|
|
|
| روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
      |
|
|||||||
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
26-12-2012, 11:18 PM
|
||||
|
||||
للخبز طعم اَخر
للخبز طعم اَخر – محمد الفاضل تحلق أفراد الأسرة حول أعواد الحطب المشتعلة وهم يرقبون مشهد الشرارات المتطايرة والأدخنة المنبعثة من موقد قديم في ذلك المساء البارد ، مساءات كانون لها طعم خاص وطقوس أثيرة على نفوس أبناء تلك المدينة الوادعة التي تغفو على ضفاف نهر العاصي. سكون مطبق يخنق الروح ، لم يكسر وتيرته سوى زفرات الأم وهي تتنهد بحرقة وتغالب دموعها التي تزاحمت في مقلتيها وبدأت تنساب بغزارة مثل نبع حزين على وجنتيها التي علاها الشحوب ، وبدأ الهم يظهر جلياً على محياها برغم شبابها ! حاولت جاهدة أن تبدو قوية أمام أطفالها الأربعة فبعيد مقتل توأم روحها ورفيق دربها والمعيل الوحيد للأسرة أضحت الحياة تسير بتثاقل وإيقاع بطئ يغلب عليها الترقب والقلق من مصير مجهول . هدأت أصوات الانفجارات على غير عادتها وإن كان يسمع من بعيد أصوات طلقات متقطعة بين الفينة والأخرى ، حتى كفاح لم تعد تستهويه ألعاب أقرانه من أولاد الحي ، فجأة أحس بثقل المسؤولية وضغوط الحياة وشظف العيش فقد كست ملامحه علامات الصرامة والجدية. بدأت السماء ترعد مزمجرة وتعزف سمفونية حزينة من خلال قطرات المطر وهي ترتطم تباعاً بسطح المنزل القديم ، شعر بالبرودة تتسلل إلى كامل جسده النحيل فلم يجد سوى معطف والده القديم ليرد عنه البرد ، والذي أصبح رفيقه المفضل .في ذلك الصباح الذي لن يمحى من ذاكرة أهالي المدينة ، نهض كفاح مبكراً كعادته وهرع مسرعاً نحو أخيه الأصغر لتبدأ رحلة المعاناة ومشوار الحصول على لقمة العيش رغم تواجد القناصة ، وذلك بالوقوف أمام الفرن في طوابير قد تمتد بعيداً. تجمع أبناء الحي للحصول على ربطة خبز تسد جوعهم ، وفي تلك الأثناء تناهى إلى سمعهم صوت طائرة وهي تحوم فوق المكان ، فجأة سمع دوي انفجار هائل يصم الأذان ، هز المدينة بأكملها وتصاعدت أعمدة الدخان لتصل إلى عنان السماء ، انبعثت رائحة الدخان وشواء اَدمي. لوحة رهيبة ، الأشلاء المقطعة تنتشر في كل مكان وتغطي مساحة شاسعة ، الدماء تغطي أرضية الشارع والرصيف ، حاول كفاح أن يستوعب ماحدث فالمشهد يفوق الوصف ويتجاوز الخيال . لم يقو على الحركة ، استدار برأسه وهو يسمو فوق جراحه في محاولة للبحث عن أخيه الصغير وهومازال ممسكاً بربطة الخبز . هاله مارأى !!! على مقربة منه كان يرقد أخوه الأصغر والدماء تغطي وجهه الصغير ولم يبق منه سوى الجزء العلوي من جسده . في ذلك اليوم الدامي تناقل أبناء المدينة خبر ذلك الطفل الذي لم تفارق الابتسامة روحه البريئة وهو ممسك برغيف خبز أحمر! للخبز طعم اَخر – محمد الفاضل
__________________
 روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟ التعديل الأخير تم بواسطة محمد الفاضل ; 14-01-2013 الساعة 01:42 PM 
|
|
#2
27-12-2012, 09:28 AM
|
||||
|
||||
|
اخي العزيز محمد الفاضل نص جميل جدا ورائع تسلم على هذا السرد الجميل نص مليئ بالحزن والالم ونسال الله الفرج واصل ابداعك الجميل وننتظر جديد ابداعك هنا دائما وتقبل تحياتي
__________________
|
|
#3
27-12-2012, 02:49 PM
|
|||
|
|||
|
اقتباس:
انه طعم آخر فعلا اخي محمد طعم الألم والظلم انتقائية رائعة وقلم مميز اهلا وسهلا بتواجدك معنا
__________________
|
|
#4
27-12-2012, 08:36 PM
|
||||
|
||||
|
اقتباس:
شاكر مشاعرك النبيلة وترحيبك الحار تقبل خالص الود مع باقة توليب
__________________
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
|
|
#5
27-12-2012, 08:39 PM
|
||||
|
||||
|
اقتباس:
دمت بخير لقلبك شتائل ورد جوري
__________________
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
|
|
#6
29-12-2012, 02:21 AM
|
|||
|
|||
|
أخي الفاضل والمبدع المتألق .. محمد الفاضل .. تحية طيبة ..
للخبز طعم آخر عنوان موفق في اختياره ، لما قرأت هذا النص المؤلم الذي بني على خطاطة سردية متينة ، وجدت أن النص جسد حياة لها طعم آخر لما أصبحت تحت رحمة الخراب والدمار وتشريد الأسر واغتيال الخلائق البشرية دون حق ..وما هذه الأسرة إلا نموذج لأسر عديدة تختلف ظروفهم القاسية بحسب المكان والزمان .. نص مؤلم يعطينا فكرة عن نتائج التهور الإنساني قي ظل ادعائه أنه حضاري وديموقراطي .. جميل ما كتبت وأبدعت .. تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..
|
|
#7
29-12-2012, 09:03 PM
|
||||
|
||||
|
اقتباس:
يسعدني ويشرفني حضورك العطر أخي العزيز مع أرق وأجمل الأمنيات مع باقة ياسمين دمشقي
__________________
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
|
|
#8
14-01-2013, 09:58 AM
|
|||
|
|||
|
للخبز طعم آخر .. ولون آخر .. وخبزنا صحائف حمر ما وجدنا غيرها لتسجيل ملحمتنا .. آلمنا .. وجوعنا ..
شاركتنا الوان الظلم والجبروت ... وعصارة رصاص أخوتنا !!! .. لم ندرك أنها تلك التي أشبعتنا جوعا .. نعدها لاعداءنا .. فتجهت الى صغيرنا .. وخبزته الوحيدة ... آلم تجسد في سطورك أيها الفاضل .. لمرارة مضمونه وقتا طويلا سيدوم ... شكرا ودام عطاؤك
|
|
#9
14-01-2013, 01:41 PM
|
||||
|
||||
|
اقتباس:
مع خالص الود والتقدير أخي العزيز لقلبك باقة ورد
__________________
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
|
|
#10
15-01-2013, 08:41 PM
|
||||
|
||||
|
أخي العزيز محمد الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم هو ماقلت للخبز طعم آخر وللحياة طعم آخر قصة رائعة السرد حزينة المعنى متينة المبنى وهذا واقع الحال الذي تشوة بأسم الديمقراطية والحريات التي لاتسمن ولاتغني من جوع ..... سجل إعجابي وتقديري العميق
|
|
|
|
 |
 |
العرض العادي
