عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 22-05-2012, 11:50 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي حين تتوارى المهجة..بالحب...!!!

...ما أعنـَفـَها وأقساها-سيدتي البديعة قوافي-تلك الأحاسيس الغائرة الكسيرة التي تتأبَّى في قرارةِ الخلجَاتِ عن تباليج بسمةِ حُبٍّ دافئةٍ،فلا يفتـَرُّ القلمُ الدامعُ عن ثغرها إلا بلوعةٍ لاهبةٍ،يتنزَّى القلبُ منها وتـُمْعِنُ فيه حُرقة ًواشتياقاً..!!!

ما أعنفـَها وأقساها-سيدتي-تلكَ الأحاسيس التليدة حين يبدأ الخافقُ بين جوانحها يشدو تراتيلَ الأهَــا في رغبةٍ منه تشبهُ الرفضَ أو في اختيَارٍ منه يُشبِهُ الكُرْهَ..حين تبدأ الآمالُ وعرائسُ الأمنياتِ في الرحيل عن رشحةِ الممكن لأنَّ واقِعاً مَّا من مخالبِ المستحيل قد أوسَعَها بُعْداً وضنىً...!!!

نعَمْ سيدتي البديعة...وراء قرصِ الغروبِ الأصفر الذاوي،تنامُ دائماً أمانينا العِذاب في سُرادقاتِ الغياب..والسفر..والحنين..والاشتياق...تنامُ وقد تكتمَّتْ على لهفةٍ مُمِضةٍ وتخافُ-وقد اغترفتْ من كأس الحب-أن تغدو ذكرى من العَطـَفـَاتِ الخوالي...!!!

أمانينا العِذاب-سيدتي-ترتجفُ دائماً فرَقاً حينما تـُــشْرِعُ في الحب أشرعة َالآمال البيضاء لأن آماداً في الأفق البعيد أو القريب محفوفة ٌ دائماً بقواتم الغياب..والسفر..والرحيل...!!!

إنها تغدو-وهي ترتعش ارتجافاً-كزهراتِ دوَّار شمْسٍ،تقف على أعتاب الغروب،تطوي مع معشوقتِها ( الشمس ) كلَّ زفرَاتِ الاشتياق وترجو أن تنامَ-إن نامتْ-على سٍلالٍ زهريةٍ،تنحتُ من خيوطِ الأصيل أحلاماً من صباحٍ و...وَلقاء...!!!

لا أدري-سيدتي البديعة-أوَمْضـَـتُكِ الجميلة هذه وشوشة ُ نداءٍ رقيق لذاكَ الذي غدَا في توليفةِ الأقدار ربيبَ حُبٍّ،تتناوبُهُ فصولُ ( اللقاء ) و ( الغياب )-هكذا دواليْكِ-فما يقِرُّ القلبُ بدفئ التداني حتى ينشاكَ بلسْع التنائي،ولمْ يكن بُدٌّ من القلب إلا أن يهمسَ ( رغمَ الغياب...رغم السفر... )..؟؟!!!

أمْ أن الومضة َ-في الحقيقةِ-دمعة ٌ حَــرَّى،تنسكبُ من عيْنٍ قريحةٍ لا مندوحة لها من الملامة إلا بالانسكاب..فهي لا تعني اللومَ-في معناه الأقسى-بقدْر ما تعني استبكاءَ الأمنياتِ خوْفاً من أن يبتلِعَها الغروبُ في سديم الغياب والسفر...؟؟!!!

في كلتا الحالتيْن-سيدتي-كنتِ جميلة ً في ندائكِ..وكنتِ أجملَ في انسكابِ أمانيكِ...!!!

( رغمَ الغياب..رغمَ السفر )...حُــداءٌ رخيمٌ،لا يخلو من شجْوٍ وشجن و...وحبٍّ دافئٍ،يتوارَى-في مجازاته واستعاراته-كأنما هو الوجنة الخجْلـَى التي استعاضتْ عن الإبانةِ بحمرةِ الوجدِ كالجُلنار..فتاهتْ بهاءً وتاهتْ جمالاً...!!!

أتمثلُ المعاني الرِّضَابَ التي تأتلقُ هناكَ-داخلَ الحُداءِ-بين جمال المبنى وسلاسة المعنى..أتمثلـُها دثاراً جميلاً أنيقاً رقيقاً لذانيْكِ البيْتيْن البديعيْن اللذيْن رَتقتْ بهما قريحةُ شاعرنا الكبير الأمير عبد الله الفيْصل-رحمه الله-في رائعته الخالدة ( من أجل عيْنيْكَ عشقتُ الهَوَى )،حين راحَ يَهمِسُ للحبيب :

أستشفُّ الوجدَ في صَــــوتكَ آهَـــاتٍ دفيـنهْ ** تتوارَى بيْــن أنفاسِكَ كيْ لا أستبيــنهْ
لستُ أدري..أهُـوَ الحبُّ الذي خِفتَ شجونهْ ** أم تخوَّفتَ من اللوْم فآثرتَ السكينــهْ..؟؟!!!


ومضتـُكِ-سيدتي-فيها من تلكَ التورية الجميلة ما يُغني فيها التلميح عن التصريح...وهذا-وربي-هو جمالُ القوافي...وأنتِ قوافي...!!!

فامْضيْ دائماً في محراب القوافي ما دمتِ بيننا ( قوافي )..فليسَ كثيراً أو غريباً أبداً على المُهَجِ العَطشـَى أن تشـًدَّ الرحالَ إلى قلمِكِ الجميل...

وتقبلي مني براءة َالإكبار والإعجاب...
رد مع اقتباس