عندما يتحول الوطن إلى خيمة
1 مرفق
عندما يتحول الوطن إلى خيمة – محمد الفاضل لا تملك أمام هذا الصبي الذي شاخ قبل أوانه ، سوى أن تعجب به ، يتوقد ذكاءاً وفطنة ، وأنت في حضرته تشعر وكأنك أمام فيلسوف ، عركته الحياة وسبر كل أغوارها ، يحلل الوضع ويضع يده على الجرح . عقل راشد ، حبيس في جسد طفل ، كان سعيد يعيش مع عائلته في مدينة حلب ، وهو أصغر إخوته ، ولكنه أكثرهم وعياً ، أصبح الوضع في المدينة لا يطاق ، القصف يومي ، ويطال كل شئ ، بالأمس القريب ودعوا جيرانهم الطيبين بعد أن سقطت قذيفة فوق رؤوسهم ، فحولت منزل الأحلام ، وملاعب الصبا أثرا بعد عين. جمعت العائلة بعض الأغراض على عجل وقررت الرحيل واللجوء إلى مخيم الكمونة ، الواقع قرب مدينة سرمدا ، في ريف إدلب ، قرب الحدود ، وهو يضم اَلاف النازحين من المناطق السورية ، لحظات وداع الأقارب والجيران كانت مؤثرة ، تخللتها دموع ودعوات بالتوفيق ، المخيم يضم مجموعة خيام بلاستيكية ، يقطنه حوالي عشرون ألف لاجئ ، جلهم من النساء والأطفال ، الذين اضطرهم القصف الهمجي إلى اللجوء إليه ، برغم الهدنة المعلن عنها. تعرف سعيد على صبي في الخيمة المجاورة ، وتوطدت الصداقة بينهم ، مع مرور الأيام ، فأصبح صديقه المفضل ، ومستودع أسراره ، أحمد يكبر سعيد بعامين ، لجأ مع عائلته إلى المخيم ، بعد أن فقد والده. - سعيد ! ولكن أين والدك ، لماذا لم يلحق بكم ؟ سأل أحمد . - لقد سبقنا إلى الجنة ، أجاب سعيد . - هل ترى نهاية لهذه الحرب المجنونة ، ياسعيد ؟ هل يمكن أن نعود في يوم ما ، إلى مدينتنا وننسى كل هذه الأهوال والأحزان ؟ أشعر بالحنين . - الوضع أصبح في غاية التعقيد ، لست متفائلاً . - هل يمكن أن يطالنا القصف ، ياسعيد ؟ - محال ياصديقي ، فكما تعلم هناك هدنة ، علاوة على أن المكان قرب الحدود ، ومعروف للجميع بأنه مخيم للنازحين ، وليس موقع عسكري . اطمئن . شعر أحمد ببعض الارتياح بعد تأكيد سعيد ، ولكن كان يساوره بعض القلق، استيقظ سعيد فزعاً على صوت انفجارات مدوية ، وكأنها يوم القيامة ، في البداية لم يع ماحدث ، تحامل على جراحه وبدأ يبحث بين الركام والدخان عن أفراد أسرته ، عشرات الجثث المتفحمة تملأ المكان ، تم تدمير المخيم بشكل شبه كامل ، واحتراق عشرات الخيام. لقد فقد جميع أفراد اسرته ، بدأ يقفز كالمجنون ، وهو يبحث عن أحمد ، على مقربة من بقايا خيمة محترقة ، كان يرقد صديقه، والدماء تغطي وجهه البرئ ، لقد فارق الحياة. - اَه يا صديقي ! سامحني ! لقد وعدتك بأن لا يصيبك مكروه ، ولكنهم سفاحون ، قتلة ، لايعترفون بالهدنة ! السويد – 6 / 5 / 2016 |
الأخ الكريم الأستاذ/محمد الفاضل نثرك اليوم هنا جميل جدا بتسلسله المنظم حكاية تغمرها الدروس المملوءة بالأحزان الله يحفظ جميع المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها من شر الحروب والدمار تمنياتي لك بالتوفيق* الدائم بارك الله فيك. |
اقتباس:
صباح جميل يليق بحضورك العذب أستاذ سالم تقبل شكري العميق محبتي |
السلام عليك، أخي الكريم: محمد الفاضل، يعلم الله ونحن نقرأ هذه القصص المتفجرة دما وألما، أننا نشعر وكأننا في قلب الحدث، تجيش مشاعرنا بما تجيش به مشاعرهم، وتسقط قلوبنا هلعا، من أجلهم، تولاهم الله بفيض رحمته وجوده وكرمه، ولك جزيل الشكر وعظيم الامتنان، ودمت بخير.
|
اقتباس:
وعليكم السلام الأخت العزيزة والشاعرة القديرة عائشة أنا على يقين من نبل مشاعركم سيدتي أسعدني حضورك كثيراً لك خالص الشكر |
إن هذا السرد المثير، والتوظيف الممتاز للجمل المعبّرة بدقّة متناهية عن حجم المأساة وجحيم العذاب الذي يقاسيه إخوتنا اللاجئون وغير اللاجئين السوريين لجدير بكل تقدير وإجلال، لما فعل في قلوب القرّاء من الشعور ببشاعة الجرائم المرتكبة ضد أولئك الأبرياء العزّل وفضاعتها إنّها رسالة إستغاثة على لسان الناجين من القصف المتواصل والإنفجارات المتتالية والبراميل الحاصدة الأرواح بلا شفقة فجزاك الله خيرا على أداء الأمانة وتبليغ الرسالة وإيصال إستغاثة المقهورين المهجّرين المطاردين المشرّدين من أمة محمد صلى الله عليه وسلّم ومن إخوتنا في العرق والدين والوطن فهل من مجيب؟ هل من مغيث؟ هل من منجد؟ حفظك الله ورعاك الأستاذ الكاتب المبدع محمد الفاضل وحفظ سوريا وأبناء سوريا من إجرام المجرمين وتقبّل تحيّاتي |
اقتباس:
حضورك شرف لي ويسعدني استاذ ناجي تقبل شكري العميق مع باقة ورد جوري محبتي |
صدقتم
استاذ محمد الفاضل |
اقتباس:
شكراً على عبق الحضور تحياتي |
الساعة الآن 09:46 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir