منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   نسوة (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=14138)

منى سيف 05-10-2012 01:52 PM

نسوة
 
تملكتني رغبة في الكتابة ، كلما حاولت الامساك بفكرة وجدتها تهرب مني ، حتى طاردتُ هذه ومسكتها من طرفها وجررتها " لمخي " قسرًا
وتمنعتْ من الخروج في حلة بهية .. وبدتْ كثوب مر عليه حول ٌ لم يفارق جسد صاحبه حتى رثَّ فيه .
ولكني أبيتُ إلا أن أخرجها مثلما أرادتْ .
ورددتُ عنادها بعناد أقوى منه
وهذه هي .. "نسوة "
فاعذروا لي خروجها البالي !





****
أسر زوج لزوجته أنه أزهق روحا . وناصحها أن تكون له من الكاتمين ، خشية أن يصل إلى مسامع الناس ، ومنهم لرجال الأمن ، فيدك في الحبس دهورا على ما اقترف ، وحذرها من مغبات التصريح به وإن في إخراجه نهاية العهد الذي بينها وبينه ، إلا أنها لم تحمل لذاك الأمر كتما وهي من عرفت في الحي " بوكالة الأنباء " ، وجاهدت نفسها مرارا على حفظه، ولم تجد سبيلا لرد هوى نفسها الأمارة إلا أن تعض على لسانها كلما راودها خاطر البوح . حتى تقيح لسانها من كثرة العض ، وصعب عليها ابتلاع شيء من وقع الألم . ولم تجدِ المراهم في تطبيب حالها ، ولا سبيل لإيقافه إلا إعلان السر .
ضاق فؤاد الزوجة على حمل السر، ولم تعد قادرة على احتمال آلام لسانها المتقيح . كما إن النوم فر من جفنيها منذ أخبرها . وحتى تدفع عن نفسها فكرة البوح ، اشترت مجموعة قصص لتقرأها وتشغل بها ذهنها وكان من بين ما حوته قصة " أذنا الحاكم كأذني الحمار " وهي قصة حلاق أودع سر الحاكم الذي يحمل أذنين كأذني الحمار ، فلما أوشك السر على الفتك بفؤاده لم يجد سبيلا إلا البوح به في بئر وأصبح يصيح فيه يوميا ضحية وعشى "أذنا الحاكم كأذني الحمار" ويحس بعدها بسكينة في نفسه وكلما أتته رغبة الإفشاء اتجه للبئر ؛ فأتى يوم عاصف حمل صياح الحلاق إلى المدينة وعلم الجميع بالسر ، وسيق الحلاق للحاكم لينال جزاءه .
فكرت الزوجة في طريقة تخرج بها خلجات نفسها مثلما فعل الحلاق ، دون أن يقع عليها نذر الزوج . واهتدت بعد فكر عميق أن تكتب على قصاصات ورق ما تلاه زوجها . علَّ ذلك يخفف من وطأته في نفسها .فكتبت عليها "زوجي أزهق روحا . ولم تبق ِ مسافة إلا وسطرت عليها ذات العبارة ومن ثم مزقتها ورمتها في سلة المهملات . بقت على هذا الحال أياما ، لكن نارها لم تبرد , وبقي للسر دويه في نفسها . وقررت البحث عن سبيل آخر لإخراجه دون أن يعلم به مخلوق . فلم تجد إلا أن تلقيه على أذن ابنها الصغير ذو الخمسة أعوام , فهو وإن أخرجه فلن يحفل به أحد وسيجري عليه القول " كلام أطفال "
قربت فاها من أذنه وأسقطت فيه ..
" أباك مجرم ، قتل شخصا وفر وهو مطلوب للعدالة "
قلب الطفل بصره محاولا وزن كلام الأم ، ولم ينطق إنما هرع لغرفة ألعابه وهو يصيح " فارس العدالة قادم "
ولما عاد الزوج من عمله استقبله الابن حاملا سيفه البلاستيكي وصاح بوجهه
" سأقتلك يا مجرم ، أنا فارس العدالة "
كانت الزوجة تقف خلفه شاخصة البصر ولم تقدر على النطق إنما اكتفت بعض لسانها حتى أدمته .
اقترب منها هامسا " لم يكن ما أزهقته إلا قِطا اعترض طريقي وما فعلته إلا لاختبر قدرتك على صون السر وفشلتِ "
جثت الزوجة تقبل قدمي زوجها ، وألقت أيمانا غليظة أنها لن تعيد ولن تكرر ..
اعرض عنها الزوج وتركها تنوح وتعض لسانها ..!

رمزي 05-10-2012 05:12 PM

جميلة جداً أعجبتني القصة، ولكن في الواقع إذا لم يتمكن صاحب السر من كتم سره فكيف يأمر غيره بكتمانه،،;)

السعدية 05-10-2012 07:06 PM

قصه جميله ونادره في معانيها وكانها تهالج مجتمع ولكن للاسف مب من صالح الحريم؟؟

يسلم قلمك اختي الغاليه..

ضي 06-10-2012 07:37 AM

أختي منى سيف قصة جميلة
اعجبني جدا سردك للقصة يدل ع تمكنك من السرد القصصي ...
ننتظر جديدك بشوق ...
تقبلي مروري...
كل التحية لك ...

رحيق الكلمات 06-10-2012 09:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى سيف (المشاركة 162801)
تملكتني رغبة في الكتابة ، كلما حاولت الامساك بفكرة وجدتها تهرب مني ، حتى طاردتُ هذه ومسكتها من طرفها وجررتها " لمخي " قسرًا
وتمنعتْ من الخروج في حلة بهية .. وبدتْ كثوب مر عليه حول ٌ لم يفارق جسد صاحبه حتى رثَّ فيه .
ولكني أبيتُ إلا أن أخرجها مثلما أرادتْ .
ورددتُ عنادها بعناد أقوى منه
وهذه هي .. "نسوة "
فاعذروا لي خروجها البالي !





****
أسر زوج لزوجته أنه أزهق روحا . وناصحها أن تكون له من الكاتمين ، خشية أن يصل إلى مسامع الناس ، ومنهم لرجال الأمن ، فيدك في الحبس دهورا على ما اقترف ، وحذرها من مغبات التصريح به وإن في إخراجه نهاية العهد الذي بينها وبينه ، إلا أنها لم تحمل لذاك الأمر كتما وهي من عرفت في الحي " بوكالة الأنباء " ، وجاهدت نفسها مرارا على حفظه، ولم تجد سبيلا لرد هوى نفسها الأمارة إلا أن تعض على لسانها كلما راودها خاطر البوح . حتى تقيح لسانها من كثرة العض ، وصعب عليها ابتلاع شيء من وقع الألم . ولم تجدِ المراهم في تطبيب حالها ، ولا سبيل لإيقافه إلا إعلان السر .
ضاق فؤاد الزوجة على حمل السر، ولم تعد قادرة على احتمال آلام لسانها المتقيح . كما إن النوم فر من جفنيها منذ أخبرها . وحتى تدفع عن نفسها فكرة البوح ، اشترت مجموعة قصص لتقرأها وتشغل بها ذهنها وكان من بين ما حوته قصة " أذنا الحاكم كأذني الحمار " وهي قصة حلاق أودع سر الحاكم الذي يحمل أذنين كأذني الحمار ، فلما أوشك السر على الفتك بفؤاده لم يجد سبيلا إلا البوح به في بئر وأصبح يصيح فيه يوميا ضحية وعشى "أذنا الحاكم كأذني الحمار" ويحس بعدها بسكينة في نفسه وكلما أتته رغبة الإفشاء اتجه للبئر ؛ فأتى يوم عاصف حمل صياح الحلاق إلى المدينة وعلم الجميع بالسر ، وسيق الحلاق للحاكم لينال جزاءه .
فكرت الزوجة في طريقة تخرج بها خلجات نفسها مثلما فعل الحلاق ، دون أن يقع عليها نذر الزوج . واهتدت بعد فكر عميق أن تكتب على قصاصات ورق ما تلاه زوجها . علَّ ذلك يخفف من وطأته في نفسها .فكتبت عليها "زوجي أزهق روحا . ولم تبق ِ مسافة إلا وسطرت عليها ذات العبارة ومن ثم مزقتها ورمتها في سلة المهملات . بقت على هذا الحال أياما ، لكن نارها لم تبرد , وبقي للسر دويه في نفسها . وقررت البحث عن سبيل آخر لإخراجه دون أن يعلم به مخلوق . فلم تجد إلا أن تلقيه على أذن ابنها الصغير ذو الخمسة أعوام , فهو وإن أخرجه فلن يحفل به أحد وسيجري عليه القول " كلام أطفال "
قربت فاها من أذنه وأسقطت فيه ..
" أباك مجرم ، قتل شخصا وفر وهو مطلوب للعدالة "
قلب الطفل بصره محاولا وزن كلام الأم ، ولم ينطق إنما هرع لغرفة ألعابه وهو يصيح " فارس العدالة قادم "
ولما عاد الزوج من عمله استقبله الابن حاملا سيفه البلاستيكي وصاح بوجهه
" سأقتلك يا مجرم ، أنا فارس العدالة "
كانت الزوجة تقف خلفه شاخصة البصر ولم تقدر على النطق إنما اكتفت بعض لسانها حتى أدمته .
اقترب منها هامسا " لم يكن ما أزهقته إلا قِطا اعترض طريقي وما فعلته إلا لاختبر قدرتك على صون السر وفشلتِ "
جثت الزوجة تقبل قدمي زوجها ، وألقت أيمانا غليظة أنها لن تعيد ولن تكرر ..
اعرض عنها الزوج وتركها تنوح وتعض لسانها ..!


ماأكثر الألسنة التي لا تستطيع كتم ماعتلج فيها من كلمات
تحترق تشوقا لتحكي
وقد اصبحت هذه العادة ملتصقة بنون النسوة كثيرا
ولكن في الحقيقة أن الذات البشرية بحد ذاتها ليست لديها قدرة على كتم السر ابدا
راق لي اسلوبك في الكتابة تحيتي لك

أم أفنان الرطيبيه 06-10-2012 10:20 AM

مبدعة اخت منى

قصة رائعه

متابعين لجمال سردك

منى سيف 06-10-2012 04:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمزي (المشاركة 162827)
جميلة جداً أعجبتني القصة، ولكن في الواقع إذا لم يتمكن صاحب السر من كتم سره فكيف يأمر غيره بكتمانه،،;)

قد يكون البوح به مرده الحاجة إلى مواساة .

في مثل هذه الحالة عليه اختيار الشخص الأمثل ليكون مستودعا لأسراره


شكرا أخي رمزي

منى سيف 06-10-2012 04:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعدية (المشاركة 162845)
قصه جميله ونادره في معانيها وكانها تهالج مجتمع ولكن للاسف مب من صالح الحريم؟؟

يسلم قلمك اختي الغاليه..

هي ليست تعميما لكل النسوة فحتما يوجد نساء أهل لصون الأسرار أكثر من الرجال .

شكرا أختي

منى سيف 06-10-2012 04:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسيرة البدر (المشاركة 162905)
أختي منى سيف قصة جميلة
اعجبني جدا سردك للقصة يدل ع تمكنك من السرد القصصي ...
ننتظر جديدك بشوق ...
تقبلي مروري...
كل التحية لك ...

بارك الله فيك أختي ، وشكرا على هذا الإطراء الجميل

منى سيف 06-10-2012 04:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات (المشاركة 162931)
ماأكثر الألسنة التي لا تستطيع كتم ماعتلج فيها من كلمات
تحترق تشوقا لتحكي
وقد اصبحت هذه العادة ملتصقة بنون النسوة كثيرا
ولكن في الحقيقة أن الذات البشرية بحد ذاتها ليست لديها قدرة على كتم السر ابدا
راق لي اسلوبك في الكتابة تحيتي لك

هناك قول دراج " لا تعطِ سرك أمرأة "
لكنه ليس معيارا ..

شكرا لك


الساعة الآن 02:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية