منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=13)
-   -   إلى أيــن ..؟ (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=13125)

الفرحان بوعزة 25-06-2012 08:14 PM

إلى أيــن ..؟
 

عدت إلى قريتي باكراً ، سالت عن الدار ، عن الأهل ، عن الأصحاب ، عن الشجر القديم ، عن العين التي كانت تسقي الطير والناس ..
الناس يتحدثون لغة غريبة ، يجلسون على قارعة الطريق ، يمضغون الكلام ، يعصرون أنفاسهم ، يشربون ماء غريباً .. بألسنتهم يمسحون ما تبقى من قطرات .. صديق قـديم بينهم .. لمحني ، أطال النظر ، قام وانسحب في هدوء يتلوى تحت ظل جسد منهك ، والغبار المتقادم يلتصق بكوفيته البيضاء .. جريت وراءه ، قلت : ربما لا زال يحمل في يديه الصدق والوفاء . ناديت وناديت ، صفعني بنظرة قاتمة ، تابع السير ، زاد في خطوه ..
سألت عن الأهل في مقاهي غزة كلها ، الكل يفر من أمامي .. سخروا مني .. دهشوا من أسئلتي ..
أصابني الانهيار كعمود ملح ذاب في الرمال .. ما بقي في ذاكرتي سوى قرية قديمة تسكن شغاف فؤادي .. اشتهيت أن أسمع صوت أمي ولو من تحت الأشلاء ، سرت وأنا أشم رائحة البنادق في كل مكان ... دقائق ، لاعبتني دبابة حمقاء ، ارتميت على وجهي وسط الأشواك . سمعت ضحكات هاربة من سخرية ماكرة ..
نهضت ، قلت لقطيع من المارة : أين تتجهون ..؟ قالوا : إلى أوطاننا ، قلت : كم من وطن لكم ..؟

عبدالله الراسبي 25-06-2012 10:40 PM


اخي العزيز الفرحان بوعزه تسلم على هذا النص الجميل
قصه مؤثره لكن بها سرد جميل جدا
فقط ننتظر جديدك هنا دائما
تقبل تحياتي

سعاد زايدي 26-06-2012 01:03 AM

أخي الفرحان بوعزة.................،

وصف للحظة فلاشية فيها التعب المتنقل بين هذا وذاك

بقلوب مترجلة وحيرة في العيون ترسم بريق التساؤل

إلى أين؟ والكل يهرب من ضائقته في أرض تخنق ما فوقها ليتسع ما تحتها.

سجل تاثري لما يمر به الكثريون في وطننا العربي.

شكرا لك وتقبل مروري

الفرحان بوعزة 26-06-2012 10:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي (المشاركة 150897)

اخي العزيز الفرحان بوعزه تسلم على هذا النص الجميل
قصه مؤثره لكن بها سرد جميل جدا
فقط ننتظر جديدك هنا دائما
تقبل تحياتي

***********************************
أخي المحبوب عبد الله الراسبي .. تحية طيبة ..
شكراً على قراءتك القيمة للنص ، دائماً تشرفني بمتابعتك لنصوصي المتواضعة ..
إنه اهتمام أعتزبه ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة 26-06-2012 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد زايدي (المشاركة 150907)
أخي الفرحان بوعزة.................،
وصف للحظة فلاشية فيها التعب المتنقل بين هذا وذاك
بقلوب مترجلة وحيرة في العيون ترسم بريق التساؤل
إلى أين؟ والكل يهرب من ضائقته في أرض تخنق ما فوقها ليتسع ما تحتها.
سجل تاثري لما يمر به الكثريون في وطننا العربي.
شكرا لك وتقبل مروري

************************
الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة سعاد زايدي .. تحية طيبة ..
شكراً على قراءتك الجادة والهادفة .. فعلا أختي ، عندما يتمزق الوطن تتمزق معه القيم الإنسانية .. فلا كرامة ولا عزة .. أين نحن من تاريخنا المجيد .. ؟
شكراً على اهتمامك المتميز ، اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

سالم الوشاحي 29-06-2012 02:45 PM

أخي العزيز الفرحان بوعزة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نص رائع ... وسرد أروع

متمكن لغةٍ وحرفا

لله درك أيها الأصيل

سجل إعجابي مع وافر الشكر والتقدير.

الفرحان بوعزة 01-07-2012 01:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الوشاحي (المشاركة 151302)
أخي العزيز الفرحان بوعزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص رائع ... وسرد أروع
متمكن لغةٍ وحرفا
لله درك أيها الأصيل
سجل إعجابي مع وافر الشكر والتقدير.

**********************************
شكراً لك أخي سالم على تفاعلك مع هذا النص المتواضع ..
كعادتك تشجعني .. أعتز باهتمامك وكلمتك الطيبة ..
محبتي الخالصة ..
الفرحان بوعزة ..

ضي 01-07-2012 08:24 AM

أختي الفرحان بوعزة قصة جميلة
تصوير رائع
راق لك ما قرأت هنا
واصل تألقك ياراقية
كل التحية لك ..

صمت الهنائي 01-07-2012 10:32 PM

أخي الفرحان دائما تبهرني بقصصك
لك سرد خاص بك لا يشبهك احدا فيه
بارك الله فيك
كن دائما هكذا مبدع

رحيق الكلمات 02-07-2012 01:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة (المشاركة 150885)

عدت إلى قريتي باكراً ، سالت عن الدار ، عن الأهل ، عن الأصحاب ، عن الشجر القديم ، عن العين التي كانت تسقي الطير والناس ..
الناس يتحدثون لغة غريبة ، يجلسون على قارعة الطريق ، يمضغون الكلام ، يعصرون أنفاسهم ، يشربون ماء غريباً .. بألسنتهم يمسحون ما تبقى من قطرات .. صديق قـديم بينهم .. لمحني ، أطال النظر ، قام وانسحب في هدوء يتلوى تحت ظل جسد منهك ، والغبار المتقادم يلتصق بكوفيته البيضاء .. جريت وراءه ، قلت : ربما لا زال يحمل في يديه الصدق والوفاء . ناديت وناديت ، صفعني بنظرة قاتمة ، تابع السير ، زاد في خطوه ..
سألت عن الأهل في مقاهي غزة كلها ، الكل يفر من أمامي .. سخروا مني .. دهشوا من أسئلتي ..
أصابني الانهيار كعمود ملح ذاب في الرمال .. ما بقي في ذاكرتي سوى قرية قديمة تسكن شغاف فؤادي .. اشتهيت أن أسمع صوت أمي ولو من تحت الأشلاء ، سرت وأنا أشم رائحة البنادق في كل مكان ... دقائق ، لاعبتني دبابة حمقاء ، ارتميت على وجهي وسط الأشواك . سمعت ضحكات هاربة من سخرية ماكرة ..
نهضت ، قلت لقطيع من المارة : أين تتجهون ..؟ قالوا : إلى أوطاننا ، قلت : كم من وطن لكم ..؟

اهلا بك اخي ابدااعا متجددا
يزهر برونقه الفريد
قصة رائعة نسجها قلم مبدع
مفردات تناسبت مع الحدث الذي حاول الكاتب ايصاله الى القارئ
حيث صور غربة الروح في الأوطان المبعثرة باللغة الغريبة التي لم يعد يفقه منها شيئا
( أصابني الإنهيار كعمود ملح ذاب في الرمال تشبيه بليغ جدا فلو كنت قلت بأنه ذاب في شيء آخر لتوقعنا حدوث تجانس مع الذوبان ولكن مع الرمل وإن ذاب الملح يظل ملحا مثلما هو
كلمة لقطيع من المارة اشارة متخفية لكلمة نعاج مسلوبة الإرادة
تقبل مروري اخي الفاضل


الساعة الآن 03:32 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية