تبسم ثغر اللغـز في الذنب والصــمت
وتهـت بـواد قـلـت يـا نفس قــد خـبت

أَ خاسرٌ في حـروب الحب منتصـر
ووصل من سلبت عقلي من المقت

والصمت أجرم حين اغتال غانية
والذنب يكفر مشدوها على البنت

لله در مـعــان ليس يــدركــهـا
إلا الدهاة ومن في ربعهم مفتي

قد هزها الشوق للأشعار فانتثرت
لآلـئ فاعتلى من صاغها ورقـى

وهـل يـنال الـعـلـى إلا عـباقــرة
يراعهم مثل غيث إن همى صدقا

أقـلامـهـم لـم تجــد نـدا يقـارعـهـا
وإن يغص مصقع في بحرهم غرقا

قصَّت على حِبِّها المضنى هوىً بَطِرًا
وأوصدت في وجوه المعتدي الطـرقا

فلم يجد واشي من بعدُ خدعته
ولا توغَّـل في مَن قلبُها عـلِقا

كذا المحبون لم يعصف بهم حسد
وهـل يضـر السها بـرق إذا برقـا

قـف بفـخـر خـلـت من ناسها الخـيـم
حين اعتلى سيفكم والشعر مضطرم

فهل ترى فارسا في المنتدى هتفت
أعـوانـه أو أتـى فـي الـدار ملـتـثـمُ

فـذا (عـلي) تهـاوى مـن مكانـته
وهل سينهض مرعوب ومنهزم

وكيف (يوسف) لم نلمح له أثرا
تراجـع القهقـرى واغتاله سقـم

وسل (طلالا) هل الأعذار كافية
وأنت في المنتدى تلهـو وتبتسم

كمثل صاحبك الخطاب حين بدا
في وجهه صفرة قد هـده الهرم

وليس بدعا فلي من قبل ملحة
فـر الجميـع ولم يثبت لهم قـدم

فلن تقـوم لهـم من بعـد قـائمـة
ولن يكون لهم في المنتدى نغم

نكَّسْتَ أعلامَنا يا أيُّها العَلَمُ ؟
وجئتَ تفشي بنا ما سرَّهُ الألَمُ !

صرختَ، صرخةَ مفجوعٍ بوحدتهِ
ما هكذا الفكرُ والقرطاسُ والقلمُ !

مـرت ليـال وأيام ومـا فتـئت
أبيات أهدل لم يعلم بها الأمم

حتى صرختُ بأعلى الصوت من ألم
فجــئـتَ يصحـبـك التـأنـيـب والـتـهـم

لولا الصياح لما هبت نسائمكم
فيها الترنـم والتنسيـق والحـكم

فيها معان كضوء الشمس واضحة
في طيها الحسن والأخـلاق والقيـم