ثقافة الإمام ناصر
ثم بدأت أولى أوراق الندوة، التي أدارها أحمد بن ناصر الراشدي، حيث ألقى الباحث الثقافي بالمنتدى الأدبي. حيث ألقى عوض بن محمد اللويهي الباحث الثقافي بالمنتدى الأدبي ورقة حول "حياة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي وثقافته"، قدم فيها صورة عامة عن الأوضاع المتوترة في فترة ما قبل تنصيب الإمام ناصر، ثم بعد ذلك تحدث عن طبيعة المصادر التي تم الرجوع إليها في إعداد البحث حيث تنوع هذه المصادر وتعددها في المضمون والطرائق. ثم قام الباحث بتقديم أصداء سيرة الإمام في الحقبة اليعربية من خلال عرض وتحليل نصوص تشير صراحة إلى وجود منهج رسخه الإمام وسار عليه، وكذلك نظرة العلماء إلى الممارسة العلمية للإمام والاقتداء بما فعله.
وتناول الباحث تجليات غموض تاريخ مولد الإمام حيث سعى الباحث إلى عرض ذلك الغموض وطبيعته كما ورد في المصادر التاريخية العمانية، ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن أسرة الإمام ناصر وذلك من خلال محاولة الاستفادة من وصية الشيخ خميس بن سعيد الشقصي والنصوص التي تندرج ضمن ما يعرف بكرامات الإمام ناصر.
ورسم الباحث في بحثه صورة عامة عن طبيعة التكوين المعرفي للإمام، مركزا في ذلك على جانب في غاية الأهمية، وهو البحث عن مكونات مكتبة الإمام ناصر، والتي تعرف بخزانة الإمام ناصر بن مرشد، ثم التطرق إلى الإشارات التي وردت بخصوص علاقة الإمام ناصر بالعلماء والفقهاء في عصره.
وتحدث عن الطريقة التي أدار بها الإمام ناصر البلاد، ومفهومه للوالي ومهمته، هذا الجانب في غاية الأهمية ويعكس مدى وعي الإمام ناصر وتقديره للدور الذي يلعبه الوالي، مستندا في ذلك إلى المصادر المهمة في تحليل ثقافة الإمام ناصر، كالرسائل والعهود التي بعثها إلى عماله وولاته في الولايات، وركز الباحث في هذه الجزئية بالذات على الدور الذي لعبه الإمام ناصر بن مرشد في تكوين وإعداد الإمام سلطان ابن سيف اليعربي، مختتما بحثه بالحديث عن تاريخ الإمام ناصر، ووصفه أنه تاريخ حافل وغير مدروس بشكل موسع، يكشف عن الجوانب المخفية في حياة هذا القائد، الذي استطاع أن يمهد الطريق للأئمة الذين أتوا من بعده من اليعاربة، مشيرا إلى أن الإمام قد ترك إرثا فقهيا وفكريا من المهم جمعه.