الوزيرة..المتأملة
 

الوزيرة ..المتأملة
تسير معالي الوزيرة بين الطالبات بأناة وابتسامة عريضة نابعة من الضمير مرورا بالقلب تسير وكأنها رفيقتهن ، تتوقف مع هذه للتحدث معها حول التعليم وبيئته وتذهب لتلك لتمزح معها ، تسير بأبسط حتى من مدرسة –واقصد هنا المنصب وليس القيمة كلتاهما سواء- ، كما حكى لي كثير من الاخوة والاخوات المدرسين والمدرسات ممن التقوا بها وتفاجأهم بذلك بحيث ان ما رأوه لم يعتادوا عليه ، تقوم بزياراتها في كل مكان بالسلطنة دون رسميات وحشود ليس لها داعي كما جرت العادة حتى لو يزور احد مدراء العموم مثلا احد الدوائر التابعة لوحدته تجتمع هنا وتناقش هناك وتتقبل الاسئلة وتأخذ بالرأي الاخر ويتسع قلبها لكل ما هو صادق ونافع وناهض بأبناء الوطن لكي ينهضوا به غير ملتفتة للشكليات والرسميات والاستقبالات والمجاملات وعن التغطيات الاعلامية العقيمة التي اعتادت مرافقة كبار المسئولين وابراز زيارتهم (التي تنم عن التواضع والاقتراب من المواطن"البسيط" اينما كان) التي لا نفع منها وقد شبعنا منها ولم تشبع من التملق بعد.
اهلا بذلك الوجه الآمل والمــتأمل ، الذي لفت اليه مجلس الشورى الموقر الذي اراد ان يبدأ به كأول استجواب ،لتكون اول وزير يتم استجوابه ، "لقد تسربت امتحانات مادة العلوم ..انها مصيبة حلت على البلاد" ولم يرتكب أي مسئول بالسلطنة عبر تاريخها خطأ بهذا القدر" !!! استجواب لا حدى نساء الوطن المخلصات التي (تجتهد) لتقدم الافضل للتعليم ، وجاءت من التدريس والى التدريس معايشة للواقع والمعاناة ، وصورة حديثة للمسئول الذي يأتي متدرجا من اصغر الوظائف الى اكبرها ومن حياة اغلب سكان السلطنة بمرارتها وحلاوتها، وليس من نعيم الرخاء والرفاهية من بيت النسب والحسب الى التنعم بالمنصب ، وهذا عموما مع الاكثرية مع ندرة نادرة يحركها ضميرها الحي للشعور بالمواطن حتى وان لم تعش تجربته.
هنا على هذه الارض عدد لا بأس به من المسئولين يعملون بإخلاص وحب وتواضع ايضا لكن معالي الوزيرة الموقرة هي وجه جديد للبساطة التي لا ترتديها بقدر ما تجري في دمها كما اشعر لا اقول انها من المعصومين لكنها في نظري اكثر اجتهادا وعملا ورغبة في التطوير للأفضل ليس على المدى القصير بل البعيد واثق بان النتائج ستكون افضل وربما ان كانت صدقت الاخبار المتواترة عن رغبة الوزيرة في الاستقالة فسيكون خبرا اقرب للصدق ومتوقعا من شخصية مثلها ربما كانت تأمل في واقع وبيئة اجمل وانقى مما هي عليها الآن .
لا اعرف معالي الوزيرة مديحة الشيبانية وزيرة التربية والتعليم الموقرة شخصيا ولم التقي بها حتى ولست من تيار المداحين الذين لا يريدون من مدحهم سوى (مدحهم) ولن ازيد اكثر فكل له قناعاته، وحتى عند اتصافي ب /شاعر شعبي وهي الصفة الاكبر ارتباطا بمديح كبار القوم فانا لم اقم بذلك ما دام لا يستحقه احد، وحتى في هذا المنبر فانا لا امدح بقدر ما اردت تسليط الضوء على نموذج اراه مثاليا على الاقل الان بعد عقود من التحولات في عماننا الحبيبة نموذج للوزير القريب من المواطن وهمومه، وحتى ان اقتنعنا ان الوزير أيا كان فهو كموظف لا يتعدى تنفيذ القوانين المعمول بها في بلده ، لكنه يستطيع فعل اشياء كثيرة تفيد وطنه وابناء وطنه دون ان يخرق القوانين والتعليمات ، وكتبت هذا لأننا لم نعتد مثل هذه النماذج ، راغبا على الدوام لفت النظر لذلك دوما ،لتغيير نظرة سائدة في اوساط عديدة ترى ان المسئول او صاحب المنصب الاعلى عليه ان يكون بلا ابتسام او ختلاط مع مختلف الفئات وان لا يتحدث كثيرا بحيث يحتفظ بالهيبة اذ هو ممثلا مهما للحكومة واقول ان الهيبة والوقار والاحترام تكتسب بالتواضع ورفعة الاخلاق والاجتهاد في العمل بطرق مختلفة، لكني لا اعتقد ان وزيرتنا الموقرة بحاجة للاضواء بقدر حاجتها لرؤية نتائج عملها .
وانا على ثقة ان ازاء هذه الانطلاقة الواثقة المتأملة ستاتي النتائج وان كنت بعيدا عن التربية والتعليم مهنيا لكني أأمل بوضع افضل لأخواني واخواتي المعلمات لتحسين اوضاعهم المادية والعلمية بقدر ما عليهم عمله ايضا من تطوير ذاتي لقدراتهم وانشاء الله نرى قريبا تطورا في المناهج الدراسية تخرج للوطن جيل متعلم ومتدرب يفيد نفسه ومجتمعه وبالتالي وطنه ، نأمل في تربية وتعليم افضل دائما من خلال وزارة في غاية الاهمية فبالتعليم الجيد والثقافة البناءة ترتقي الشعوب وتتقدم وتعيش برخاء ونرى الآمال قد تتحقق في امثال الوزيرة الموقرة.
معالي الدكتورة / مديحة الشيبانية الموقرة لك الشكر والتحية.
شاكر العلوي - 19/3/2012

كلمة حق
 

الاخوة والاخوات
الاساتذه والمبدعين
جمعه المخمري ، رحيق الكلمات ، سالم الريسي ، سالم الوشاحي ، عبدالله الراسبي ، خليل عفيفي..
شكرا لاهتمامكم ولفتتكم هنا
دكتم بخير