عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22-07-2012, 03:07 PM
إسحاق الهشامي إسحاق الهشامي غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 13
افتراضي

يذهب محمد والدموع على عينيه لا يدري هل هو حزين على ما فعله ام أنها خطوة جيدة؟
ليلى تحاول التواصل مع محمد ولكن بدون فائدة. لا تعرف ماذا حصل ل محمد.
قرر محمد ان يرحل من قريته بضعة أسابيع الا المدينة لقضاء الإجازة. ذهب وترك ليلى تعاني وحيدة لا تدري ماذا جرى. بعد أن رجع محمد إلى قريته لمحته ليلى في قريته.وبعد حلول الظلام وبينما كان محمد ذاهبا للمسجد لصلاة العشاء إذا بصوت هامس يناديه. توقف محمد وقلبه يخفق بقوة.ثم تأكد من مكان الصوت وعرف أنها ليلى. ذهب إليها ولم يطيلا في الجلوس.القوا التحية على بعضهم.
ليلى:محمد خير؟عسا ما شر؟ وين هذي الغيبة؟ إيش صار معاك؟ كل يوم أتصل على تلفونك بس مغلق.صارلي أكثر من ثلاثة أسابيع وأنا احاول أشوفك بس للأسف بدون فايدة.
محمد:انا آسف ليلى بس والله غصبا عني.كسرت البطاقة عشان ما نتواصل بس بعدين ندمت واجد. ما قدرت أتحمل غيابك عني.صرت مدمن على مراسلتك.بس بإمكانك الحين تتواصلي معي لأني اليوم فتحت البطاقة مرة ثانية.
ليلى:محمد إذا حاس ان تواصلي معاك يزعجك خلاص إنسى سالفة التواصل وأنا مستعدة ما اراسلك نهائيا
محمد:لا خلاص أرجوك ما أقدر انا راح أنتظرك بكل لهفة وشوق وأنسي اللي صار.
ليلى:تمام ولا يهمك
وأنصرف كلا في طريقه.
يعود كلا من ليلى ومحمد في التواصل مع بعضهما وتمضي الأيام ويقترب موعد المدرسة.أذهل محمد بسماع خبر إنشاء فصول ثانوية في المدرسة الموجودة بقريته. أخبر ليلى بهذا الخبر وكانت فرحتهما لا توصف.
إبتدأت الدراسة في الفصل الأول.اصبح محمد يذهب باكرا في كل يوم ليرى ليلى حيث تنتظر الحافلة اللتي تقلها الى المدرسة. وتأتي ليلى باكرا قبل كل زميلاتها لكي تسنح لها الفرصة بمشاهدة محمد وتبادل التحية فيما بينهم.يساعدون بعضهم في أمور الدراسة.استمروا على هذا الحال حتى نهاية الفصل الأول. ينتهي الفصل الأول بأمان. وتبدأ الإجازة بين الفصلين.
في يوم من الأيام وليس كباقي الأيام انه يوم مشؤوم،يوم أسود، يوم غير مجرى حياة محمد وليلى كانوا كعادتهم يتراسلون.كانت ليلى تستخدم هاتف أختها الأكبر. فجأة إنغلق الهاتف. فتحته ليلى من جديد ولكن الهاتف كان محمي برمز سري. كان الوقت متأخرا.حاولت ليلى أن تسأل اختها ولكن كانت نائمة ولم تستطع إيقاظها خوف من أن تشك. يشتل تفكير ليلى ويبدأ الخوف يدب في قلب محمد. لأنه أرسل إلى ليلى ولم ترد عليه والهاتف مغلق. أصبح محمد في خوف وقلق. لم يعرف ماذا يفعل. من حسن حظهم بأنهم قد أتفقوا مسبقا بأن يلتقوا في مكان ما في وقت معين.عند حلول ذاك الوقت ذهب محمد وأنتظر ليلى لبعض الوقت ثم رآها قادمة. تبادلوا التحية فيما بينهم
محمد مبتسما:أخبارك ليلى؟
ليلى:الأخبار زفته يا محمد
محمد بإرتباك:ليش؟ عسا ما شر؟
ليلى: محمد إحنا في ورطة،جهاز اختي انغلق وأنا ما أعرف الرمز والرسايل فيه
محمد:انا عندي فكرة، دخلي رقم البطاقة 4مرات خطأ وبعدين بيطلب رمز ال puk‏ ودخليه من البطاقة
ليلى:بس اكيف اجيب رمز ال puk؟ البطاقة ما أعرفها وين
محمد: ما معقولة ليلى.لازم تتصرفي.
ليلى:ايش تريدني أسوي؟ ما بيدي حيلة.بس بعدني اروح ادور البطاقة وعسا أحصلها
محمد:ارجوك دوريها تراه ما ناقصين مشاكل وفضايح.
يذهب محمد وليلى إلى بيوتهما وكلا على أعصابه.محمد لم يستطع النوم طوال الليل يفكر ماذا سيحصل ويدعو ربه بأن تمر هذي المسألة على خير.
يشرق يوم جديد ومحمد في ترقب والخوف واضح على وجه.إستغرب اهله من موقفه وحالته.
يسمع محمد صوت الهاتف يرن.إنها رسالة جديدة. وبأسرع من البرق يفتح الرسالة فإذا هي من أخ ليلى وهو الصديق المقرب ل محمد يقول فيها
(خسارة يا محمد ما توقعتك تكون بهذي النذالة،تخوني من وراي!)
ارتفع ضغط محمد وبدأ قلبه يدق بقوة،رد عليه قائلا:
انت عن إيش تتكلم؟أنا ما فاهم قصدك
يرد اخو ليلى:
ومخلي نفسك ما عارف شي؟ خسارة بس خسارة
محمد يتصنع الثقة:
انا ما عندي كلام بالرسايل،إذا عندك كلام تعال واجهني.
بعد صلاة الظهر إلتقى محمد بأخو ليلى وذهبا ليتكلما في الموضوع
محمد:خير ايش صاير؟
اخو ليلى:أقول لا تجلس تلف وتدور انت عارف إيش صاير وليلى إعترفت بكل شي.
انصدم محمد عندما قال بأن ليلى إعترفت.لم يكن يعرف إنها كذبة لكي هو يعترف وأن ليلى في الأصل لما تجبهم ابدا عندما سألوها عن الرسائل
محمد: خلاص عجب مادام اعترفت هي ايش تريد بعد
اخو ليلى:تراه السالفة بعد ما واصلة لأخوي الأكبر وإلا ليلى بتروح فيها
محمد: ارجوك لا تخبره وأعتبرها هذي آخر مرة أرجوك
أخو ليلى: بيصير خير يا محمد بيصير خير يا الخاين.حسافة انا واثق فيك وأنت تطعني بخنجر الغدر

وأنصرف أخو ليلى والغضب على وجهه ومحمد اكتفى بالصمت.

كان الموضوع في بادئ الأمر غير منتشر بل كان فقط بين أخت ليلى وبين أخيها الآخر. لاقت ليلى ما لاقته من ضرب وتأنيب من قبل أخوها وأختها ولكن ليس بتلك الشدة. وصل الخبر إلى الأخ الأكبر وإلى والدي ليلى وهنا بدأ العذاب الحقيقي ل ليلى. لاقت من الضرب ما لاقت. محمد كانت تصله الأخبار من أحد أقارب ليلى الصغار. كان يخبره بما يحدث مع ليلى. اصبح هو أمله الوحيد في معرفة أخبارها.
آخر خبر تلقاه كان في رسالة ورقية من ليلى وصلت له عن طريق ابن أخ ليلى الذي يبلغ من العمر قرابه 10سنوات وهو صديق لمحمد.
ذهب محمد مسرعا ليقرأ محتوى الرسالة.
تقول ليلى:
"أكتب لك رسالتي والدمع ينهمر على خدي. محمد إعذرني فليس بيدي أي حيلة. انتهت علاقتنا ونحن لن نكون لبعض.اهلي أقسموا بالله بأنهم لن يزوجوك حتى ولو كنت آخر شخص في العالم........ألخ"

__________________
صرت أحس إن القيامة أقرب من رموش عيني
وصرت أحس انه بقى لي بدنيتي كم من شهر

ويوم أسأل يا ترى شو اللي أخذته من سنيني
أكتشف وبكل أسف.. خسران انا بالمختصر

وين ذولاك اللي في عمري حسافه وانا ويني
ليش انا للحين ضامي وغيري يغرف مـِن البحر
هنا بدأت دموع محمد تنهمر. لم يستطع بأن يتمالك نفسه أبدا. احس بأن الدنيا قد أظلمت في وجهه. كانت أسوء أيام عمره كلها. اخذ يقرأ تلك العبارة مرارا وتكرارا.استمر على هذا الحال لفترة من الزمن.

العين تذرف دمعها وبها دم(ن)
وفي القلب هاج الموج وأشتد العذاب

صرخات روحي داخلي تتعالى
آهتها ترقى إلى فوق السحاب

كم مرة أسأل روحي يا ترا!
هل هذه حقا حقيقة أم سراب؟

هلا فارقتني يا ترى ولم تعد
لي بعدها يا سيدي عين الصواب؟

هل أنتهى ما بينها وبيني أنا؟
هل يا ترى قلبي سيسري في الصعاب؟

آلاف أسئلة تدور بخاطري
أسأل وأبحث يا ترى أين الجواب!!

قد كنت أهواها وأعشق قلبها
والآن قلبي بحبها جهل المتاب

في كل يوم طيفها يمر بي
والذكريات بداخلي تأبى الغياب

كل الحواس بصمتها دوما تقول
للحب! لا للذهاب لا للذهاب

دونت قصتنا بحبر من ذهب
دونت قصتنا بأوراق الكتاب

ماذا عساي الآن أن أفعل عدا
أني أداري دمعتي بين الصحاب!

وفي كل يوم دعوتي لا تنقطع
والأمل يغمرني عسا أن تستجاب

فالله ربي خالقي خير المعين
والله يرزق من يشاء بلا حساب

ربي رجوتك لا ترد دعائنا
وأنظر إلى عبد اليك قد أناب

فإذا أجاب الله ربي دعوتي
لم يبقى بين الفرحة وبيني حجاب

ولسوف أنذر صوم أيام ثلاث
حمدا وتعبيرا بظن لم يخاب

ولسوف أحمد خالقي في كل حال
حتى إذا دعواتنا لم تستجاب

ولسوف أعلن عندي أيام الحداد
في فقدها ولسوف أبدأ بالعتاب

يا رب أين قلوب أهل حبيبتي
أن لأمر أهلها شي عجاب

نهشوا سعادتنا بكل شراسة
في عين كل الناس صاروا كالذئاب

ولعل أن لأهلها لم يفقهوا
أن العظيم مجازيهم يوم الحساب

ولعلهم فقهوا برحمة ربهم
أولم يعوا أنه شديد في العقاب!؟



بعدة عدة أسابيع يأتي إبن خالها ويتقدم لخطبة ليلى.ترفض ليلى في البداية ولكن لا رفض أمام جبروت الأهل.أجبروها بأن توافق عليه. إستسلمت ليلى للأمر الواقع فوافقت عليه.
وصل الخبر إلى محمد.تحطمت معنويات محمد وفقد الأمل أكثر من ذي قبل.ولكن هو الآخر إستسلم للأمر الواقع.


كان هناك أمل بأن يكون بين محمد وليلى لقاء أخير. وفعلا إتفقوا في أحد الأيام بأن يلتقوا. أتى محمد وليلى في المكان والوقت المعين. كان الصمت هو سيد الموقف.
بدأت ليلى في الكلام: محمد إذا فقدتني فأنا ما نهاية العالم.صدقني ألف وحدة تتمناك.
محمد بنبرة حزينة:وأنا إيش دخلني في الألف.أنا أخترتك أنتي وما أريد غيرك.معقولة حلمنا اللي ظل أكثر من سنتينن يتدمر في لحظة!
ليلى: خلاص لازم نرضى بالواقع.هذا اللي الله كاتبنه وكل واحد يأخذ نصيبه من الدنيا.
محمد: آه من الدنيا ما فيها أمان. ليلى أنا من بعدك ما أعرف إيش أسوي! والله راح أضيع،رأح أضيع ليلى
ليلى: لا تقول كذا. خليك قوي ولا تنحني للهموم.انت أمامك مستقبل ولازم تهتم في دراستك. ولا تنسى تراه ما أتنازل عن النسبة. اريدك تشد حيلك وترفع رأسك ورأس أهلك. وانا حتى إذا صرت بعيدة عنك تأكد إن قلبي بيظل معاك.
محمد: الله يعلم كيف راح اشد حيلي وأنا هذي حالتي.بس أنا اسوي اللي علي والباقي على الله.
ليلى أريد أسألك آخر سؤال.
ليلى:تفضل محمد آمر
محمد: ليلى من هي البنت اللي تتمنيها تكون شريكة حياتي؟
ليلى: اميرة يا محمد.بصراحة هذي البنت ما شاء الله عليها.
محمد لم يقتنع بالبنت بحجة إنها قد لا ترضى به او انها قد تكون لها علاقة مع شخص آخر: تمام ليلى عسا خير إن شاء الله.
إنتهى لقائهما وأفترقا بكل حزن وأسى. لم يريدا بأن يذهبا عن بعضهما البعض ولكن

"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"

أشتدت معاناة محمد في فراق ليلى وفي تشويه سمعته بين أهلها.أحس بضيق شديد. مر بفترة عصيبة جدا.اصبح يتمنى أن تمضي الأيام بسرعة حتى يبدأ كل شي في الإنتقال إلى ذاكرة النسيان.ولكن فراق ليلى ليس بالأمر الهين.

تعود المدارس لتفتح أبوابها ويبدأ محمدا الفصل الجديد وكله أسى وحزن وأكتئاب. تفاجأ معلموه وزملائه من موقفه. تدهور مستوى محمد التعليمي. حاول زملائه أن يفهموا سبب ما هو فيه.ولكن ماذا عساه ان يقول لهم.إكتفى بالصمت ولم يجب أحدا أبدا.
تمر الأيام والأشهر والفصل قارب أن ينتهي والأختبارات النهائية على الأبواب والكل يستعد لها ومحمد لا يزال على محنته من أثر الصدمة وهو فاقد الأمل بأن يكمل دراسته ما بعد الثانوية.
انتهت الأختبارات النهائية والكل في ترقب لمعرفة نتائجهم
يتلقى معظم زملاء محمد خبر قبولهم لإكمال دراستهم في الكليات والجامعات ومحمد لم يطرى إسمه أبدا.ليلى تتزوج من إبن خالها بعد أن فشلت هي الأخرى في الحصول على معدل يأهلها لإكمال دراستها.

بدأ يلوم نفسه على ما فعله.خان نفسه وأهله وأعز الناس عنده. ضيع مستقبله لأجل علاقة لم تغنه ولم تسمنه من جوع. لم يجني منها إلا الضياع والشتات والهم والحزن. إتهم نفسه بالغباء الكبير. ولكن بعد فوات الأوان عرف قيمة الخطأ الذي وقع فيه.تمنى أن ترجع الأيام ولو قليلا حتى يصحح ما فعله. ولكن....
وما نيل المطالب بالتمني**ولكن تأخذ الدنيا غلابا


هذه هي نهاية قصتنا
بدايتها نظرة ونهايتها دمعة وعبرة وحسرة
__________________
ما لنا [باليــد] حيلة تملك زمام الأمور
نترك الأيام تكشف وش ورا ذاك [القــدر]

يا كبر ذيك المصايب [رغمهـا] قلبي صبور
واشكر المولى [لأني] مرتجي ذاكـ الأجر

إسحــاق الهشـامي

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق الهشامي ; 22-07-2012 الساعة 03:10 PM
رد مع اقتباس