وحَكَايَا..ومآسي..ودموع...وجراحات...!!!

وتقبلي مني تحياتي مبدعتي الكريمة...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 07-08-2012 الساعة 07:29 PM
رد مع اقتباس