منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   الجنية و العاشق ـ الجزء الثالث (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=18374)

ناجى جوهر 01-10-2013 12:21 AM

الجنية و العاشق ـ الجزء الثالث
 


الجنية و العاشق

الجزء الثالث

الصمت الرهيب

خرجت من قلب الصخرة، متغطرسة فخرة, يرافقها بعض السحرة
فلما رآها العاشق أغمي عليه, وهربت روحه من بين يديه
إستمرّ في الغيبوبة ومضى, ولم يشعر بالوقت الذي إنقضى
فلما إنتصف الليل, وبانت الثريَّا و سهيل
ما راعه الاّ قعقعة صوت شاذ
فمرة يسمعه ناعم وأخرى حاد
ففتح عينيه مجبرا, ليرى مخلوقا منكرا
أ أُنثى هذه أم ذكرا,وكان وجهها قبيحا منفرا
رأسها ضخم كبير،مكان عينيها شق صغير
أرجلها كأظلاف الحمير
أظافرها منغرسة في رقبته, والمسكين جاثٍ على ركبته
من نتن ريحها يختنق, ومخاطها كسيل مندفق
ظلت عنقه في يديها, وجسمه تحت قدميها,لا شفقة ولا رحمة لديها
كان العاشق لا يعي و لا يفهم, والجنيّة لا تقول ولا تتكلم
وبعد صمت القبور, قالت في كبرياء و غرور:
أخيرا أمسكت بك أيها اللعين, وأنفردت بك دون معين
بعدما كنت بي تستهين
سأسقيك من كاس المِّر شربة
وأجعل حياتك تالفة خربة
لسنوات طويلة كنت أنتظرك,كم تمنيت أن تسمعني عذرك
لكنك فضلتها علي ولم يهفو قلبك إلي
أنا ساكنة المكان,و سليلة ملوك الجان
كنت أسمع ما تقوله للإنسية من هذيان
تتغزل بها دوني, ولا تذكر شكلي ولا لوني
تلاطفها أمامي, وفي ذلك إعدامي
أنا أجمل الجميلات, وجوهرة الملوك والأميرات
حانت لحظة الإنتقام وإسترداد المكانة والمقام
فما هي أعذارك؟
قل لي و إلا فلن ترى بعد اليوم دارك
هيه .. تكلم قول.. مابك هكذا مذهول؟
ثمَّ صفعته صفعة رهيبة, تردد صداها في الوديان القريبة
لكنه كان في عالم آخر, يكافح الموت الحاضر
كررت صفعه ولطمة, وفي بعض الأحيان تلكمه لكمة
والعاشق فاقد الوعي والشعور,لا يدري بما يجري ويدور
لأنه بنفسه موتور, وهي هائجة هياج الثور
ففهم الجنية ركيك, دماغها يحتاج إعادة تفكيك
لا تعي أنه مغمى عليه, فلا حيلة لديه
فكانت تكرر النظر اليه
وهي حانقة عليه
حتى ثارت ثائرتها, فهي ليست من ذوات النهى
والقرار إليها إنتهى, فأقبلت عليه ساخطة
وحول خصرها بعض الثعابين رابطة
عازمة على الفتك به، وإنتزاع الحياة من جنبه
أقبلت تسعى,كأنها تنّينا أو أفعى
وعنما صارت بحذا رأسه،أخرجت من كُمّها فأسة
ورفعت كفا كأنها طاسة
وأهوت إلى جمجمته تريد كسرها
لكنها توقفت حائرة في أمرها، تقول في جهرها و سرها:
إذا أتلفت مخه الصغير, فمن أي شيء
أصنع العصير؟
لا لا لازم أعيد التفكير, وأبّدل الخطة والتدبير
ماذا عن شوربة الدماغ؟
أو مصّ المح والنخاع؟
لا الأفضّل أن اشوي عظامه, والتهمه بيسر وسلامه
لا الأحسن أن ...
ثم توقّفت مذهولة, عاجزة مشلولة
فزعة مخذولة، يعتصر قلبها ندم شديد
فلقد سمعت أصواتا من بعيد, فظلت تردد وتعيد:
أشم رائحة الإنس
ليس في الأمر من لبس
لكن من يجرؤ على القدوم الى هاهنا ؟
في هذه الليلة الدهماء ؟
والبقعة الدهناء؟
إنتابها الخوف, وخشيت من الإستمرار في الوقوف
فزمجرت مثل اللبوة, وإختفت خلف الربوة، ثم غادرت بشكل
غريب, وساد المكان هدوء مريب
كانت الأصوات تتضح حينا وتخفت حينا
وتتجه الشخوص يسرة ثم يمينا

يتبع إن شاء الله


سالم الوشاحي 01-10-2013 04:34 AM

الأستاذ القدير ناجي جوهر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سعيد بإن أكون أول الواصلين لهذه القصة الرائعه والسرد الأنيق الشيق

وقد رأينا بإن العاشق قد تعثر وأتعب النفس بإنتظارة الزائد لمحبوبته..فما كان من الجنية إلا

ظهرت بغيرتها وابدلت الفرح بالترح والهيام بالآلام ...ولكن عناية الله قد ظهر ببصيص أمل القادمين

لعلهم أنس ومن الأسر ينقذوه ...سنكون على آحر من الجمر للجزء الرابع ..

أستاذي ....تسرد الاحداث بأسلوب غاية في التشويق

عبدالله الراسبي 01-10-2013 12:20 PM


اخي العزيز والقدير ناجي جوهر تسلم على هذا السرد الجميل
قصه جميله جدا ورائعه
ونحن بانتظار الاحداث القادمه بكل شوق
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

ضي 02-10-2013 06:36 PM

أخوي ناجي جوهر سرد قصصي رائع ...
انتقاء الكلمات ...
وطريقة السرد ...
واسلوب التشويق ...
جميل جدا ما قرأته هنا ...
رائع ايها المبدع ..
كن بخير ...

ناجى جوهر 02-10-2013 10:58 PM



أخي الحبيب عبدالله الراسبي
أسعد الله أوقاتك بكل خير
شرفتني أخي الكريم
بالمرور والتفاعل الدائم
تحياتي وتقديري لك يا أبا نصر


ناجى جوهر 02-10-2013 11:03 PM



أشكرك أختنا الكاتبة ضـي البدر
كلمات الثناء منكم حافز قوي
يدفعنا لتحسين ما نكتب
فأتمنى ان نحقق ما يرضي
أساتذتنا ومتابعينا
دمتي بخير
أمنياتي لك بالنجاح المستمر
إن شاء الله
وتقبلي شكري وتقديري



ناجى جوهر 02-10-2013 11:23 PM



حفظك الله ورعاك يا أبا سامي
ممنون لمتابعتكم المستمرة
وسعيد بتفاعلكم النبيل
و قد إقتبست الموضوع
عن حكاية تراثية مماثلة
آمل أن أوفق في بقية الحكاية
تحياتي أكللها ببالغ إحترامي
إلى الشهم النبيل سالم الوشاحي



رحيق الكلمات 03-10-2013 12:09 PM

ياله من عالم
ملئ بالترقب
ابدعت في جعلنا نتلهف ونترقب
فياترى ماذا بعد تخبئ لنا؟
سنترك لك
بين السطور انتظارنا

ناجى جوهر 04-10-2013 01:38 AM



أهلا وسهلا أستاذة رحيق الكلمات
أسعدني تواجدك
أرجوكِ لا تبتعدي
تحياتي وتقديري



الساعة الآن 03:01 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية