بعد غيبوبة جرح استفاق قلبي ....
مندهشا من أبناؤه اللذين كبروا ..
مفجوعا بخبر موت أحلامه ...
متحسرا على عمر ..كان يفترض أن يعيشه ...
يتوالى شريط من الذكريات أمامي ..
ارى فيه ...
عاشقة تكسوها طبقات خجل ..
تشبهني إلى حد أني أظنها أنا ...
ولولا نظرة سعادة كانت تطل منها بين ذكرى وأخرى ...
لكنت أجزم أنها انا ...
ومرت بي ..ذكرى كادت تخنقني دهشة ..
حين سمعت أمي تناديها باسمي ...
يإلهي ...رحمتك ..
أيعقل أني كنت هي ...
أيعقل ...
أني تركت عقلي في دولاب صدئ ..
وفررت نحو عشق ..أجهل ما يكون عليه ...
ما أغباني وقتها ..
ما اسعدني حينها ..
وما أشقاني بعدها ....
ها أنا أتذكرك ...
وأحفظ غيبا موجات صوتك ..
وأردد قهرا كلمات حب كانت تصدر منك ..
وأذكر انكسار جفني حين تنظر إلي ...
وإنكسار جفنك حين أنظر إليك ...
وها أنا الآن أتذكرك
وأتذكرك ..
وأتذكرك ....
حد إمتلائي بالحسرة .....
يا أنت ...
كيف أستطعت ....
أن تملأ ...
حياتي بكل ذاك الفرح ..
وعمري بكل تلك الأحلام ...
وعقلي بكل ذاك الجنون ..
وقلبي بكل ذاك العشق ..
وعيني بكل ذاك الخجل ...
وشفتي بكل تلك الضحكة ...
وبعد ذلك الكم الجميل ...كله ...
تسحب الأرض من تحتي ...
لأهوي
وأهوي
وأهوي
تراودني في هذه اللحظة ...
ذكرى لقائي بك ...
وأنا أحكي لك ...بعفوية حبيبة ...
عن تفاصيل ...فستان أبيض ..ومكياجِ هادئ ...وباقة ملونة ...وقاعة ملكية و....و....
وأنا بوسط هلوساتي الغبية ..
تريني خاتم فرح ...
لتدهشني حد اقصى درجات السعادة ...
وتؤلمني حد الموت ذاته ...
وأنت تقول أنه خاتم ...
لمن اختارتها أمك ...وباركتها أخواتك ...
وأنك بعد وقت ستصبح نصيبها ...
وها أنا أراني ...
وانا أمسك خاتمك ...
وأنظر لعينيك ...
وأرى الأرض تقترب مني ...والجدران تتمايل حولي ..
وعينيك تبتعدان عني ...وتبتعد ...وتبتعد
وأغيب عنك ...
يا ترى...
أكان يلزمني ..كل ذلك النوم ...والبعد عن الحياة ...
لأنساك ...
أم أن الصدمة ...
أخرست قلبي عن النبض ..
وصار لدمي دورة عمياء ..
لا تصل لقلبي ..
وينحسر مسارها عن عقلي ....
استفقت اليوم منك ...
وأنا أسمع صوت قلبي ..يبدأ في النبض ...
وخرير أفكار تنساب لعقلي ...
ودفء حياة تجري في عروقي ...
بشرى خاصة لك ...
ستصلك غدا ...
بطاقة فرح ..
لعروس بفستانها الأبيض ..ومكياجها الهادئ ...وباقتها الملونة ..
تزف في قاعة ملكية لملاك غيرك ...
هنيئا لي به ...وهنيئا له بي ..
هنيئا لي به ...وهنيئا له بي ...
هنيئا لي به ...وهنيئا له بي ...