ألوان نازفة

[عاشق النوّار]

ألوان نازفة
(عدت يوما لوطني الحبيب وأنا لا زلت مغتربا ووجدت كل شيئ
قد تغير ...وحين شددت الرحال صوب قريتي ...صوب حارتي ..صوب
بستاني ...صوب داري ...كانت الألوان الجميلة تطاردني في مخيلتي
ولكني وجدت الحارة خالية والأشجار الخضراء في بستاني قد جفت
والمنزل الريفي قد سقطت جدارنه...والأهل أصبحوا ذكريات ...بحثت
عن نوارتي الجميلة فرأيتها بلا أوراق وزكمت أنفي رائحة غريبة لم
تكن رائحة الزعتر الرمادي الذي اختفت رائحته من حديقتي كانت
الألوان التي تطاردني جميلة ...وحين رأيتها بأرض الواقع كانت
ألوااااااان ناااااااازفة)
ذات يوم
كان في الأشلاء قلب
في ربيع العمر أزهرْ
كان أحمرْ
كنت ألهو في زمان
طيبه في الذكر جوهرْ
مات قلبي ...بل أراه قد تحجّرْ
ذات يوم كان بستاني حديقة ْ
جل ما تحويه أثمرْ
والعناقيد تدلت
تحتها روحي تجلت
سندسا في الأرض أخضرْ
جلّ ربي حين صوّرْ
حين أجرى الريح تمضي
نسمة في الجو عنبرْ
ذات يوم قريتي كانت مدينة ْ
لم تكن تبدو حزينة ْ
كل شبر منزل فيها تكّورْ
والعشيرة ْ
صوتت الله أكبرْ
ذكرها في الروح ينمو
في شراييني تجذّرْ
كل فرد كان نجما
في ثنايا المجد أطهرْ
كل بيت
من زنود ٍ في زمان الطيب من صخر الليالي
قد تعمّرْ
ذات يوم
سجلت فيّ دواتي
من حروف العشق دفترْ
كل حرف من مزون ٍ
في ربوع البيد تمطرْ
كل أصحابي تغنوا
أصبحوا بالحرف أشعرْ
موطني رباه في لمح ٍ تغيّرْ
تلك أرضي
كل جذع تحتويه
قد تكسّرْ
رسمها قد بات أصفرْ
والرمادي تولى
لم يعد في زي زعترْ
ذاك بيتي في رحى التاريخ في صمت تدمّرْ
والحديقة ْ
ضاع ما فيها تصحّرْ
حارتي الجرداء ذكرى
وردتي الشماء ماتت
واسألوني
فارس الصحراء عنترْ
في الحكايا لم يعد في الصيت يظهرْ
جلده ما عاد أسمرْ
هل ترى التاريخ أضحى
في ثرى الأيام أغبرْ
يا إلهي
هذه الأقدار قد أمست قصيدة ْ
جُمّعت من ذات حرف قد تبعثرْ
أسود في حبره مذ قد تكرّرْ
سأصلي
وبكفي أرسل الآهات في مهدي دعاء
فعسى الرحمن ربي
يجعل الآفاق أنضرْ
يرسل المزن لتمطرْ
يجعل الفجر نهارا
من سواد الليل فسق يتحرّرْ
ذاك ربي
جلّ ما شاء وقدّر.
***
مع
تحيـــــــــــــات
ماهـــــ نصّار ــــــــــر