منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   إفتقاد (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13398)

yasmeen 22-07-2012 12:46 AM

إفتقاد
 


حياة الترف لم تعجبني يوما .. أحن كثيرا الى بلدتي الريفية التي تتخللها مزارع النخيل والأشجار المتنوعة

تعتصرني الحسرة عندما تجول بفكري أيامي السابقة بين أهلي وأحبتي

لم أعد أفرق بين ما أمر به هل هو شوق طبيعي إلى الوطن

أم هو أفتقاد أناس رحلوا مثلما رحلت أيامهم أفتقد والدي الغالي وظلال الأشجار في مزرعته

وحتى في الإجازة وفي زيارتي أفتقد الخصوصية اللتي كنا نتمتع بها عندما كان هو من يدير المزرعة بدل (العامل)

أفتقد ثرثرتي ووجوده ليستمع لي بدون تأفف وتطنيش

كنت دائما أزعجه بأسئلتي التافهة المتكررة والآن كم أتمنى لو سألته عن أشياء أهم

http://farm3.static.flickr.com/2691/...0cca28845a.jpg

بدافع (فتح سالفة معك) سألتك يا أبوي (ماهذه)

كانت زهرة صغيرة صفراء تنمو بكثرة في المزارع

قلت إنها (ذنين الفار)

أبي الغالي

أعرف الآن أن (ذنين الفار) ليس إسماً لزهرة .......


ولكن كنت في نظري العالم الذي تعرف مالا أعرف والخبير الذي جرب كل شئ

فسامحني على ما كان مني

وأسال الله أن يرحمك ويغفر لك ويجعل الجنة مثواك ...*





http://www.muslmah.net/imgpost/11/a9...2b5658e8a9.jpg

عبدالله الراسبي 22-07-2012 10:37 AM


الاخت الفاضله ياسمين تسلمي على هذا النص الجميل
ورحم الله والدك واسكنه فسيح جناته
اللهم آمين
وتقبلي تحياتي

سالم الوشاحي 22-07-2012 11:48 AM

الأخت الفاضله yasmeen

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزف جميل على وتر الذاكرة

وقصة رائعه عشنا أحداثها بكل براءة

كما عهدناكِ ....

رحم الله والدكِ رحمةٍ واسعه .

تقبلي تحياتي وتقديري.

إسحاق الهشامي 22-07-2012 02:50 PM

ما شاء الله

كلمات بسيطة ولكن أخذتنــا إلى هنــاك بعيدا حيث القصة وأحداثها

بورك قلمك الطيب

yasmeen 24-07-2012 02:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 154165)

الاخت الفاضله ياسمين تسلمي على هذا النص الجميل
ورحم الله والدك واسكنه فسيح جناته
اللهم آمين
وتقبلي تحياتي


الله يسلمك أخي الفاضل أشكر لك مرورك الأجمل

وأسال الله أن يرحمنا ويرحم أمواتنا وأموات المسلمين

yasmeen 24-07-2012 02:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 154172)
الأخت الفاضله yasmeen

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عزف جميل على وتر الذاكرة

وقصة رائعه عشنا أحداثها بكل براءة

كما عهدناكِ ....

رحم الله والدكِ رحمةٍ واسعه .

تقبلي تحياتي وتقديري.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أشكرك أخي الكريم وأشكر مرورك اللطيف

وأسال الله العظيم أن يرحم أموات المسلمين كافة

أدامك الله بوافر الصحة

yasmeen 24-07-2012 02:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إسحاق الهشامي (المشاركة 154203)
ما شاء الله

كلمات بسيطة ولكن أخذتنــا إلى هنــاك بعيدا حيث القصة وأحداثها

بورك قلمك الطيب


اهلا وسهلا أخي الكريم شكرا لمرورك المبهج

دمت بخير دائما

رحيق الكلمات 24-07-2012 03:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmeen (المشاركة 154140)


حياة الترف لم تعجبني يوما .. أحن كثيرا الى بلدتي الريفية التي تتخللها مزارع النخيل والأشجار المتنوعة

تعتصرني الحسرة عندما تجول بفكري أيامي السابقة بين أهلي وأحبتي

لم أعد أفرق بين ما أمر به هل هو شوق طبيعي إلى الوطن

أم هو أفتقاد أناس رحلوا مثلما رحلت أيامهم أفتقد والدي الغالي وظلال الأشجار في مزرعته

وحتى في الإجازة وفي زيارتي أفتقد الخصوصية اللتي كنا نتمتع بها عندما كان هو من يدير المزرعة بدل (العامل)

أفتقد ثرثرتي ووجوده ليستمع لي بدون تأفف وتطنيش

كنت دائما أزعجه بأسئلتي التافهة المتكررة والآن كم أتمنى لو سألته عن أشياء أهم

http://farm3.static.flickr.com/2691/...0cca28845a.jpg

بدافع (فتح سالفة معك) سألتك يا أبوي (ماهذه)

كانت زهرة صغيرة صفراء تنمو بكثرة في المزارع

قلت إنها (ذنين الفار)

أبي الغالي

أعرف الآن أن (ذنين الفار) ليس إسماً لزهرة .......


ولكن كنت في نظري العالم الذي تعرف مالا أعرف والخبير الذي جرب كل شئ

فسامحني على ما كان مني

وأسال الله أن يرحمك ويغفر لك ويجعل الجنة مثواك ...*





http://www.muslmah.net/imgpost/11/a9...2b5658e8a9.jpg

رغم بساطة كلماتك ياياسمين
الاانك اخذتنا بعيدا هناك
الى حيث نشم رائحة المزارع الى
هناك حيث تستوطن الطيبة ويسكن الحب
اعدت لي ذكريات يلونها اطار ذكرياتك
شكرا لعبق الجمال المنثور هنا
و التي تكاد ان تكون حوارية جميلة مع النفس اكثر من كونها قصة
تقبلي مروري

يزيد فاضلي 24-07-2012 08:55 PM

.../...
 
...كأنما أغلِقُ عيْنيَّ-أختي الكريمة البديعة ياسمين-على أصداءِ حُداءٍ رخيمٍ،ينبعثُ من تجاويفِ حروفِِ ومضتِكِ العابرة،تستجدينَ بها من بوتقةِ الذكريات الغابرة لفتةً أبويةً حانية ً،كانتْ لكِ معها صوْلاتٌ إلفةٍ وجوْلاتٌ...

أو لِنقلْ : إنها رحلة انبعاثٍ رقيقةٍ لذكرى تليدةٍ بين ( البنوة ) المتشوقة و ( الأبوة ) الراحلة...

وليسَ أقسى-أختي البديعة-حينما نستذكرُ أيامَنا الخوالي من ذكرياتنا البعيدة مع والدِينا..!!

ولا يَعْدِلُ قسوة َالذكرى لأيامهما إلا فقدُهُما في ساعةِ الحَوَج والعَوَز لدفءِ حنانهما وسكينةِ وجودِهما..!!

أيْ واللهِ أختي...!!

فإنَّ لرحيل أحدِ الوالديْن-أو كلاهما-في حياةِ المرءِ ما يزرَعُ في النفس أخاديدَ من لوعةِ الفراق وحُرْقَةِ البَوْنِ،بحيثُ تبقى جراحاتُ الشعور بالفَقْدِ والافتقادِ تثلِمُ أخاديدَ من آلامٍ وشجونٍ،لا يُخففُ من لظاها كَرُّ الغداةِ ومَرُّ العَشِيِّ..وإنما كانَ من ألطافِ المولى عز وجل ومن فيْضِ رحماتِه أن دَثَّرَ قلوبَنا الضعيفةَ بدَثار الصبْر والتجمُّل وبنفحاتِ الرضى بما قسَمَ وقدَّرَ في قضائه،فنمضي في درْبِ دنيانا،نلقى الحياةَ بابتسامةِ التسليم مع ما نتكتمُ عليه في خبيئتِنا من ألَمٍ دفينٍ،ولسانُ حالِنا يقول :

ولربما ابتسمَ الوقورُ من الأذى ** ونارُ فؤادِهِ من حَرِّها يتأوَّهُ..!!

ما أقساهُ-أختي الكريمة-شعوراً بافتقادِ الوالدِ..!! وما أعنَفَها أحاسيسَ حينَ تمضي الأيامُ وتتعاقبُ،فيتلفَّتُ القلبُ المُعَنَّى،وإذ بالعيْنِ القريحةِِ تكتحلُ بما تبقى من بقايا الذكرياتِ التليدةٍ-مع آثار الوالِدِ-التي تصرَّمَتْ مع لحظاتِ العُمُر الخوالي،فلم يبْقَ من نعيم الدنيا بعَدَه إلا تلك الذكريات التي تشدنا نحوَهُ والبقايا التي تنتمي إليه..!!!

هنا كان يجلس ويقوم..وهناكَ كان ينامُ ويَقعُد..وتلكَ هي ثيابه وأشياؤه..وهاتيكمْ هي أصداءُ أحاديثه وحواراته..حتى لو كان حوار فضوليا حول زهرة ( ذنين الفار ) التي كانت تكسو الضيْعة والحَرَاش...!!!

حتى أنفاسُهُ وأعباقُ حِسِّهِ ما يزالُ عِطرُها يضيعُ في جنباتِ البيْتِ حتى ليكادُ كل شيءٍ سيَذرِفُ ويبكي...!!!

إنه حالنا جميعاً حين تتلهفُ أشواقنا لذكرى من ذكريات الوالد الراحل...

فلا يُؤنسُنا إلا الحديثُ عنه،ولا يُطربنا إلا استرجاعُ الأيامِ الخوالي معه،خصوصاً عندما كنا زنابِقَ صغاراً،نتفيأ ظلال أحضانه الدافئة ونستشعرُ رقةَ حنانه المتدفِّقِ الفيَّاض...

إن في القلب لغُصَّةً تتنزَّى..وإن في العيْنِ لدمْعَةً تتقرَّحُ..!!!

ولكنْ..ما عسانا نفعلُ يا تُرَى،وقد حَلَّ القضاءُ فضاقَ الفضاءُ..؟؟!!

عزاؤنا-أختي الكريمة-فقط أن نكونَ امتداداً لآمالهم وأمنياتِهم فينا،وأن نسيرَ في ذاتِ الدرب والطريق الذي كانَ مرسوماً في دوحةِ أحلامهم..لا نخيسُ بها ولا نألوا جُهْداً أن نكونَ ستاراً قَدريًّا لدعواتِهم ونَجَواتِهم وهم يَجأرون إلى الله تعالى في سجودهم وقنوتهم : (( ربنا هبْ لنا من أزواجنا وذرياتِنا قرةَ أعيُنٍ واجعلنا للمتقين إماماً ))...

عزاؤنا أن نستشرفَ من حاضرنا لمستقبلنا،فنستمد من مآثر والدِينا ما تَقِرُّ به أعيُنُهم وأرواحُهم عند بارئها،و (( الأرواحُ جنودٌ مجندةٌ... ))...إلى أن يحينَ اللقاءُ فَيَلْتَمُّ الشملُ-بإذن الله-في دار البقاء...

أقرأُ-أختي الكريمة-كلماتِكِ،فأستشعرُ شجَناً وجَوًى ولوعةً..وحُقَّ لبنتٍ أصيلةٍ بارَّةٍ أن تذرِفَ كلماتٍ رقيقةً في أثر والدها الكريم رحمه الله...

ورُبَّ كلمةٍ صادقةٍ من قلبٍ صادقٍ بارٍّ،أحيا اللهُ بها أفئدةً مَوَاتاً بالجحود والعقوق والهجر والعصيان..!! فإنه-واللهِ-لن يعرفَ قيمةَ الوالديْن ونعمةِ وجودهما إلا حين يُسدِلُ الموْتُ بينه وبينهما ستارَ الرحيل...!!!

بوركتِ-سيدتي الكريمة-وبوركتِ على هذه الومضة القصصية التي تقاطرتْ من قلمِكِ تلقاءً وعفواً،فكانتْ-في تلقائيتها وعفويتِها-أجملَ ما وفاءِ بنتٍ أصيلةٍ لذكرى والدِها التليدة...ولا حُرمنا من كتاباتك...

yasmeen 24-07-2012 09:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات (المشاركة 154419)
رغم بساطة كلماتك ياياسمين
الاانك اخذتنا بعيدا هناك
الى حيث نشم رائحة المزارع الى
هناك حيث تستوطن الطيبة ويسكن الحب
اعدت لي ذكريات يلونها اطار ذكرياتك
شكرا لعبق الجمال المنثور هنا
و التي تكاد ان تكون حوارية جميلة مع النفس اكثر من كونها قصة
تقبلي مروري



وشكرا لمرورك الراقي يا غالية تفرحني عباراتك ويعجبني جمال تحليلك وفكرك المستنير


الساعة الآن 03:30 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية