روعة التنظيم الأسري في الإسلام ( المُحرَّماتُ من النساءِ )..

[يزيد فاضلي]

روعة التنظيم الأسَري في الإسلام ( المُحرَّماتُ من النساءِ )..

...راعني..أو لِنقلْ-أحبتي-هالني وأنا أقرأ التقريرَ السنويَّ الصادرَ عن المجلس القومي الفيدرالي للأمن في الولايات المتحدة الخاص بمتابعة تشخيص الوضعية الأخلاقية في تركيبة المجتمع الأمريكي...

هالني كشكولُ الإحصاءاتِ ( المرعبة ) التي رصدتْ مستوياتِ تفشي ( زنا المحارم ) داخلَ الأسرةِ الأمريكية-هذا تجوَّزاً إن سميْناها أسرة ً-وقد وصلتْ في استفحال الظاهرةِ إلى مُعَدَّلاتٍ وبائيةٍ في بعض الولاياتِ الفيدرالية الراقية..!!

ويشيرُ التقرير-وقد صدرَ العام 2009 للميلاد-أن ظاهرة زنا المحارم قد عرفتْ إيغالاً مريعاً في الاستئناس بها داخلَ المجتمع الأمريكي..فبعدَ أن مرتْ في وقتٍ من الأوقاتِ بمرحلةِ الشجب والاستنكار على استحياءٍ-لأنها كانتْ تتمُّ بالقهر والغصب والإكراه-صارت الآنَ في مرحلةِ الاستمراءِ والاستئناس،لأن أكثرَ الحالاتِ المرصودةِ تتمُّ بشيءٍ من الرضى والقبول بين الأطراف المحارم..!!!

ثم ختمَ التقريرُ إحصاءاتِه قائلاً : إنها وصمة عارٍ في جبين الأمريكان وروادِ العالم الحر..!!

ألقيتُ التقريرَ الموْبوءَ من يدي المتوضئة،فكأنما دَرَنٌ من قذى قد رُمِي،ورحتُ أغمِضُ الطرْفَ عن عينيَّ وأنا أغادرُ بفكري هذهِ الأرجاسَ البشرية البهيمية الهابطة وأرحلُ إلى تلكَ القِمَّةِ الشماءِ وإلى تلك الذروةِ العلياءِ التي رتبَ بها الإسلامُ المجتمَعَ الإسلامي-ومعه المجتمعَ البشريَّ كله-في صورةٍ من التنسيق والتنظيم،تسمو بالإنسان المُكرَّمِ عن غرائز السوائم،يحيثُ لا تصريفَ لطاقةِ الجنس-وهي طاقة فطرية طبيعية-إلا في فراش الزوجية الطبيعي،بعيداً عن سُعار الحيوان في معاشراته..!!

نعَمْ..يَعلمُ اللهُ سبحانه وتعالى أن هناكَ نسوة ًيعِشْنَ في محيط الرجل،لا مناصَ لهُ مِنْ أن يحتكَّ بهِنَّ احتكاكاً اجتماعيًّا،يتسامَى عن الرغبةِ والاشتهاءِ،لذا كانَ من حِكمتِهِ سبحانه وتعالى أن يُعَدِّلَ في فِطرتِهِ-وفطرةِ أولئكَ النسوة-مَوْجَة العِشرَةِ في الأسرةِ بحيْثُ تستجيبُ مشاعرُ ( الأبُوَّةِ ) و ( الأمومةِ ) و ( البُنوَّةِ ) و ( الأخوَّةِ ) و ( العمومةِ ) و ( التخوُّل ) و..و..الخ..تستجيبُ إلى بعضِها في اتجاهٍ يُخالفُ-فطريًّا-إحساسَ الزوج نحو زوجته أو بالعكس...

فمشاعرُ المَحبةِ في كِيَان الرجل السويِّ نحوَ أمهِ أو ابنتِهِ أو أختِه مثلاً،تختلفُ كليًّا عن أحاسيسهِ الأخرى ومشاعرهِ الوجدانيةِ-بالمحبةِ والوَلهِ-نحو امرأتِهِ التي أحبَّها وغدتْ زوجة ًحلالاً في حِسِّهِ...

وأيُّ تدَاخُلٍ أو اضطرابٍ في مَسَاراتِ تلكَ المشاعر والأحاسيس يُفضي قطعاً إلى المُروق نحْوَ النشاز الإنساني والشذوذِ الفطري...

وقاتلَ اللهُ ( سيجموند فرويد ) الذي أوْهَمَ البشرَ-بإيعازٍ من نفسيتِهِ المريضةِ الشاذةِ-بفحوَى قصةِ ( الكبت الجنسي المُحتقن في لاَ شعور العقل الباطن )،والتي انبثقتْ عنها ( عُقدة أوديب ) حيثُ الفتى الجامح الذي قتلَ أباهُ غيْرَة ًوتزوَّجَ أمَّهُ سِفاحاً..!!

إن اللهَ تعالى حينَ أرادَ لنا-نحن البشر-وسَامَ تكريمٍ دونما سائر المخلوقاتِ الأرضية (( ولقد كرَّمنا بني آدمَ... )) كانَ يُظهِرُ دلائلَ ذاكَ التكريم في عدةِ أمورٍ جليةٍ،منها ( روعة التنظيم الأسري ) في مجتمع البشر...

كانَ من هذا ؛ ذلكَ التنظيم الأسري البديع الخالد الذي قررهُ شرعُنا الحنيفُ-في الكتاب والسنة-والذي لم تعرفِ البشرية له نظيراً في دقةِ التشريع وجمال التنظيم وروعةِ التنسيق...

ولنا في باب ( المحرماتِ من النساءِ ) في أصول فقهياتِنا القطعيةِ خيْرُ نموذجٍ :

أقرأ الآن في كتاب ( منهاج المسلم ) للعلاَّمَةِ الجليل الشيخ أبو بكر جابر الجزائري-حفظه الله ورعاه-ص : 418 وما بعدَها،ما يلي :

(( 8 - نكاحُ المُحرمات :

أ - المحرماتُ تحريماً مؤبَّداً :

1 - المحرماتُ بالنسب وهُنَّ : [ السبعُ المذكوراتُ في صدر الآية 23 من سورة النساء وما تفرعَ عنهن مباشرة ] :

الأمُّ والجدة مُطلقاً ومهما علتْ
البنتُ وبنتها ومهما نزلتْ
الأختُ مُطلقاً وبناتها وبناتُ ابنِها مهما نزلنَ
العمة مُطلقاً ومهما عَلتْ
الخالة مُطلقاً ومهما عَلتْ
وبنتُ الأخ مُطلقاً وبنتُ ابنِه وبنتُ ابنتِه مهما نزلتْ
وذلكَ لقوله تعالى : (( حُرمتْ عليكمْ أمهاتكمْ وبناتكمْ وأخواتكمْ وعماتكم وخالاتكم وبناتُ الأخ وبناتُ الأختِ... )) النساء 23

2 - المحرماتُ من المصاهرة وهنَّ : [ النسوة اللواتي يَظهَرْنَ في حياةِ الرجل الزوج من جهةِ زواج أبيه وجده بغير أمه وبغيْر جدتهِ،ومن جهةِ زوجتهِ بَعْدَ عقد النكاح الشرعي عليها ] :

زوجة الأب
زوجة الجد مهما عَلا
لقوله تعالى : (( ولا تنكحوا ما نكحَ آباؤكمْ من النساءِ )) النساء 22
وأمُّ الزوجةِ وجدَّتها مهما علتْ
بنت الزوجة إن دخلَ بالأم
بنتُ بنتِ الزوجةِ أو بنتُ ابنِها
لقوله تعالى : (( وأمهاتُ نسائكمْ وربائبكمْ اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهنَّ فلا جناحَ عليكم )) النساء 23
وزوجة الابن أو ابن الابن
لقوله تعالى : (( وحلائلُ أبنائكمُ الذينَ من أصلابكم )) النساء 23

3 - المحرماتُ بالرضاع وهُنَّ :

جميعُ مَنْ حَرُمْنَ بـ (( النسبِ )) من الأمهاتِ،والبناتِ الأخواتِ والعمَّاتِ والخالاتِ،وبناتُ الأخ،وبناتُ الأختِ،لقولهِ صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح المُتفق عليه-(( يَحْرُمُ بالرضاع ما يَحْرُمُ من النسَبِ )) ؛ [ أيْ أن اللهَ تعالى ذكرَ صراحة ًصنفين من محرماتِ الرضاع،وهما : الأم من الرضاعةِ والأختُ من الرضاعةِ،لقوله تعالى : (( وأمهاتُ نسائكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة ))،فيأتي الحديثُ المذكور يُلحِقُ بقية الأصنافِ قياساً على أصناف المحرمات بالنسب المذكورة في آيةِ سورة النساء ].

والرضاعُ المُحَرَّمُ ما كانَ دونَ الحوْليْن،وتحققَ معه وصولُ لبنٍ حقيقة ًإلى جوْفِ الرضيع مما يُعتبَرُ إرضاعاً لقوله صلى الله عليه وسلم-في الحديث الصحيح المتفق عليه-(( لا تحْرمُ المصَّة والمَصَّتان )).لأنَّ المصة شيءٌ تافهٌ قد لا يَحصُلُ معه لبنٌ إلى الجوْفِ لِقِلتِهِ.

( تنبيهاتٌ ) :

- زوْجُ المرضِعَةِ يُعتبَرُ أباً للرضيع،فأولادُهُ من غيْر المُرضِعَةِ إخوَة له ويَحرُمُ عليه أمهاتُ أبيهِ،وأخواتتًه وعماته وخالاته كافة كما أن المرضِعَة جميعُ أولادِها-من أي زوْج-همْ إخوَة للرضيع،وذلكَ لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها-في الحديث الصحيح الذي رواهُ مسلمٌ-(( ائذني لأفلحَ أخي أبي القعيس فإنه عمُّكِ،وكانت امرأته قد أرضعتْ عائشة رضي اللهُ عنها ))،فأثبتَ الحديثُ العمومة من الرضاع،فيتبعُها إذن كلُّ ما ذُكِرَ.

- إخوَة الرضيع وأخواته لا يَحْرُمُ عليهم ممن حَرُمَ على الرضيع لأنهم لمْ يَرضعوا مثله،فيُباحُ للأخ أن يتزوجَ مَنْ أرضعتْ أخاهُ،أو أمها أو ابنتها،كما يُباحُ للأخت أن تتزوجَ صاحبَ اللبن الذي رضعَ منه أخوها أو أختها،أو أباهُ أو ابنه مثلاً.

- هلْ تعتبَرُ زوجة الابن من الرضاع كزوجةِ الابن من الصلب فتحْرُمُ ؟

الجمهورُ على اعتبارها كحليلةِ الابن،ومَنْ رأى غيرَ ذلك احتجَّ بأن حليلة الابن مُحَرَّمَة بالمصاهرةِ،والرضاعُ-كما سلفَ-لايُحَرِّمُ إلا ما يُحرِّمُ النسبَ فقط.

4 - الملاعنة : يَحْرُمُ أبداً على الرجل أن يتزوَّجَ امرأته التي لاعَنها،لقولِهِ صلى الله عليه وسلم-في الحديث الذي رواه أبو داوود-(( المتلاعنان إذا تفرقا لا يَجتمعان أبداً )) [ وقال مالكٌ-رحمه الله-في الموطأ : السنة عندنا أن المتلاعنيْن لا يتناكحان أبداً ].

ب - المُحرماتُ تحريماً مؤقتاً وهي :

1 - أخت الزوجة إلى أن تُطلقَ أختُها وتنقضي عِدتها أو تموتُ،لقولِه تعالى في سياق بيان المحرماتِ : (( ..وأن تجمعوا بينَ الأختيْن )) النساء 23

2 - عمة الزوجة أو خالتها،فلا تنكحُ حتى تُطلقَ بنتُ أخيها أو بنتُ أختِها،وتنقضيَ عدتُها أو تتوفى،لقول أبي هريْرة رضيَ الله عنه-في الحديث الصحيح المتفق عليه-(( نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن تنكَحَ المرأة على عمتِها أو خالتِها )).

3 - المُحصنة ( أي المتزوجة ) حتى تـُطلقَ أو تؤيَّمَ وتنقضي عِدتُها،لقولِه تعالى في سياق بيان المُحرمات : (( والمُحصناتُ من النساءِ )) النساء 24

4 - المُعتدة من طلاقٍ أو وفاةٍ حتى تنقضيَ عدتها ويَحْرُمُ خطبتها كذلك،ولا مانعَ من التعريض كقولِه مثلاً : (( إني فيكِ لراغبٌ ))،وذلك لقوله سبحانه وتعالى : (( ولا تواعدوهُنَّ سِرًّا إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغَ الكتابُ أجله )) البقرة 235

5 - المطلقة ثلاثاً حتى تنكحَ زوجاً آخرَ وتفارقه بطلاقٍ أو موتٍ وتنقضيَ عِدتها،لقولِه تعالى : (( فلا تحلُّ له من بَعْدُ حتى تنكِحَ زوجاً غيْرَهُ )) البقرة 230

6 - الزانية حتى تتوبَ من الزاني ويُعلمَ ذلكَ منها يَقيناً،وتنقضي عدتها منه،لقولِه تعالى : (( والزانية لا يَنكِحُها زانٍ أو مشركٍ،وحُرِّمَ ذلكَ على المؤمنينَ )) النور 03.وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( الزاني المجلودُ لا ينكِحُ إلا مثله )) رواه أحمدُ وأبو داوود،وقال الحافظ : رجاله ثقاتٌ. )) اهـ

وبعْدُ أحبتي الأكارم...

هلْ رأينا الآنَ جلالَ النعمةِ الربانيةِ التي أنعمَ اللهُ بها علينا-نحن المسلمين-حينَ أكرمنا بهذا التنظيم الجليل الرائع،فتساميْنا-أسريًّا-إلى ذرَى الطهارةِ والنقاوةِ الإنسانيةِ الحقيقيةِ،وبالتالي حَفِظ اللهُ لنا آدميتنا ووقى فطرتـَنا السوية من بهيميةِ الأنعام التي يرتكسُ في أوحالها أولئكَ الذينَ طالما تشدقوا علينا بحضارتهم المادية الرعناء...

ألاَ رحماكَ ربَّنا بهذه الإنسانيةِ التعيسةِ التي حينَ شرَدتْ عن مسارها الفطري حاقَ عليها وبالُ أمرها..!!

والحمدُ لله-أولاً وأخيرًا-على نعمةِ الإسلام..وكفى بها نعمة....

[سالم الوشاحي]

شكراً لك أستاذ يزيد على هذا الموضوع المهم روعة التنظيم الأسَري في الإسلام ( المُحرَّماتُ من النساءِ )..

والذي يبين لنا مدى تحضرالغرب حتى باتوا يستأنسواء والعياذ بالله بالمحارم

والحمدالله على نعمة الإسلام هذا الدين القيم السوي ...

الذي وضع لكل شئ حدا ...

سلمت يمينك وبورك فيك وفي جهدك أستاذي الفاضل

ونفع الله بما نثرته لنا في هذا القسم الكريم

[يزيد فاضلي]

...شكرَ اللهُ لكَ-أستاذي أبو سامي-هذا المرور الطيب الكريم المتفاعِل...

ونعمْ..كما أشرتَ أستاذنا..فإن أمريكا-والغرب عموماً-بنى من حضارتهِ المادية الهائلة ما لا يستطيعُ جاحدٌ أن ينكُرَهُ أبداً..ولكنَّ هذه المادية الجبارة اسحالتْ إلى مِعْوَل هدْمٍ حطمَ إنسانية الإنسان ( المكرَّم ) لدرجةِ أنَّ فحيحَ الرغبة العارمة اكتسحَ كلَّ الأسوار الفطرية وراحَ يُقوِّضها-في الأخلاق والعِلاقاتِ-الواحدَ تلوَ الآخر...!!

وما أصدقَ أحكام المؤرخ البريطاني الكبير أرنولد جوزف توينبي حينَ قالَ في موسوعته الضخمة ( دراسة للتاريخ ) : (( لقد درستُ إحدَى وعشرينَ حضارة ًومدنيَّة ًمن أكبر وأعرق حضاراتِ ومدنياتِ التاريخ البشري..كلها هَلكتْ وبادتْ بسبب الانفلاتِ الجنسي...!! ))..

فما أعظمهُ ديناً اسمُهُ ( الإسلام ) عَصمَ اللهُ بهِ إنسانيتَنا من مَهاوي التسفل والسقوط والانحدار...!!

شكراً أستاذنا على المرور الكريم...

[ريم الحربي]

أجل أخي يزيد ما أعظمه من دين هو الإسلام

صان كرامة الإنسان وأدميته من كل ما قد يحط من قدره

أو يهين إنسانيته

نظم علاقات البشر وسما بها إلى الأعالي

وما حل الدمار والشتات في المجتمعات إلى من بعد تخليهم

عن هذه القيم السامية وما تفشت الأمراض والأوبئة الخطيرة

إلا بعد ما دبت الفوضى في العلاقات الإنسانية وفقدت
اتزانها .

أشكرك أخي وأستاذي القدير يزيد فاضلي لما تقدم لنا من علم

وفكر وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

[يزيد فاضلي]

...والشكرُ موصولٌ لكِ دائماً-أختي الوفية الأصيلة الكريمة ريم-على جمال الحضور وروعة الإثراءِ ورجاحة الوعي وسَدادِ الفهم في استيعابِ كُلِّ ما من شأنِهِ أنْ يَزيدَنا يَقيناً وثباتاً على ديننا ومبادئهِ السمحة الرفيعة التي ما تنزلتْ إلا لرفعِ خسيسةِ الإنسانِ وإعلاءِ منزلتِهِ بين المخلوقاتِ والكائنات...

أي وربي أختي الكريمة...

البشرية ما فقدتْ اتزانـَها واختلَّ توازنـُها إلا حين جاهرتْ ربَّهَا بالتمردِ والمروق عن أصل فطرتِها السوية..ولما نستِ الوقوفَ عند حدودِ تلك الفطرةِ وراحتْ تتجاوزُ منها ما لا يُتصَوَّرُ صارتْ كالأنعام..بل همْ أخسّ وأحقر..!!!

وما أصدَقَ ربَّ العالمين سبحانه حينَ قررَ قرَارَهُ القدَري النافذ في هؤلاءِ البُهْم :

(( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )) الأعراف 179

شكراً-أختي-وأدامَ اللهُ علينا جميعاً نعمة النظافة والنقاء والرفعَة الحقيقية التي أعزنا بها الإسلام...

[مملكة الطموح]

جلنار الشكر والتحايا سيدي على ما أردفت هنا من معين يؤكد على شرف النسب ودقة التنظيم في الاسلام و تشريعاته حيث يدخل بأدق تفاصيل الحياة ليؤكد بأنه جاء شاملا ومفصلا لا يغفل عن صغيرة و كبيره ...

أرى اليوم بهذا الموضوع حاجة ماسة للتثقيف بالأطر الأسرية وما يترتب عليها نتاج ما نسمع و نقرأ من تجاوزات يعتلج لها الصدر حزنا و ألما لأن الغريزة الحيوانية التي استفحلت في عبثة البشر لم تجعل لهم طريقا واضحا ..

حينما نتأمل بالحدود التي وضعها الشرع مع الاخر نجد أنه يساير منظومة الكون في دقته لذا على الآخر أن يعي أبعاد التعامل مع الغير حتى نكفل حياة أسرية اسلاميه..

[يزيد فاضلي]

...بوركَ فيكِ-أختي الكريمة مملكة الطموح-وبوركَ في عطاءاتِكِ الجزيلة..وبالفعل-أختي-فإنَّ دقة التنظيم الأسري التي جاءَ بها الإسلام لتكادُ تكونُ فريدة ًويتيمة ًبين شرائع الأرض التي عرفتـْها البشرية سابقاً ولاحقاً...

والحمد لله-أختي-على هذه النعمة الجليلة التي حبَانا بها وأكرمَ آدميتـَنا ونزهنا وبرَّأ ساحتـَنا منْ وعثاءِ الفوضى التي يردَحُ فيها الآخرون....

شكراً على مروركِ المفيد والناصح...