منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   حنين فتاة،، (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=14221)

رمزي 15-10-2012 04:51 PM

حنين فتاة،،
 


فتاة،،

محبة للخير،،
بارة بوالدها،،
مشفقة على والدتها التي رحلت عنها منذ الطفولة،،
ودودة وحنونة على إخوانها الصغار،،
مطيعة لربها عابدة قانتة،،
أحبها الناس كثيرا لجمال روحها،،
وأحبها والدها أكثر،،
ففي وجهها ملامح زوجته الراحلة،،
متفانية في أداء واجباتها في منزلها ووظيفتها،،
أناس كثر كانوا يتقدمون لطلب يدها،،
الكل يريد أن يحظى بوجود هذا الملاك البشري في حياته،،
إلا أن الأب كان يرفض دائما،،
يخاف عليها وينتقد كل الرجال،،
فذاك من العائلة الفلانية البسيطة،،
وذاك مستواه المادي ليس من مستوانا،
وآخر والده تأريخه كذا وكذا،،
والآخر من نسل فلان البخيل،،
وهذا ديدنه،،

وهي،،
كانت صابرة،،
تحسن الظن بأبيها،،
يحبها ويخاف عليها ويريد لها الأفضل،،
مرت السنوات والعمر مضى،،
شارفت الثلاثين،،

وفي تلك الأيام،،
إنتقل للعمل في الشركة التي كانت تعمل فيها،،
شاب جمل الله باطنه كما جمل ظاهره،،
الكل في الشركة أحبه،،
فهو بشوش نشيط متفان في أداء واجبه،،
كان بعض الموظفين من شدة محبتهم له،،
يزورونه في مكتبه بشكل دائم،،
بل إنهم كانوا إذا غاب عنهم،،
زاروه وعادوه في بيته،،

كان يراها من بعيد،،
لم يتحدث معها إطلاقا،،
سأل عنها زملائه،،
الكل أثنى عليها،،
فقرر أن يتقدم لها،،
فهو قد تقدم في العمر،،
ويبحث عن الإستقرار الأسري،،

أخبر أهله عن تلك الفتاة،،
وقرروا زيارتها،،
وزاروها فعلا وتعرفوا عليها،،
وعند عودتهم للبيت،،
أخبروه بأنهم لا يريدون أي فتاة أخرى،،
لقد اعجبوا بحسن تواضعها،،
ببشاشتها،،
بطيب تعاملها،،
فاستبشر هو خيرا،،
فقرروا زيارة الأب،،
ليحدثوه في أمر الإرتباط بابنته،،
وزاروه،،
إلا أنهم صدموا،،
فقد كان في بداية حواره معهم ودودا طيبا،،
وعندما ذكروا له سبب زيارتهم،،
تغير حاله واصبح جافا غليظا،،
ماذا تعمل؟؟
كم راتبك؟؟
هل تعاني من أية أمراض؟؟
هل يعاني أحد أفراد أسرتك من أي مرض؟؟
ماذا يقرب لك فلان الفلاني؟؟
قام يطرح الأسئلة عليهم،،
وكأنهم في تحقيق،،

وبعد أن انتهى قال لهم،،
خيرا إن شاء الله،،
فشعروا بأن الرجل يكاد يقوم بطردهم،،
فستأذنوا ورحلوا،،
عادوا إلى البيت وقد غشاهم الذهول من ردة فعل الرجل،،
وبعدها بيوم اتصل بهم،،
وقال،،
نعتذر لم يكتب الله نصيبا بيننا،،
صدم أهله من رد الأب،،
فقرروا أن يتصلوا بالفتاة،،
فأجابتهم والحزن يغشى صوتها،،
بأن الأمر بيد أبيها،،
واعتذرت لهم،،
وأغلقت السماعة،،
وبكت بكاء مريرا،،
ولسان حالها يقول،،
كما قال الشاعر،،

حزن عميق فاض بي وشجاني،،
واستعبرت عيني وشل جناني،،

وعذاب أنفاس تردد رجعها،،
فتسابقتها ثورة الغثيان،،

لو كان للأيام صوت ناطق،،
لرثت وفاق بيانها تبياني،،

لو كانت الأوراق تحكي لاشتكت،،
قلمي وقالت: تاه فيك لساني،،

أواه من قلب يكبله الأسى،،
فيهيم بين مدارة الأحزان،،

أبكي ودمعي في خدودي نازف،،
عين جرت وتمزقت أجفاني،،



كتمت ألمها وفوضت أمرها لربها،،
لم تكن تريد أن تغضب والدها،،
كان همها الأكبر أن يكون والدها راضيا عنها،،
مرت الأيام وعاد ذلك الشاب مرة ومرتين لخطبتها،،
وفي كل مرة يجدون نفس الجواب،،
وفي أحد الأيام تقدم لخطبتها من جديد،،
فرفض الأب أن يستقبلهم في منزله،،
وقال لهم أمام باب منزله أخبرناكم لا نصيب بيننا،،
وأغلق الباب في وجوههم،،
وهي كانت تراه من نافذة المنزل،،
بكت بشدة حتى مرضت فلم تستطع الذهاب إلى العمل لمدة أسبوع،،
وعندما عادت إلى العمل،،
افتقدت حضور ذلك الشاب،،
مرت أيام ولم يحضر،،
لم تكن تملك الجرأة للسؤال عنه!!
إلا أنها تشجعت بعد مرور أسبوع،،
وسألت أحد زملائه،،
فقال لها إن فلان أخذ إجازة،،
وسألته عن السبب!!
فقال بأنه لا يدري ولكنه يذكر أنه أخبره قبل أشهر،،
بأنه سيطلب منحه إجازة من أجل الإعداد لزواجه،،
في تلك اللحظة،،
نزل عليها الخبر كالصاعقة،،
فلان سيتزوج،،
بخطوات ثقيلة،،
عادت لمكتبها،،
أغلقت الباب،،
بكت بحرقة،،
كتبت رسالة في هاتفها وأرسلتها،،
وخرجت من عملها،،
كان الألم يثور في صدرها،،
عينها غارقة في بحر الدموع،،
قادت سيارتها،،
دون أن تقصد وجهة محددة،،
فقد ضاقت بها الأرض بما رحبت،،
أسرعت بسيارتها،،
وكأنها تريد الفرار من الألم،،
لم تنتبه لإشارة المرور الحمراء،،
وكانت في الجانب الآخر،،
سيارة تريد الدخول فاصطدمت بها،،
أغمي عليها،،
جاءت سيارة الإسعاف ونقلوها إلى المستشفى،،
رن هاتف المنزل،،
كان الأب نائما،،
رفع سماعة الهاتف،،
أخبروه أن ابنته أصيبت في حادث،،
صعق الأب وانطلق مسرعا،،
إلى المستشفى،،

وصل الأب إلى المستشفى،،
كانت هي نائمة هناك،،
طمئنوه بأنها بخير،،
إلا أنهم يريدون أن يطمئنوا عليها،،
ويجرون لها بعض الفحوصات،،
وافق الأب على ذلك وخرج من المستشفى،،
وأخرج جواله من جيبه،،
ليتصل فوجد رسالة في هاتفه،،
فتح الرسالة وقرأها!!
لم يملك نفسه،،
بكى،،

مر يوم،،
وما زالت نائمة في سريرها،،
كانت هناك أصوات كثيرة من حولها،،
فتحت عينها،،
فرأت أهلها وعائلتها من حولها،،
فلانة استيقظت الكل فرح،،
وسمعت صوتا يقول،،
هذه عروس ابني،،
دعوني أراها،،
واقتربت منها أم ذلك الشاب،،
وضمتها،،
كيف حالك يا ابنتي؟؟
هل أنتي بخير؟؟
كانت مذهولة!!
لم تجب!!
ابنتي الغالية!!
لقد وافق والدك على زواجك بابني،،
ووالله نحن سعداء بعثورنا على فتاة مثلك،،
ردت ولكن أحمد أخذ إجازة ليتزوج؟
قالت لها،،
ابني لا يريد أن يرتبط بأي فتاة غيرك،،
لقد أخذ إجازة لأن أباه كان مريضا واضطر للسفر معه،،
وسيعود من سفره بإذن الله في الغد،،

مذهولة هي،،
أين أبي؟؟
قالت لها!!
والدك واقف بالخارج ينتظر خروجنا،،
ليدخل ويطمئن عليك،،
شكروا الله على سلامتها،،
ودعوا الله لها بالخير والعافية،،
وخرج الجميع،،
دخل الأب،،
وكانت الدموع تسقط من عينه،،
وقف أمامها وفي يده هاتفه،،
وكانت تنظر إليه وتبكي،،
ضمها إليه وقال،،
سامحيني يا ابنتي سامحيني،،
كانت الرسالة مفتوحة في هاتفه،،

المرسل: بقايا روحي،،

قال الشاعر،،
أبي كنت يوما أعيش الحنان،،
وأحمل حلما بقلبي الصغير،،

أقوم أناجي طيور الصباح،،
واغفو طويلا بحلم كبير،،

كبرت وتاهت بي الأمنيات،،
وأبصرت عمري أمامي يطير،،

ظمئت فلم ألق غير السراب،،
وتهت ولم أدر أين المسير،،

لقد كنت أحلم مثل البنات،،
ببيت سعيد وطفل صغير،،

فأغمر طفلي بفيض حناني،،
وترفل بنتي بثوب حرير،،

أبي قد ركبت بحور الأماني،،
فعدت بجرح وقلب كسير،،

سجنت فؤادي بحصن منيع،،
وقطعت دوني جميع الجسور،،

إذا جاء شخص يريد عفافي،،
تهيج جنونا وتبدي النفور،،

فهذا كبير وذاك صغير،،
وهذا طويل وذاك قصير،،

فأعرض عن الرجال وصارت،،
حياتي شقاء وساء المصير،،

أتوق لكلمة ماما كما قد،،
تشوق للضوء شخص ضرير،،

وزوج يؤانس وحشة روحي،،
ألست تحس بهذا الشعور؟؟

أبي قد ذبلت وضاع شبابي،،
ولا زلت تلهو بكل سرور،،

كأنك ما قد ظلمت فتاة،،
تئن وتبكي لسوء الأمور،،

فماذا عسى أن تقول إذا ما،،
بعثت إلى الله يوم النشور،،

أئن وأشكو إلى الله حالي،،
فنعم المعين ونعم النصير،،*


قال عليه الصلاة والسلام:
((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))


http://www6.0zz0.com/2012/04/11/09/127740666.jpg

*ملاحظة:
لم أستطع الوقوف على صاحب الأبيات الشعرية،،
:)

سالم الوشاحي 15-10-2012 05:25 PM

أخي العزيز رمزي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة مؤثرة جداً حيكة بأسلوب رائع ومتميز

وهذا مايحصل من الأباء هداهم الله

يعلقون الفتاه بمصير مجهول

لك جنائن الورود النديه

فقط سجل إعجابي بوافر الشكر والتقدير.

عبدالله الراسبي 15-10-2012 07:08 PM


اخي العزيز المبدع رمزي قصه رائعه وجميله
رغم الالم والحزن
واصل ابداعك الجميل
وننتظر جديدك هنا دائما
وتقبل تحياتي

محمد سالم الشعيلي 16-10-2012 04:14 PM

رائعة جدا هذه القصة أخي فوزي
بالفعل قد تفاعلت مع كل مرحلة من مراحل القصة
كان لها شبية معنا لكن هذه حصلت مبتغاها وتلك فاتها القطار
والأب هو السبب

دمت بود

عرش الخيال الشرقي 17-10-2012 09:45 PM

كُلما تابعت قراءة القصة وجدت تفتح ثنايا رونق الجمال بمكنونها وظاهرها ...

جميلة جداً لفظها ومعناها ...

أتمنى أن تصل لكل أب يفكر كطريقة فكر هذا الأب ..

وفقك المهيمن لكل خير ...

أعجبتني بشدة ...

yasmeen 18-10-2012 09:28 AM

:)


زين ما فات الفوت


ششكرا

رحيق الكلمات 20-10-2012 12:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمزي (المشاركة 163945)


فتاة،،

محبة للخير،،
بارة بوالدها،،
مشفقة على والدتها التي رحلت عنها منذ الطفولة،،
ودودة وحنونة على إخوانها الصغار،،
مطيعة لربها عابدة قانتة،،
أحبها الناس كثيرا لجمال روحها،،
وأحبها والدها أكثر،،
ففي وجهها ملامح زوجته الراحلة،،
متفانية في أداء واجباتها في منزلها ووظيفتها،،
أناس كثر كانوا يتقدمون لطلب يدها،،
الكل يريد أن يحظى بوجود هذا الملاك البشري في حياته،،
إلا أن الأب كان يرفض دائما،،
يخاف عليها وينتقد كل الرجال،،
فذاك من العائلة الفلانية البسيطة،،
وذاك مستواه المادي ليس من مستوانا،
وآخر والده تأريخه كذا وكذا،،
والآخر من نسل فلان البخيل،،
وهذا ديدنه،،

وهي،،
كانت صابرة،،
تحسن الظن بأبيها،،
يحبها ويخاف عليها ويريد لها الأفضل،،
مرت السنوات والعمر مضى،،
شارفت الثلاثين،،

وفي تلك الأيام،،
إنتقل للعمل في الشركة التي كانت تعمل فيها،،
شاب جمل الله باطنه كما جمل ظاهره،،
الكل في الشركة أحبه،،
فهو بشوش نشيط متفان في أداء واجبه،،
كان بعض الموظفين من شدة محبتهم له،،
يزورونه في مكتبه بشكل دائم،،
بل إنهم كانوا إذا غاب عنهم،،
زاروه وعادوه في بيته،،

كان يراها من بعيد،،
لم يتحدث معها إطلاقا،،
سأل عنها زملائه،،
الكل أثنى عليها،،
فقرر أن يتقدم لها،،
فهو قد تقدم في العمر،،
ويبحث عن الإستقرار الأسري،،

أخبر أهله عن تلك الفتاة،،
وقرروا زيارتها،،
وزاروها فعلا وتعرفوا عليها،،
وعند عودتهم للبيت،،
أخبروه بأنهم لا يريدون أي فتاة أخرى،،
لقد اعجبوا بحسن تواضعها،،
ببشاشتها،،
بطيب تعاملها،،
فاستبشر هو خيرا،،
فقرروا زيارة الأب،،
ليحدثوه في أمر الإرتباط بابنته،،
وزاروه،،
إلا أنهم صدموا،،
فقد كان في بداية حواره معهم ودودا طيبا،،
وعندما ذكروا له سبب زيارتهم،،
تغير حاله واصبح جافا غليظا،،
ماذا تعمل؟؟
كم راتبك؟؟
هل تعاني من أية أمراض؟؟
هل يعاني أحد أفراد أسرتك من أي مرض؟؟
ماذا يقرب لك فلان الفلاني؟؟
قام يطرح الأسئلة عليهم،،
وكأنهم في تحقيق،،

وبعد أن انتهى قال لهم،،
خيرا إن شاء الله،،
فشعروا بأن الرجل يكاد يقوم بطردهم،،
فستأذنوا ورحلوا،،
عادوا إلى البيت وقد غشاهم الذهول من ردة فعل الرجل،،
وبعدها بيوم اتصل بهم،،
وقال،،
نعتذر لم يكتب الله نصيبا بيننا،،
صدم أهله من رد الأب،،
فقرروا أن يتصلوا بالفتاة،،
فأجابتهم والحزن يغشى صوتها،،
بأن الأمر بيد أبيها،،
واعتذرت لهم،،
وأغلقت السماعة،،
وبكت بكاء مريرا،،
ولسان حالها يقول،،
كما قال الشاعر،،

حزن عميق فاض بي وشجاني،،
واستعبرت عيني وشل جناني،،

وعذاب أنفاس تردد رجعها،،
فتسابقتها ثورة الغثيان،،

لو كان للأيام صوت ناطق،،
لرثت وفاق بيانها تبياني،،

لو كانت الأوراق تحكي لاشتكت،،
قلمي وقالت: تاه فيك لساني،،

أواه من قلب يكبله الأسى،،
فيهيم بين مدارة الأحزان،،

أبكي ودمعي في خدودي نازف،،
عين جرت وتمزقت أجفاني،،



كتمت ألمها وفوضت أمرها لربها،،
لم تكن تريد أن تغضب والدها،،
كان همها الأكبر أن يكون والدها راضيا عنها،،
مرت الأيام وعاد ذلك الشاب مرة ومرتين لخطبتها،،
وفي كل مرة يجدون نفس الجواب،،
وفي أحد الأيام تقدم لخطبتها من جديد،،
فرفض الأب أن يستقبلهم في منزله،،
وقال لهم أمام باب منزله أخبرناكم لا نصيب بيننا،،
وأغلق الباب في وجوههم،،
وهي كانت تراه من نافذة المنزل،،
بكت بشدة حتى مرضت فلم تستطع الذهاب إلى العمل لمدة أسبوع،،
وعندما عادت إلى العمل،،
افتقدت حضور ذلك الشاب،،
مرت أيام ولم يحضر،،
لم تكن تملك الجرأة للسؤال عنه!!
إلا أنها تشجعت بعد مرور أسبوع،،
وسألت أحد زملائه،،
فقال لها إن فلان أخذ إجازة،،
وسألته عن السبب!!
فقال بأنه لا يدري ولكنه يذكر أنه أخبره قبل أشهر،،
بأنه سيطلب منحه إجازة من أجل الإعداد لزواجه،،
في تلك اللحظة،،
نزل عليها الخبر كالصاعقة،،
فلان سيتزوج،،
بخطوات ثقيلة،،
عادت لمكتبها،،
أغلقت الباب،،
بكت بحرقة،،
كتبت رسالة في هاتفها وأرسلتها،،
وخرجت من عملها،،
كان الألم يثور في صدرها،،
عينها غارقة في بحر الدموع،،
قادت سيارتها،،
دون أن تقصد وجهة محددة،،
فقد ضاقت بها الأرض بما رحبت،،
أسرعت بسيارتها،،
وكأنها تريد الفرار من الألم،،
لم تنتبه لإشارة المرور الحمراء،،
وكانت في الجانب الآخر،،
سيارة تريد الدخول فاصطدمت بها،،
أغمي عليها،،
جاءت سيارة الإسعاف ونقلوها إلى المستشفى،،
رن هاتف المنزل،،
كان الأب نائما،،
رفع سماعة الهاتف،،
أخبروه أن ابنته أصيبت في حادث،،
صعق الأب وانطلق مسرعا،،
إلى المستشفى،،

وصل الأب إلى المستشفى،،
كانت هي نائمة هناك،،
طمئنوه بأنها بخير،،
إلا أنهم يريدون أن يطمئنوا عليها،،
ويجرون لها بعض الفحوصات،،
وافق الأب على ذلك وخرج من المستشفى،،
وأخرج جواله من جيبه،،
ليتصل فوجد رسالة في هاتفه،،
فتح الرسالة وقرأها!!
لم يملك نفسه،،
بكى،،

مر يوم،،
وما زالت نائمة في سريرها،،
كانت هناك أصوات كثيرة من حولها،،
فتحت عينها،،
فرأت أهلها وعائلتها من حولها،،
فلانة استيقظت الكل فرح،،
وسمعت صوتا يقول،،
هذه عروس ابني،،
دعوني أراها،،
واقتربت منها أم ذلك الشاب،،
وضمتها،،
كيف حالك يا ابنتي؟؟
هل أنتي بخير؟؟
كانت مذهولة!!
لم تجب!!
ابنتي الغالية!!
لقد وافق والدك على زواجك بابني،،
ووالله نحن سعداء بعثورنا على فتاة مثلك،،
ردت ولكن أحمد أخذ إجازة ليتزوج؟
قالت لها،،
ابني لا يريد أن يرتبط بأي فتاة غيرك،،
لقد أخذ إجازة لأن أباه كان مريضا واضطر للسفر معه،،
وسيعود من سفره بإذن الله في الغد،،

مذهولة هي،،
أين أبي؟؟
قالت لها!!
والدك واقف بالخارج ينتظر خروجنا،،
ليدخل ويطمئن عليك،،
شكروا الله على سلامتها،،
ودعوا الله لها بالخير والعافية،،
وخرج الجميع،،
دخل الأب،،
وكانت الدموع تسقط من عينه،،
وقف أمامها وفي يده هاتفه،،
وكانت تنظر إليه وتبكي،،
ضمها إليه وقال،،
سامحيني يا ابنتي سامحيني،،
كانت الرسالة مفتوحة في هاتفه،،

المرسل: بقايا روحي،،

قال الشاعر،،
أبي كنت يوما أعيش الحنان،،
وأحمل حلما بقلبي الصغير،،

أقوم أناجي طيور الصباح،،
واغفو طويلا بحلم كبير،،

كبرت وتاهت بي الأمنيات،،
وأبصرت عمري أمامي يطير،،

ظمئت فلم ألق غير السراب،،
وتهت ولم أدر أين المسير،،

لقد كنت أحلم مثل البنات،،
ببيت سعيد وطفل صغير،،

فأغمر طفلي بفيض حناني،،
وترفل بنتي بثوب حرير،،

أبي قد ركبت بحور الأماني،،
فعدت بجرح وقلب كسير،،

سجنت فؤادي بحصن منيع،،
وقطعت دوني جميع الجسور،،

إذا جاء شخص يريد عفافي،،
تهيج جنونا وتبدي النفور،،

فهذا كبير وذاك صغير،،
وهذا طويل وذاك قصير،،

فأعرض عن الرجال وصارت،،
حياتي شقاء وساء المصير،،

أتوق لكلمة ماما كما قد،،
تشوق للضوء شخص ضرير،،

وزوج يؤانس وحشة روحي،،
ألست تحس بهذا الشعور؟؟

أبي قد ذبلت وضاع شبابي،،
ولا زلت تلهو بكل سرور،،

كأنك ما قد ظلمت فتاة،،
تئن وتبكي لسوء الأمور،،

فماذا عسى أن تقول إذا ما،،
بعثت إلى الله يوم النشور،،

أئن وأشكو إلى الله حالي،،
فنعم المعين ونعم النصير،،*


قال عليه الصلاة والسلام:
((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير))


http://www6.0zz0.com/2012/04/11/09/127740666.jpg

*ملاحظة:
لم أستطع الوقوف على صاحب الأبيات الشعرية،،
:)

شكرا لك اخي رمزي لقد امتعت فكرنا بقصصك الجميلة الهادفة وسردك المتألق
دمت متألقا تحيتي لك

أمل فكر 21-10-2012 01:26 PM

مساء الخير،
ماشاء الله أخوي كما عودتنا نصوص هادفة وأكثر من رائعة.
وأبيات تزين النص تنم عن ذوق عالٍ..

وفقت أخي الكاتب، وزادك الرب عطاءً.

رمزي 24-10-2012 11:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 163950)
أخي العزيز رمزي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة مؤثرة جداً حيكة بأسلوب رائع ومتميز

وهذا مايحصل من الأباء هداهم الله

يعلقون الفتاه بمصير مجهول

لك جنائن الورود النديه

فقط سجل إعجابي بوافر الشكر والتقدير.

آمين ولك مثل ذلك وأكثر أستاذي العزيز سالم،،
الأباء الذين تعميهم الماديات ويظنون أنهم بهذا الظلم سيحفظون أولادهم يحققون قول الله جل وعز:
((وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ)) والله المستعان،،:)

رمزي 24-10-2012 11:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 163969)

اخي العزيز المبدع رمزي قصه رائعه وجميله
رغم الالم والحزن
واصل ابداعك الجميل
وننتظر جديدك هنا دائما
وتقبل تحياتي

الأجمل مروركم أستاذي العزيز عبدالله،،
جرعات الألم تذكرنا بجميل النعم التي حفنا الله بها وتجعلنا ننظر للغد بعيون مكحلة بالتفاؤل،،:)


الساعة الآن 06:07 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية