الموضوع: فتاة تشرين
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-09-2011, 09:34 AM
ترنيمة الامل ترنيمة الامل غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 13
افتراضي فتاة تشرين

مرحبا اعزائي .. هذه احدى القصص التي قمت بكتابتها ولكني لم انتهي من كتابتها بعد .. من دواعي سروري ان تبدوا ارائكم اتجاهها ولا تتردوا عن النقد فنقدكم يدفعني فالإستمرار ...

في صباح الأول من تشرين الثاني حيث الثلوج لا تزال تتساقط . نظرت من شرفة النافذة ولمحت ساعي البريد وهو يضع
الرسائل في الصندوق عند البوابة الخارجية للمنزل حملت وشاحي وخرجت لأرى رسائل ساعي البريد فتحت باب المنزل
كان الطقس باردا والجو مغطى بالضباب الكثيف حيث لا يمكنني أن أرى سوى ماهو قريب من ناظري إتجهت إلى الصندوق
عند البوابة وما إن دنوت حتى رأيت ضوئا خافتا قادم من جهة الطريق المؤدي إلى الأحراش الشمالية انتظرت حتى بدت
الرؤية واضحة تماما إنها عربة السيد " فرانك" إقتربت العربة وألقى السيد فرانك التحية ومضى باتجاه المدينة كعادته لجلب
الأخشاب اللازمة لتدفئة المنازل في مثل هذا الموسم من العام .



فتحت صندوق البريد وأخذت الرسالة إنها من أبي الذي يعمل
حاليا في شمال البلاد أغلقت الصندوق وذهبت مسرعة نحو المنزل لأقرأ لأمي وجدتي الرسالة . لقد كان يطلب من أمي أن
تسدد أجار الحظيرة التي إستأجرناها من جارنا السيد " سميث " لأنه بدأ بمضايقته وتهديده فنحن لم ندفع الأجار في ما
يقارب السنة . جلست أمي على الكرسي وفي يدها منشفة الطاولة وقد بدت عليها علامات الحيرة في ما يمكن فعله فحالنا لا
يتعدى قوت ما نأكله كل يوم فكيف يمكننا أن نسدد دين سنة كاملة . نهضت أمي وقامت بتحضير الفطور بينما كانت جدتي
تحيك الصوف لصنع الأوشحة . تناولنا الفطور معا ثم جلست بقرب النافذة أنظر إالى الخارج منتظرة تبدد الضباب قليلا
لتسمح لي أمي بالذهاب إلى الغابة للبحث عن الفطر للعشاء.



. أخذ الضباب يتلاشى شيئا فشيئا نهضت وأحضرت السلة
المصنوعة من القش خرجت وأغلقت الباب خلفي . كان الجو قد تحسن قليلا وصارت الرؤية واضحة تماما .. ألقيت نظرة
على البقرة في الحظيرة مع مولودها الجديد ثم سرت متجهة نحو الغابة التي تبعد أميال عن منزلنا كان صوت زقزقة
العصافير وهي تستغل الفرصة لإطعام صغارها خوفا من عودة الثلوج بالتساقط في المساء مزعجا وخشخشة السناجب تحت
الحشائش للبحث عن البلوط تملأ المكان . عبرت النهر وقد بدأ متجمدا بفعل الثلوج التي تساقطت بكثافة مساء الأمس . سرت
طويلا حتى وصلت ألى تجمع أشجار الكرز حيث تنمو أنواع متعددة من الفطر النادر جمعت الكثير منها وعدت مسرعة
فالسماء أخذت تتلبد بالغيوم مجددا و كرات الثلج الصغيرة بدأت بالهطول وامتلأ الطريق بالثلوج من جديد وغطت الثلوج
الناعمة خصلات شعري فأصبحت كالعجوز الشمطاء ... وما أن حل المساء حتى بدأت مداخن المنازل بالعمل وامتلأت القرية
برائحة الدخان .


اتجهت مسرعة إلى المنزل ولكن استقطعني صوت أمي وهي تدخل المواشي في الحظيرة فوضعت السلة
وذهبت لمعاونتها وما إن انتهينا حتى دخلت إلى المنزل وذلك لشدة برودة الطقس في الخارج . أخذت أمي السلة وكعادتها
قامت بغسل الفطر وانتقاء الصالح منه بينما جلست أمام المدفئة أضع الخشبة تلو الخشبة فوبختني جدتي لأن الخشب أوشك
على الإنتهاء والسيد فرانك بدأ بالتذمر من شدة طلبنا المتزايد للخشب . أخذت عقارب ساعة الحائط تشير إلى التاسعة مساء
إنه وقت العشاء . واكن قبل ذلك اعتادت جدتي أن تقرأ لي بعض الأشعار الروحية واختارت لي شعرا جميلا يقول :
فررت من برد كانون فقابلني
في أرضكم بالأقاحي شهر كانون
أنسام أيار تجري أصائلها
وفي عشياتها أنفاس تشرين
كنت أحدق في شفتي جدتي وهي تقرأ الأشعار وأخذت تجوب بي أخيلتي بعيد بعيدا . كفي ياأمي عن قراءة الأشعار وتعالي
لتناول العشاء.. تحدثت أمي مخاطبة جدتي بنما تأففت أنا لأن أمي قاطعت خيالاتي مما فتح الباب لأمي بأن توبخني وهي تقول
" جيني " لقد أصبحت تهملين دروسك كثيرا والأستاذ " جيمي " أخذ بالتذمر بسبب أدائك الضعيف في الفصل ... أخذت
أرمق أمي بنظرة وهي تبادلني بنفس تلك النظرة الغاضبة لم أشأ أن أغضبها ولكنني لم أكن أحب الدراسة البتة . دعيها فهي
ما زالت صغيرة وستدرك أهمية العلم في كبرها ومسحت جدتي على رأسي وأخذت بمداعبتي . تناولنا العشاء وكان عبارة
عن حساء الفطر الساخن مع بعض الخضار وبعد أن انتهينا قامت أمي بتوظيب المنضدة من جديد بينما قمت بغسل الصحون
ووضعها في السلة الخاصة بها وما إن انتهيت حتى أحضرت الدواء لجدتي فقد كانت تعاني من آلام في القلب ثم صعدت
للنوم.
رد مع اقتباس