مآثر الإمام ومكانته
وجاءت ورقة العمل الثانية تحت عنوان: (مآثر الإمام ناصر بن مرشد ومكانته) ألقاها الباحث خميس بن راشد العدوي، ألقى الضوء فيها على ملامح شخصيته وتأسيسه المعرفي، ورآى أن جم كبير من العلماء الفقهاء المشبعين بالسياسة وذوي الكفاءات العسكرية اتفقوا على أنه اتصف بالشجاعة والحزم، وأنه من أهل العفو والعدل والشورى، وتحدث عن فكرة التشتت السياسي والوحدة الثقافية، مشيرا إلى انقسام عمان إلى دويلات نافت على العشر، وتوحد المدرستين الرستاقية والنزوانية في المدرسة الشقصية، وقد حلَّ "منهج الطالبين وبلوغ الراغبين" محل الكتب الموسوعية المصدرية السابقة عليه، وأنه قام بتنفيد رواية تفشي الجهل.
وفي سياق ورقته تحدث عما أسماه بالتحولات الكبرى على الصعيد الخارجي، وظهور القوى الاستعمارية، ودخول العالم في عصر الآلة الحديث، وعلى الصعيد الخارجي توحيد عمان وتخليصها من الاستعمار، وظهور أنماط الحياة الحديثة، وكذلك الجمع بين النظامين الإمامي والملكي، وأن يكون الاختيار من بيت الملك، والانتخاب من البيت نفسه، وفكرة فخامة العمران وإنشاء المدن، واستعمال مصطلح الملك في حق الأئمة اليعاربة.
كما تحدث عن الرسائل التي كتبها الإمام، ناصر بن مرشد إلى سليمان ابن أبي القاسم النفوسي، كتبها محمد ابن أحمد الخراسيني، ورسالته إلى وادي ميزاب، كتبها خميس بن سعيد الشقصي، وقد أرسلت لمعالجة الخلاف بين الإباضية في الوادي، وهي شكل من أشكال التواصل السياسي، وكذلك كتابة العهود السياسة لبعض الولاة.
ثم تطرق الباحث العدوي حول ما أسماه بالفقيه حاكماً، ويؤكد أن الإمام ناصر هو أحد الأئمة الفقهاء والأقوياء سياسياً وعسكرياً، وبذلك تحرر من طوق الإمام الضعيف، ومأزق الإمامة المستضعفة.
كما تحدث في ورقته عن قصائد التي كتبت فيه، الرثاء نظما، حيث رثى الإمام ناصر شعراء كثيرون من أنحاء عمان، رجالاً ونساءً، ومنهم من رثاه بأكثر من قصيدة، وقد وجدت مخطوطين يضمان 22 قصيدة في رثائه، وهما نسختان من القصائد نفسها. وتطرق إلى كرامات الإمام، وهي ما أسماه الباحث بالرثاء نثرا، على اعتبار أن الحديث عن الكرامات شكل من أشكال الرثاء النثري، الذي تلفظه مهج المحبين.
واختتم ورقته بالحديث عما أسماه بالإبحار غرباً، عمن كتب عن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي من الغربيين: من أمثال: باتريشيا ريسّو، بيتر ج. أوتش، صمويل باريت مايلز، شيهان م. لاريف، أنطونيو بوكارو، وبادجر، اتفق جميعهم على وصف الإمام بالقوة والشجاعة والعدل والخلق الرفيع.