![]() |
فوق العادة
هم ... فوق العادة يرتادون الحانات بحثاً عن نبيذ ينسينهم ما يشعرون به .. يقفون مشدوهين أمام كثافة الدخان المنبعث من فوهة المرقص .. تراقص أعينهم أضواء خاطفة مخفية في دائرة من كريستال معلقة في صدر القاعة .. تلك القاعة المكتظة بالبشر الثمل وصوت الموسيقى الذي يخترق طبلة الأذن يحرك مشاعر الرقص لدى الراقصات والثمالى من أشباه الرجال . يطوف الليل بصخب كبير سريعاً .. سريعا حتى إذا أعلنت ساعات النهار بالدنو خفتت الأضواء .. وهدأ المكان وتنفسن الراقصات الصعداء إلا من ثمل يحاول أن يضع على جبينهن قبلة خاطفة وكؤوس نبيذ فارغة على الطاولات المهترئة وزجاجات ملونة هي الأخرى فارغة فقد سكبت في أفواه الثمالى بمبالغ خيالية لا يعلمون كم أنفقوا ما في جيوبهم من مال في تلك الليلة الحمراء . هكذا يطوف الليل على البعض حياتهم من الحانات إلى غرف النوم وأنا يطوف الليل علي بين الهدهدة والصمت ، بين ضجيج النفس وعذاب الأيام .. بين ازدحام الأفكار وضياع الفرص .. بين توالي ساعات الفشل والخيبات المريرة .. أفتش في جيبي عن قطعة نقود أقف بمركبتي بها في مواقف كورنيش مطرح فلا أجد حتى أتحاشا مخالفة البلدية .. أبحث في محفظتي عن مبلغ زهيد أشتري به لعبة بسيطة لابني فلا أجد .. تستوقفني سيارات المرور تطلب مني ملكية المركبة المهترئة فتأمر بحجزها لانتهاء تاريخ صلاحية ملكيتها ... تبحث عن هويتي وأبحث عنها في جيبي فلا أجد غير قطعة من الورق المقوى قد أعطيت من مستشفى مجاور أثناء عيادتي له وأنا مريضا قيمتها ريال ومئتان بيسة تحمل اسمي دون تفاصيل أخرى . السعال ينحر القصبة الهوائية وأنا كأنني أتنفس من خرم إبرة والليل طويل على من لا حانة له ولا راقصة ولا كأس نبيذ يفقده إحساسه بالشعور بالذنب .. هذا الذنب الناتج من التقصير تجاه ابن ينتظر لعبة رآها ذات مساء في سوق مطرح لكن قيمتها عالية تزيد على الريال .. الشعور بالذنب الناتج من ابنتي التي ترتدي للعام الثالث على التوالي حذاءها المدرسي وبنطالها الشبه أبيض .. الشعور بالذنب الناتج من امرأتي التي لم يسكن جيدها قلادة من ذهب وإنما ترتدي للعيد قلادة من نحاس صبغت بلون الذهب وقد أهدتها لها جارتها قبل كذا عام وهي قادمة من زيارة الحرمين .. أشعر بالذنب أمام الآخرين والكهرباء يقطعها القاطعون بفعل فاعل كل نهاية شهر بعد أن ترتفع الفواتير فلا أجد ما يفتح أضواء تلك المصابيح . يتفقد هذا النهار ما تبقى من قميص الليل فلا يجد غير بقايا علب فارغة وطفل منهمك يجمع تلك العلب في كيس بلاستيكي متوسط الحجم .. علب قد عانقت أفواه أولئك السفراء فوق العادة الذين لا يأفلون للدرهم أو الدينار ولا تعنيهم مركباتهم أين تقف فأينما وقفت هي في المكان الصحيح حتى ولو كان غير ذلك . هم سفراء حملوا أمانة ثقيلة فحملتهم الأمانة وزراً وحملاً أثقل .. زودتهم بمركبات مجانية وبطاقات وقودية مدفوعة وفواتير صندوقها خارج السور يمر على ذلك الصندوق رجل في سيارة أخرى مجانية عند نهاية كل شهر ويدفعها ليس من جيب صاحب السور بل من خزانة ..... . جزء من النص مفقود . نشرت بجريدة الوطن ( أشرعة بتاريخ 11/12/18) |
الأستاذ محمد الطويل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماأروع ماتكتب إيها السيد النبيل أنك تلامس الشعور والأحاسيس صحيح هم هكذا فوق العاده ... نزف مؤلم من حقائق واقعيه أخي... دع القلم يكتب ما يملكه القلب فما أجمل القلب عندما يكتب الحقائق تحياتي وتقديري إيها الأصيل |
سيدي
صباح الخير ما أكثر الأوجاع التي تلازم الصمت جسر أمتدا لأبعد المسافات يرمز بثقافة العقل والقلب يمتزج بشفافية المعني.. أترك المستحيل فارعاً بين اصداء السطور لعلها تجدى نفعاً.. إذ أنها مازالت تجتر بقايا حلم ونحن في الواقع يقضة.. ترجمة الكلمات تشد وتنساند وقائع مؤلمة للأسف.. إستاذي والله ان كلماتكَ لقد أجرت دمعي ... فعلاً هل نذكر غيرنا ممن يعانون من الجوع والبرد والضياع ... يتقاسمون الأموال والسعادة فيما بينهم وهم غير مكترثون بمن حولهم.. السطور فارغة قد تجسدت في القلب والعقل.. محاذة ترصدها الأحلام وكأنها بقايا كف في جسد قتيل.. إنطواء ما بين الكلمات لها أبعاد عما قد تتجسد في القلب والعقل.. صمت.. أحاول أن أسطر كلمات تساند كلماتكَ ولكن يخجل قلمي أن يبارز قلمك.. إستنكار واضح .. إذ أنها تحمل حساً طاغياً في مرايا الزمن يتقاسمون فيما بينهم ما لذا وطاب في محيط الغدر وبحاره .. كلمات تحمل معها أعباء وهموم أهل الحروف الصامتة وتجبركَ على التصفيق والأحترام لهم.. فكن بالقرب.. لكَ مني كل الود..عاشق الذكريات |
اقتباس:
أبو سامي .... أشكرك على كلامك الجميل وردك الأنيق . بعض الحقائق سيدي مؤلمة وبعضها تموت بقهر في الصدور ما يخرج منها سوى أدخنة تنفث ذاتها بعد غليان شديد . دمت بود . |
اخي واستاذي محمد الطويل يسلم قلمك الجميل على هذا الكلام الرائع والجميل الذي يتحدث عن امر واقع وموضوع مهم وشيق تقبل تحياتي اخي العزيز |
محمد ,,,أخي ... رسلتك وصلت وفهمنا مغزاهاااااااااا يااااااااااه ما اعمق كلماتك سيدي وما أروعها عندما تذرفها دموووع الأقلام سيدي كنت هنااااااا رائع وفي كل فصولك أروع باقة زهر |
استاذي محمد الطويل دوما انت نبراس الابداع .. وسيد الحرف .... نص يحكي واقع موجود للاسف ... كتبت فأبدعت ... لك التحية ولا تحرمنا من هكذا ابداع ... لك التحية .. |
نص مبهر و جميل جدا...
يحكي ملامح يتجاهلها البعض لكنها يننا تكمن.. رائع أنت يا أستاذي القدير محمد الطويل.. تقبل مروري كل الاحترام و التقدير |
اقتباس:
أخي العزيز طالب ..... ما أجملك وكلماتك تأتي دافئة لتشعر هذا القلب المتعب أن هناك من يتلمس جدار الحنان ليودع فيه شيء من حنان . نعم أخي الفاضل / كثيرون هم من يقتاتون الجوع ويتضمرون بالوجع وكثيرون هم من لا يعلمون معنى الجوع ولا ينامون إلا على الحرائر والديباج وبين هؤلاء وهولاء مسافات شاسعة لكن نحن وإياكم نستطيع أن نكون مع الحلقة الأضعف كي نسندها ونمد لها اليد كي لا تغرق في مستنقع الألم . أشكرك من قلبي أخي طالب وأشكر روحك الجميلة . ربي يحفظك . |
عبدالله الراسبي ... أيها الجميل أشكرك على حضورك البهي وعلى كلماتك الرائعة التي بحق تدفعني إلى الأمام وكلما كنتم معي كنت أنا في أحسن حال . خالص تقديري . |
محمد الطويل أنت متفرد في حرفك
كنت هنا إلى أن أرهقني هذا الآلم هيثم |
هم سفراء إنتهازيون فوق العاده هم سفراء مارقون فوق العاده هم سفراء ماجنون فوق العاده وأنت سفير الكلمة الراقيه والواقيه فوق العاده سيدي لقد تأكتُ من مشاهداتك البصريه والقلبيه التي سطرتها بفكرك هنا على هذه الصفحة وتأكدتُ أن كل حرف كتبته يعني للعقول المدبره الشي الكثير وللعقول الواهيه والافكار الهابطه لا يعني لها شيء لا فوق العاده ولا تحتها سيدي إستمر في رسم الكلمة الطيبة ونحن المستفيدون من هكذا عطاء وفقك ربي يا محمد |
اقتباس:
أم الدرة ...... أتمنى أن تصل رسالتي والكلمات في مثل هذه المواقف تأتي تباعا وتفرض ذاتها وانا بكم ومعكم جمعنا نسير على ذات النهج . لك كل التحية |
اقتباس:
أسيرة البدر كل كلمة كتبت منك على عيني ورأسي وشهادة أعتز بها . بارك الله فيك وتواصلك يسعدني |
\ محمد الطويل قد يظلم الليل .. ويهلك الكثيرين في ظلمته .. لكن لابد من شمس تجلو تلك الظلمات .. وتنقلها الى حيث لاتعود .. وان وضعت امنيات الضعيف .. تحت اقدام الكبار .. لا بد لها ان ترقى عاليا .. فالزمن ما زالت له دوائر .. \ رسالة باسلوب تعبيري جميل .. يكتبها الرقي دوما .. تحياتي |
نبيلة مهدي كثيرون هم المتعبون وكثيرون هم الذين ينفثون دخان الأسى والألم نتمنى أن نهرب من جلباب الأسى كي نعوم في النعيم . كلي امتنان لمصافحتك |
هيثم العيسائي ..... أخي الحبيب ...... التقينا هناك صدفة ، والتقينا هنا صدفة وفي كلا الصدفتين كنت تنادي الأولى على شاطئ الحب والأخرى هناك حيث تعرف وأعرف وفي الأخرى اتفقنا أن نعود معاً أنا وأنت نلملم ما أسقطته السنين لنا من حلم ونبحث تحت نثار الحصى عن بقايا أمنيات فقلت تعود يا صديقي ولازلت أنتظر عودتك وحتى وإن صافحتني هنا فقيمتك أكبر وتبقى لعودتك مذاقات أدرك كيف وأين أجدها فمتى تعود بأكملك دون نواقص ... ليكن ذلك قريبا بإذن الله . قل نعم يا هيثم ... قل نعم . |
اقتباس:
أبو عبدالله .... أخي العزيز ... هي نعمة من الله أن تجد هذا الحب منكم وهذا الإلتفاف الأخوي الذي بالتأكيد يسعدني ويسعدني ويحسسني بوقع المسئولية تجاه الإبداع وتجاه الكلمة . إنني على الطريق أسير ... إنه الطريق الذي ترافقونني فيه ولولا مرافقتكم لكان المكان بيعد ووحشاً ومخيفا فبارك الله فيكم وكونوا معي دوماً فأنتم الشمس التي تشرق كي تبدد كل الظلام . ربي يحفظك . |
اقتباس:
فاطمه القمشوعي ..... مرحبا بك . ( لابد لليل أن ينجلي ) .. حقاً فشمس الحق بدأت تقترب من السطوع وبدأ يتوارى الظلام ولعل في الغد القادم خيراً كثيرا . أشكرك على حضورك البهي الذي أثلج صدري . تقبلي احترامي وشكري . |
الساعة الآن 01:39 PM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir