 |
قسم قصص متنوعة
للحلم طريق آخر |
|---|
للحلم طريق آخر
الساعة 4:45 عصرا
الفتره الثانيه من العمل .. موقعي بدأ في رحلة الكفاح بعد أن صليت صلاه العصر.. كوب شاي أرتشفه على مضض .. نفس الوجوه التي فقدتها في الصباح ونفس الأفواه ونفس العمل المنطود إليه ككل يوم .. يرن الهاتف ..
ـ آلو ..
ـ السلام عليكم خالد ..
ـ وعليكم السلام ليلى ..
ـ خالد .. بسرعه زوجتك في المستشفى وهى بين الحياه والموت ولادتها متعسره وقد أدخلت إلى غرفة الإنعاش..
ـ آه .. نعم .. نعم سوف أتي ..؟؟
5:07عصرا
ضجيج ملحوظ في العمل .. البعض يهنىء والبعض بادىء عليه الحسره بسبب الولاده المتعسره وأنا
في حيره من أمري لا ادري من أين ابدأ.. المدير غير موجود والشغل متراكم لكن زملائي طمئنوني بعد ان هدئوا من روعي بأن اذهب وأن أكون بجنب زوجتي وهم سوف يكملون العمل لا سياره املك سوف يقلني سائق الشركه إلى مواقف التكاسي المؤديه الى الباطنه ..
5:20 عصرا
من عادتي ان اجادل أصحاب التكاسي إلا هذه المره لم أبه بأي شي حتى بالمبلغ الذي طلبه السائق .. بسرعه .. !؟
ــ على حسابك أم سوف تنتظر حتى يأتوا الركاب ..
ــ لا يهم .. المهم أن أصل إلى مستشفى (صحار) ..
يالا طول المسافه المؤديه من البريمي الى صحار .. كنت انظر إلى الساعه والى الشارع والفكر منصب هناك ..!؟
ــ ما من شر .. بادرني السائق
ــ زوجتي في المستشفى أرجوك بسرعه ..
6:10 قبيل الغروب
الزحمه في منفذ الجمارك تخيب الآمال دائما .. وصلت .. ناولت السائق أجرته بدون جدال .. كنت انظر للمبنى بلحظه ذهول واستغراب بأني لأول مره آتي إلى هنا .. ينفتح الباب على مصراعيه .. يستوقفني رجل الأمن بتذمر ..
ــ إلى أين يا صاح ..؟
ــ قسم الولاده .. زوجتي هناك ..؟
6:20 قبيل غروب الشمس بقليل
الأهل كلهم مسندين ظهورهم إلى الحائط الا عمتي بدأ الدموع يخر من عينها .. هاجس القلق يبادر مشاعرهم وأنا يغزلني الحيره والصمت .. تصنع مني جسد تتلقفهوا الأسئله الكثيره ..
ـــ آه .. بشروني كيف حال (آمنه)
مازال يخيم الصمت عليهم .. تجيب ليلى
ــ مرت ثلاث ساعات ونحن لا ندري عنها أي شىء .. سوى أن الممرضه تقول بأنها بخير ..
6:35 المغرب
تخرج الدكتوره .. تفز الأجساد واقفة .. تتلزق بها .. كلها بصوت واحد ..!؟
ــ طمنينا يا دكتوره .. كيف صحة آمنه
تتذمر وهي تهيم بالخروج
ـ بخير ..بخير تطمنوا.. أين زوجها ..؟؟
ـ أنا زوجها
ــ زوجتك في حالة ولاده متعسره سوف نحتاج إلى عمليه قيصريه لان رأس الجنين لم ينزل إلى أسفل وقد تعبت هي والجنين أما أن تضحي بالأم أو الطفل وفي هذه الحاله سوف نحتاج لتوقيعك أذا أجرينا العمليه لكن ليس الآن لعل الأمور تتحسن ..!
ذهبت الدكتوره بعرض ظهرها تاركه خلفها الأفواه فاغره تزقزق فوق رؤوسها الاستفهامات العديده ..
9:00 ليلا
الهواتف لم تصمت .. الكل يريد أن يطمئن والكل يريد أن يعرف وبعض العواذل اللواتي بدأن الرهان بنت .. ولد .. بنت .. ولد .. لا بل توأم
التقوقع مازال على الأجساد والصمت يغلف المكان لا شي هناك إلا بعض الصراخ من خلف الباب لا نعرف مصدره .. بعض الأفواه بدأت تتمتم بكلمات غير مفهومه دعاء كان أو رجعه بسلامه .. !؟
ــ سوف أصبح ( أب) ..؟
كلمات حلوه مره احشر بها عقلي .. لا ادري .. لا ادري .. !؟
المهم ان تخرج آمنه بصحه وعافيه وأن يرى الطفل النور والحياه الجديده
11:35 ليلا
النبض ضعيف .. تلك الكلمات التي تفوهت بها الدكتوره
العقل تبلبل والحال بدأ يسوء .. والكل في لحظة ذهول وترقب .. عيون معلقه على الدكتوره وأخرى علي والقرار الأخير بيدي أنا لا خيار بين تلك العقول .. ؟
نظرت إلي ليلى وهي تهمس بعد أن ربتت على كتفي ..
ــ خالد .. أنت زوجها وأدرى بها ..!؟
هتف صوت من بين الأفواه بأن العمليه القيصريه أفضل من الطلق الصناعي فهو أخطر على الأم والجنين ..و أنا مازلت أنظر إلى البلاط أوزن أفكاري .. سحقا لاهم لدكتوره سوى المال هكذا سمعت من بعض النساء بأن الدكتوره التي تجري عمليه تتقاضى خمسين ريال ولا ادري ماذا احكم على قول النساء .. !؟
ــ لاحيله لدي .. موافق
بسرعه أحظرت الدكتوره الورقه والقلم الأزرق وازدانت الورقه بتوقيعي المحترم ..
1:45 فجرا
انقضت ساعتين ولا ادري مقدار الألم التي تعانيه آمنه لهذا لم يهدأ لي بال في تلك اللحظه تذكرت المعاناه التي تعاني بها الأم في لحظة المخاض ..
ـ يارب .. يارب ..
كلمات كنت أتفوهها ناظرا للباب تاره والى تلك الأجساد التي تغطت بقربي تارة أخرى .. عيونها تدور وأخرى خر الدمع منها .. ألسن لم تكف من الدعاء والرجاء كلها تتضرع لله بأن يسهل الأمور .. !؟
خرجت الدكتوره .. نهضت الأجساد .. كلها بصوتا واحد ..!
ـ بشرينا يا دكتوره .. كيف هي آمنه
ــ مبروكين زادت عندكم بنت وسوف تنقل إلى غرفة العنايه بالأطفال الخدج أما الأم فبإمكانكم أن تطمئنوا عليها لكنها مازالت في مرحلة التخدير ..
تتراكض الأجساد فرحه .. تفتش فيها عن آمنه
ـ حمدا لله على السلامه
ــ الله يسلمكم .. بنت أو ولد
ـ بنت
ـ هاتوا أعضها لتحس بالألم بمثل ما أحسست به
احمل الطفله .. أذن في أذنها .. ابتسم لآمنه تهز رأسها وتبتسم
ــ مبروك .. مبروك
2:15 فجرا
ـ كنا ننظر لجنبات الشارع وهو فارغ سوى من الظلام الدامس والأنوار الخافته يتمالكنا التعب وقلت النوم .. بدأت العيون تذبل نامت ماعدا عيون السائق مازالت تهمس لشارع المشوار الطويل للقريه ..
11:15 صباحا
دخلنا ثلاثه وخرجنا خمسه .. ألابتسامه تملأ الوجوه .. قبل أن نغادر المستشفى صرخت آمنه بصوتا عالي
ـ مازال السر موجود في الحقيبه .. سوف احفر حفره له واضعه فيها لعلها تصبح دكتوره ..
بقرب الأزهار المزروعه على جنب الباب الرئيسي خبأنا ذلك المجهول لعل الحلم يتحول لحقيقه .. وتخفف من معاناة الآخرين .
|
|
|
| | |
