أحببتُ الـنَّهـآر أكثر ؛
كلُّ التّغيرات الكونـيـَّـة تحدث في الـنـَّـهار ،
و بوسعي مراقبتها عن كثب ، بوسعي تسجيل هذا الـتَّـغـيـيـر في مفكّـرتي الدَّاخليَّـة ،
حـتَّى لآ يصرخ في داخلي صوت الملل .
شمسٌ تشرق ساعات ، و تـنـتـصبُ في السَّمـاء ساعات ،
و تنبهتُ و تنحني ساعات ، و تغرب ،
و بينها يـتـغيّـر الـطَّـقـس ، و الـضَّـوء ، و شكل النَّوافذ ،
و حآلات الـنَّـاس ، و مواعيد العادات اليوميَّة ،
عكس الليل هذا الخامل الـثَّابت على حآلة واحدة ،
مغموسـاً في ظلامه الـرَّتيب إلى الفجر ،
كم يقتلني الليل هذا الفاشل الذي لم يستطع اختراع حالةٍ جديدةٍ له منذ بِدْءِ الخليقة .
كم أتمنى لو استطيع انتزاعه من دفتر الكون ، أو تحجيمه إلى ساعات .
الــلــه .. لو أنَّ الليل ساعاتٌ فقط !
ساعتان أو أقل ، ثمَّ تشرق الشَّمس مرّةً أخرى ،
و تبدأ رحلةٌ أخرى لي مع هذا الـنَّـهار الـمـتـجدِّد ، الـمـتحوِّل ، الـمتغيِّـر !