روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,347
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2010, 04:54 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي قراءة نقدية في نص من بيتين للشاعر علي سالم الحارثي

شعراء وأدباء السلطنة الأدبية ، تحية طيبة لكم ، أقدم لكم هذه القراءة النقدية في بيتين للشاعر علي سالم الحارثي ، اتمنى أن يكون فيها الجديد والاضافة..
(ملاحظة : تم نشر هذه القراءة في سبلة عمان )



أدري بأن الوصل أحيانا افراق
وان الفراق أحيان وصل وتلاقي
ما يروي الأشواق ينبوع الاحداق
دام الجفا ما بين الارواح باقي


هذا النصّ والذي يتكون من بيتين ، أعطى اللغة الشعرية طعما آخر وانتقلنا مع الشاعر إلى الأقاصي ، إلى أقص الرغبة الجامحة نحو الجمال ، وكأنه يقول لكل الفصول :الروح هي صيفي وشتائي ، هي ربيعي وخريفي هي كل ألوان الجمال ، فلم يسأل عن شئ سوى الوصل والتلاقي ..

أول مفردة يبدأ بها شاعرنا نصّه هي (أدري) وهنا نلاحظ أن الشاعر وكأنه قد تلقّى علامات استفهام ضمنية حول ماهيّة درايته بالوصل والفراق ، فأجاب مسرعا ولم يترك المجال للإستغراب الذي قد يزعزعه ويراكم من محنته العاطفية . ودرايته هنا تنمّ عن خبرة سابقة استفاد منها في هذا الموقف الذي أحدث معه حوار داخلي (مونولوج داخلي ) .

يقول في البيت الأول :


أدري بأن الوصل أحيانا افراق
وان الفراق أحيان وصل وتلاقي


يوضح لنا الشاعر أن الوصل ليس دائما كما هو ولكنه رغم وجوده فإنه خارجي ولا يمسّ المشاعر والعاطفة ، بمعنى أن يتواجد شخصان ولا يفترفان جسديا ، ولكن المشكلة هي الفراق الداخلي والغربة الداخلية ، فمهما كان هنالك تواصل لكنه يفقد حلقة أساسية بدونها لا يمكن أن يكون الوصال فعّالا . وكما أن البعد الجسدي بين حبيبين يخلق ذلك الوصال الداخلي العاطفي الممتلئ بالحميمية والحنين والشوق .

ولو نلاحظ مفردة (الوصل) التي جاءت في صدر البيت الأول اختلف معناها عن مفردة (وصل) التي جاءت في عجزه ؛ فقد كان (الوصل) في الصدر ظاهريا وليس له علاقة بالحميمية والمشاعر ، بعكس (وصل) في عجز البيت حيث كان داخليا تسكنه الحميمية والعاطفة .

كذلك فإن مفردة (افراق ) في صدر البيت الأول ، اختلف معناها عن مفردة (الفراق) التي جاءت في عجزه، حيث كان الفراق في صدر البيت فراقا معنويا ينمّ عن التباعد العاطفي والحميمي ، والفراق في عجز البيت فراقا محسوسا يعبّر عن المسافة والتباعد الجسدي بين الحبيبين .

استطاع الشاعر أن يهندس البيت ويضيف إليه معانٍ جديدة ؛ وسوف نوضح ذلك من خلال الشكل التالي :



من خلال الشكل أراد الشاعر للعلاقة أن تكون بهذا الشكل ولذلك كانت هندسة البيت رائعة . أستطاع أن يرسم التباين بين كل هذه العلاقات ، وهنا نلاحظ – في الشكل – أن العلاقة قد بدأت من اليمين إلى اليسار ، أي من الظاهري المحسوس إلى الداخلي المعنوي ، ولو عكسنا العملية سوف تعطي نفس النتيجة ، كما نوضّحها من خلال الشكل التالي :



وهنا نجد أن الفراق الداخلي هو المسيطر وهو الذي يؤدي إلى خلق السلوكيات الظاهرية أحيانا وذلك ـ تظاهرا ـ حتى لا تُفقد العلاقة الظاهرية التي وجدت رغما عن الإثنين ـ طرفا العلاقة ـ لمراعاة قيم أو نسق معين في هذه الحياة ،وهذا مؤداه إلى وجود حالة نفسية تهبط بصاحبها إلى متهاهات وهموم وأحزان . بالنسبة للوصل الداخلي فإنه يزيد ويقوى عندما تبدأ المسافة (الفراق الجسدي) بين الطرفين .

هذا ما يخصّ العلاقة الأفقية (حسب الشكل في الأعلى) ، بالنسبة للعلاقة الرأسية في الشكلين السابقين نجدها عكسية وهذا ما عبّرنا به في الشكل من خلال الأسهم التبادلية الرأسية .

عندما نتطرق للوصل والفراق الظاهريين فإن الشاعر يعبّر هنا عن (حيثيات العلاقة ) وبالتالي يمكن ملاحظة السلوك الناتج عن الفعل في ممارسة هذه العلاقة الظاهرية . ومن هنا ننتقل إلى العلاقة الرأسية الداخلية ـ بشكليها الفراق والوصل ـ والتي لا تظهر للذين هم خارج إطار العلاقة وبالتالي تبقى الخصوصية بين طرفي العلاقة ، وربما تظهر عندما يعبر الطرفان أو أحدهما بسلوك يكشف نوع هذه العلاقة للآخرين ، ومن هنا أراد الشاعر أن تكون العلاقة الظاهرية بشكليها قناع يتقنّع به طرفا العلاقة .

في البيت الثاني من النصّ يوضّح الشاعر ويؤكد على أن العيون وما توّلده من حوار داخلي في لحظة التلاقي لا يمكن أن تروي ظمأ الأشواق عندما يكون الجفاء حاضرا ، حيث يقول :

ما يروي الأشواق ينبوع الاحداق
دام الجفا بين الارواح باقي


ويمكن القول أن مفردة الجفاء في عجز البيت الثاني هي المفصل الرئيسي لكل التفاصيل التي جاءت في النص ،ومنها نتجت كل المفردات الأخرى التي عبّرت عن تجربة الشاعر ومن خلالها وُلِد النص بهذه الصورة وهي التي أعطت النصّ هذه اللغة الشعرية التي تفاعلت مع خيال الشاعر ، والشكل التالي يوضّح ذلك :



خلاصة القول ..
الشاعر علي الحارثي ، استطاع أن يهندس النصّ بطريقة جيدة ، كما أنه استطاع أن يوظف كل المفردات والمعاني في تناغم جميل معبراً عن تجربته .
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية