في غيابك لست أعلم من أنا ...
أرقب المرآة فلا أرى وجهي بل أجد صورتك في مرآتي ... أراقب الساعة فأرى في وجه الساعة وجهك الباسم ... أتنفس بحرقة شديدة فأراك تهدهد من بعيد حرقة أنفاسي وتطفئ لهيب انتظاري .. أتوسد يداي فتحنو يداي على وجهي وكأن يداك تمسد الليل عن وحدتي ... أبكي بكاء الأتقياء فإذا مناديلك تجفف أدمعي .
وأنا الذي أرقني الغياب ... أنا الذي تاه في المدى فقد أن فقد بغيابك الدرب الصواب ... أنا الذي مذ رحلت وحياتي عذاب في عذاب في عذاب ...
قل لي أيها الغائب البعيد .. ترى هل تتذكر وجهي .. هل تتذكر لون شعري ... تفاصيل ملامحي .. لون عيوني ... قلمي الأزرق .. منديلك الأزرق .. والخرزة الزرقاء التي تركتها ذات مساء على أريكتي ... هل تتذكر كلماتنا .. همساتنا ... سحر أشواقنا .. قل لي هل تتذكر فنجايل الأمل ونحن نحتسيها ذات ليل مقمر ... هل تتذكر وعودنا التي كتبناها على شاطئ الغرام .. هل تتذكر الحارة القديمة والدريشة القديمة والسكة القديمة .
عمر من الزمان طاف علينا وأصبحت المسافة بيننا مؤثثة بالشوق والقلق ... صرت أخاف عليك من نفسي كما أخاف من نفسي عليك .. فمتى تعود ... متى ؟! .
قوافي ......
أعتذر منك نصك ألهب مشاعري فكتبت خلف كلماتك كلماتي فإن خرجت خارج الدائرة اعذريها .
لك كل التحايا .