روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,540ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,805ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,356
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,506عدد الضغطات : 52,286عدد الضغطات : 52,388

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2010, 11:19 AM
الصورة الرمزية عُلا الشكيلي
عُلا الشكيلي عُلا الشكيلي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 52
افتراضي في عين الليل حكاية *

http://www.maktoobblog.com/redirectL...2Fashreea.html

أتنقّلُ في الضياع، حائرا وحيدا، مشردا مع الغياب، وكم يبني الغياب له من صروح في القلوب الضائعة المشردة في عتمة حزن!

كم من مغيبُ بيننا؟! كم هم الذين تتساقط الأحلام في مخدعهم، يستيقظون في الصباح الباكر، ونفوسهم مهشمة بالضياع . خاوية أروقة حياتهم إلا من الأقنعة،يُدارون بها خيبات العمر، وضجيج الألم والوحدة والضياع !

كمثلي أنا، ضحكاتي تتعالى بين الجموع، بينما فرحي في غيبوبة أبدية ! بداخلي طقوس حزن لا تنتهي. أفتشُ في الوجوه عن صدر، يأوي غربة الروح فيني . ابتسم، وأقرض الضياع أحزاني، أنا الذي أُخبر أساتذتي وزملائي وأبناء الحي كلهم، عن بيتنا الجميل ، وعائلتنا السعيدة، وأُختي الصغيرة، وأبي حين يبتسم يطوقنا بدلال، وأمي حين ترضعنا من ثدي الحنان!

احترفتُ الكذب، احترفته جدا.، لا أعرف من حقيقتي سوى أنني وجدتُ أرتع في يباب المشاعر، لا أب يدثرني بوشاح من حب، ولا أم تدفئني بوهج مشاعرها.

وتطلبين مني الزواج ؟! وتحلمين بالسكن ؟! أي سكن ذاك الذي تنشدينه يا فتاة الأماني المستحيلة ؟! أتطلبين السكن مع مُشرد مثلي؟! أضحكتني، وأنا أتقلب في جمرات الضياع ! أيضحك من يلسعه جمر الضياع؟! لما تُراني أقهقه وأنا أغرق! أغرق في يُم شديد العُمق، وكثيرُ من الغرقى يصارعون الموج بقهقهات غبية! غارقون في الضحك! أليس غريبا أن يضحك من يغرق؟! أليس غريبا أن يقهقه من تتنازعه أمواج الضياع؟! أليس غريبا أن يسكن الحزن عيناي وضحكي يضج بالمكان؟! ألم أقل لكِ أنني ضائع؟! قلتها مرارا لهم أيضا، ولكنهم لم يكونوا يسمعون إلا لنزاعهم المتناثر في عين الليل.

أتظنين، كما ظنوا، ان الليل أعمى؟! لا، الليل حاد البصر جدا، رأيتُ سواده مرارا وهو يلمع في مُقلة أبي ! أبي، أتعلمين شئيا عن أبي؟! أنا لا أعلم عنه إلا أنه رجل، وأنه والدُ لي ! لا أتذكر من ملامحه شيئا، ولكني أتذكر ذبذبات صوته وهي تغتال هدوء الليل !

سمعته في دُجى الليل، الليل كان شاهدا على ما حدث. يعلو صراخه ويُلقي يمين الطلاق على أمي، آلمتني وأوجعتني جدا سياط كلماته، وهي تجلد البراءة فيني ، بسياط من خوف " خذيه،معك، ربيه، أنا لا أريده" !

تركلني أمي، وتصيح في وجه أبي "هو ابنك، ربيه أنت "!

وتظل الكلمات واللكمات، تتقاذفني بينهم، ولا صوت يُسمع لي سوى النشيج، أبعثه عاليا، علهم يشعرون بحجم الألم الذي يسكن الروح بي .

يا فتاة تعبث يها الأحلام، لم يعد قلبي سكن للأحلام البريئة، ألا تعلمين أن ثمة حقدا على كُل شيء نمى بداخلي ؟! ألا تعلمين أنني أكره الأطفال والأزواج والنساء والرجال؟!
لاشك أنكِ لا تعلمين، أو ربما تعلمين ولا تعلمين. وأرى عيناكِ الآن تقذفان باللوم الكثير،حائرتان، ضائعتان، مُغيبتان جدا . أنا لا ألومك، ولن أُدافع عن نفسي، فحقيقة الحقد يسكنني فعلا، ولكن عليكِ أن تعلمي أنني لستُ سيئا، وإن صدرت مني كلمات تقذف بالشرر، فوميض الضوء في عيني يشي بما يسكن قلبي . أتعلمين أي شيء ذاك الذي يسكن قلبي ؟ ليس مُهما أن تعلمي .

هل قال لكِ أحدا من قبل أنني، وأي مُشرد مُثلي، ترميه الألسن بتهمه الضياع، هو بالأصل قلب معذب، جائع جدا،كان يحبو، حين رُكل بلا رحمة، وسيق إلى وادي من الحرمان !


أنا وأدتُ الحُب بداخلي، حين رأيتُ كم الأحزان التي تنمو وتتكاثر وهي ترضع من ثدي الحرمان . أنتِ تريين أنني مرفه جدا، أقطن بيت شبيه بالقصر، وجيبي ممتلئ دوما، أصرف بلا حدود، وأخرج بلا قيود، حياتي مسكونة بالترف،ولكنها مغبونة بالفوضى ! أتعلمين كم تغيبنا الفوضى ؟! تلك الفوضى التي تغرقنا بها الرفاهية، أتعلمين كم انكسار وخيبة تَقذِفُ في عتمة أيامنا؟! ، فوضى تشحن القلوب بالمزيد من سلبية الشعور . محفظة قلبي، مُفرغة إلا من الحزن والحقد ، كيف تأملين في أن أكون أبا صالحا لأبنائك؟!

أسألكِ بحق السماء، لماذا تُريدين الزواج ؟! لتأتين بالأطفال ؟! لتتسلي بأحزانهم ؟! لتقرضيهم التشرد مثلما أقرضني أبواي من قبل؟! أنا لا أفهم لما يتزوج الرجال ؟! ولماذا يمنحهم الله الأطفال ؟! إن كان الأبناء نعمة، فالبعض لا يستحق تلك النعمة، تعلمين تلك الوجوه المُبتسمة؟! تعرفين حقيقتها ؟! لا تغرك ثرثرة الفرح في سمائهم، هُم يائسون، ضائعون جدا .

دعكِ من ترف الشعور، لأنه يحترف الكذب! أنا أسرد لكِ حكاية كل يوم، وحكاية كُل ضياع يتربص بمن هم مثلي ।


لو تعلمين كم يعبث بي الضياع ! لو تُدركين كم تسكنني الأحزان! .
ليس مثلي من يشيدون صرحا من حُب. ليس مثلي من يتمركز حولهم الأمان .
لا تطلبين الزواج بي، فأنا، أخاف، أخاف جدا من تكرار الحكاية .

*نص نُشر في الثلاثاء لاماضي في ملحق أشرعة الثقافي التابع لجريدة الوطن
__________________
طوق الياسمين

التعديل الأخير تم بواسطة عُلا الشكيلي ; 06-03-2010 الساعة 11:25 AM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية